موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ١ مارس / آذار ٢٠٢٤
سكان غزة اليائسون يئنون تحت ثقل "مجزرة" شاحنات المساعدات

أ ف ب :

 

في وقت مبكر من صباح الخميس، لم يكن آلاف الفلسطينيين الجياع الذين توجهوا إلى نقطة توزيع المساعدات في مدينة غزة يعرفون أنهم سيلقون مصيرًا مشؤومًا جراء نيران القوات الإسرائيلية والدهس والتدافع ليسقط المئات منهم بين قتيل وجريح.

 

وقال شاب مصاب كان ممددًا في أحد ممرات مستشفى كمال عدوان المكتظ بالجرحى والمواطنين "كنا عند شارع الرشيد، فجأة دخلت الدبابات مع شاحنات المساعدات". وأضاف "حصلت فوضى وكان هناك حشد كبير، الاحتلال أطلق النار علينا، هناك الكثير من الإصابات ... الناس جوعى، تريد أن تأكل".

 

ووصلت إلى المستشفى امرأة لتفقد أقاربها وقالت بصوت مرتجف "خرج أولاد اخي لإحضار الطحين، اليهود أطلقوا عليهم النار". وأضافت مستغيثة "نحن في حصار، ارحمونا، نحن على أبواب شهر رمضان".

 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس عن سقوط 104 قتلى و760 جريحًا في "مجزرة شارع الرشيد" أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من شاحنات انتظروها طويلًا ووصلت أخيرًا محملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة.

 

وأكدت مصادر إسرائيلية لوكالة فرانس برس "أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على حشود في قطاع غزة اقتربوا من شاحنات مساعدات إنسانية بعدما شعروا بتهديد". وقالت المصادر إن العديد من الأشخاص "اقتربوا من القوات التي تعمل على تأمين الشاحنات، بطريقة شكلت تهديدًا لها فردت بالذخيرة الحية".

 

لكن متحدثا باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين قال إن عددًا من القتلى قضوا سحقًا بعجلات الشاحنات. وقال المتحدث آفي هايمان "تجمع حول الشاحنات أشخاص حاولوا النهب واقتحم السائقون الحشود ما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص".

 

تدخل غالبية المساعدات الى القطاع برّا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضعها إسرائيل للتفتيش.

 

خارج مستشفى كمال عدوان، تحلقت أربع نساء حول جثمان رجل ملتحٍ ملفوف بكفن أبيض وهن يبكين فيما اصطف رجال للصلاة على جثمان آخر. وفي شارع الرشيد رصد مراسل فرانس برس عربة يجرها حمار وهي تحمل جثمانين.

 

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة "لا زالت الطواقم الطبية تتعامل مع عدد من الحالات الخطيرة بإمكانيات محدودة". ووصفت حركة حماس الحادثة بأنها "مجزرة مروعة" وقالت إن المواطنين "ذهبوا للحصول على الغذاء والمساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوما".

 

ودانت الرئاسة الفلسطينية "المجزرة البشعة".

 

وقال شاهد عيان إن الحادث وقع عند دوار النابلسي في غرب مدينة غزة لدى "اندفاع" العديد من الفلسطينيين سعيًا للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل الى منطقتهم منذ بدء الحرب. وأضاف لوكالة فرانس برس "اقتربت الشاحنات من بعض دبابات الجيش (الإسرائيلي) التي كانت في المنطقة واندفعت الحشود نحو الشاحنات". وتابع الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه "أطلق الجنود النار على الحشود عندما اقترب الناس من الدبابات".

 

وأظهرت لقطات جوية وزعها الجيش الإسرائيلي أعدادًا كبيرة من المواطنين يقتربون من الشاحنات التي كانت تسير في قافلة.

 

وقال مصاب كان يعالج في مستشفى كمال عدوان أيضًا "نمنا طوال الليل في شارع الرشيد حتى نوفر لأولادنا لقمة العيش". وأضاف "هم كذابون، قالوا أحضرنا مساعدات، المساعدات خلطوها بدمائنا".

 

من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إنه "على اطلاع على التقارير".

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يهددهم خطر المجاعة خاصة في شمال القطاع.

 

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة خلال شباط وهو ما يمثل انخفاضا بنحو 50 في المئة مقارنة بكانون الثاني المنصرم.

 

أثارت "مجزرة" الخميس في مدينة غزة جدلا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف حيث واجه السفير الفلسطيني إبراهيم خريشة نظيره الإسرائيلي بشأن الضحايا المعلن عنهم. وتساءل خريشة "هل هؤلاء دروع بشرية؟ هل هؤلاء مقاتلون من حماس؟".

 

تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعيًا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار، تتيح الافراج عن رهائن محتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.

 

ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.