موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ١٦ فبراير / شباط ٢٠٢٢
جناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي شهادة للأخوة الإنسانية

فاتيكان نيوز :

 

يقدم جناح الكرسي الرسولي لزواره لمحة عن تطور العلاقات الأخوية بين المسيحيين والمسلمين بنوع خاص، بدءا من اللقاء الذي جمع القديس فرنسيس الأسيزي بسلطان مصر في عام 1219 ووصولاً إلى اللقاء التاريخي بين البابا وإمام الأزهر أحمد الطيب في أبوظبي لثلاث سنوات خلت. قام بتصميم الجناح  المهندس المعماري جوزيبيه دي نيكولا، تحت إشراف المونسينيور ترافني، الذي أسند إليه هذه المهمة الكاردينال جانفرانكو رافازي، رئيس المجلس البابوي للثقافة.

 

استهل المسؤول الفاتيكاني حديثه متوقفا عند الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وقال إنه لا يمكن أن نفكر بجناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي 2020 دون أن نتذكر التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية من قبل البابا وإمام الأزهر. وأوضح أن من بين المواضيع الأساسية التي تناولها الجناح، الشهادة لمسيرة التقارب والأخوة بين المسيحيين والمسلمين على مدى القرون الثمانية الماضية.

 

وأوضح أن زوار جناح الكرسي الرسولي تمكنوا من الاطلاع على مخطوطة تاريخية أتت من مكتبة بغداد، وقال إنها تكتسب أهمية كبيرة لكونها الوثيقة الوحيدة، على ما يبدو، التي تشهد لوجود ما عُرف بـ"بيت الحكمة" في بغداد، هذا البيت الذي كان بمثابة مركز ثقافي هام خلال الحقبة الذهبية للثقافة الإسلامية. ولفت إلى أن كاتب الوثيقة التي تتحدث عن علم الفلك لم يكن راضيًا عن ترجمته من اليونانية، فرمى المخطوطة في سلة المهملات، لكن عُثر عليها لاحقا وتم بيعها في إحدى الأسواق، فاشتراها بعض الرهبان الفقراء ليزيلوا الحبر عنها ويكتبوا عليها، باللغة السريانية، تاريخ الجماعات المسيحية في فلسطين. وهكذا وصلت الوثيقة إلى المكتبة الرسولية.

 

ردا على سؤال حول مدى تأثير الثقافة العربية على الثقافة المسيحية الغربية قال المونسينيور ترافني إن جناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي يقدم لزواره أيضًا كتابًا لـFibonacci، والذي بفضله تم استخدام منظومة العدد العربي في الغرب. وبفضل هذا المجلد حقق علم الفلك والرياضيات تقدماً كبيراً في الغرب، والسبب يعود في المقام الأول إلى المعارف التي كان يتمتع بها العرب في هذين المجالين.

 

بعدها أكد المسؤول الفاتيكاني أن جناح الكرسي الرسولي استضاف، خلال الأشهر الماضية، العديد من المبادرات واللقاءات، كما أنه شكل فرصة للكثير من الزوار العرب، الذين اكتشفوا للمرة الأولى أهمية التبادل الثقافي. والعديد من هؤلاء الزوار –المسلمين والمسيحيين– اطلعوا للمرة الأولى على اللقاء الذي تم بين القديس فرنسيس الأسيزي وسلطان مصر.

 

هذا ثم روى سيادته أنه رافق عددا من النسوة الإماراتيات في جولتهن على جناح الكرسي الرسولي، وحدثهن عن أهمية تحقيق تقارب بين الأديان، انطلاقا من فكرة اللقاء والأخوة والتبادل الثقافي، وأكد لهن أن جميع المؤمنين يعتبرون أنفسهم أبناء الله الواحد، وبالتالي ينبغي أن يستخدموا صورة الله ليبحثوا عن القواسم المشتركة، عما يوحّدهم لا عما يفرقهم. وأضاف أن النساء الإماراتيات قلن في نهاية الزيارة إنهن يردن العودة مرة جديدة مع أبنائهن، كي يصغوا هم أيضا إلى تلك الكلمات، ويدركوا أن جميع البشر يستطيعون أن يعيشوا معاً في أجواء من الصداقة. وختم المسؤول عن جناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي حديثه مؤكدًا أن ردود فعل كهذه تشهد للتأثير الذي تركه الجناح على حياة وأفكار الأشخاص الذين زاروا هذا المعرض الدولي.