موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
البيان الختامي لأعمال مجمع الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، تشرين الأول 2022

أبونا :

 

انعقد المجمع الكنيسة الأنطاكيّة للروم الأرثوذكس، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، في دورته العادية الثالثة عشرة ودورته الاستثنائية الرابعة عشرة، من الثاني عشر وحتى السابع عشر من تشرين الأول 2022 في البلمند، وذلك بحضور لفيف من الأساقفة.

 

تناول الآباء أولاً قضية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم واستنكروا الصمت الدولي المطبق تجاه القضية التي تدخل عامها العاشر، ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يختصر شيئًا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.

 

 

العائلة والإغاثة

 

استعرض المجمع واقع الأبرشيات الأنطاكية وتداولوا في معيشة الكاهن وفي مسألة الإعداد الكهنوتي. وتناول أيضًا موضوع العائلة، وشدّد على الدور المفصلي المناط الذي تلعبه العائلة ككنيسة صغيرة، وأكد على أن التجارب التي تواجهها حياة العائلة اليوم تتطلب من الرعاة والمؤمنين تكثيف جهودهم للحفاظ على الأُسرة وإرشاد الشباب، بدءًا من ضرورة العمل على برامج التهيئة للزواج والرعاية الروحية للمتزوّجين.

 

وتطرّق الآباء إلى النشاط الإغاثي الذي تحاول من خلاله الكنيسة الأنطاكية الوقوف إلى جانب أبنائها في هذه الظروف الصعبة. وأثنوا على الجهود المبذولة في هذا الخصوص. تناول الآباء أيضًا واقع المحاكم الروحية وتناولوا أيضًا مسألة انتقال الكهنة من أبرشية إلى أخرى وشددوا على ضرورة اتباع الأصول الكنسية بهذا الخصوص. كما تداولوا في لائحة الأهلية للأسقفيّة وأقروها. كما أقروا تشكيل عددٍ من اللجان المجمعية، منها لجنة قانون الأحوال الشخصية، ولجنة أخلاقيات علم الحياة، ولجنة القداسة والقديسين.

 

وعرض البطريرك اليازجي الزيارات الرعوية والرسمية التي قام بها خلال الفترة الماضية.

 

 

أبرشيّتا أمريكا الشمالية وعكار

 

أطلع البطريرك اليازجي الأساقفة على التطورات الأخيرة التي شهدتها أبرشية أمريكا الشمالية، وتقديم المطران جوزيف زحلاوي تقاعده من رعاية الأبرشية. وبعد النظر في المعطيات الأخيرة والتداول فيما هو لخير هذه الأبرشية، قبل أساقفة المجمع تقاعد المطران جوزيف واستقالته، وشكروه على خدمته الطويلة للكنيسة الأنطاكية ولأبرشية أمريكا بشكل خاص وقرروا اعتباره متروبوليتًا سابقًا لأبرشية أمريكا الشمالية، غير عضو في المجمع الأنطاكي المقدس. كما أعلنوا أن الأبرشية أصبحت أبرشية شاغرة.

 

وأكد آباء المجمع احتضانهم لأبنائهم في أبرشية أمريكا الشمالية، وحرصهم على تفعيل التعاون المثمر مع هيئات هذه الأبرشية وأبنائها من أجل تمتين الروابط، وتوفير كل مقومات النمو والنجاح للشهادة الأنطاكية على مدى هذه الأبرشية التي هي فخر للكرسي الأنطاكي وذخر له.

 

كما أطلع البطريرك الأساقفة على ما تمّ اتخاذه من تدابير تأديبية وإدارية وقانونية لمعالجة الأزمة التي طالت أبرشيّة عكار - وادي النصارى، بناءً لخلاصة التحقيق الكنسي والتدقيق المالي اللذين أجريا من قبل اللجنة المجمعية التي شكلها غبطته لهذه الغاية بالاستعانة بشركة تدقيق مالي ومحاسبة مختصة ومرخصة، والتي انتهت إلى نقل الأموال العينية والعقارية إلى ملكية أبرشية عكار.

 

 

سوريا

 

ودعا المجمع إلى رفع الحصار الاقتصادي الآثم المفروض على سوريا. وهو الحصار الذي يستهدف أولاً وأخيرًا الإنسان السوري وينعكس أيضًا على دول الجوار هجرةً وتهجيرًا. وأهاب بالأسرة الدولية ضرورة تغليب منطق الحوار والتلاقي بين الشعوب بدلاً من فرض الحصارات التي تستهدف الشعب والمواطن بالدرجة الأولى. ودعوا إلى تكثيف الجهود من أجل تغليب منطق الحوار والحل السياسي في التعامل مع الأزمة السورية التي ومع انحسارها في هذه الآونة لا زالت تثقل كاهل الإنسان في سوريا غلاءً وحصارًا وتهجيرًا وصعوبة حياة بعد أن أنهكته إرهابًا وخطفًا وحروبًا. كما شدّد آباء المجمع على وحدة التراب السوري وعلى مبادئ المواطنة والعيش الواحد سبيلاً للنهوض بسائر المجتمعات والدول.

 

لبنان

 

وعبّر آباء المجمع عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الأوضاع في لبنان، بسبب السياسات المدمرة، وعجز الدولة عن عزل الصراع السياسي عن دورها في ممارسة الحكم. وناشدوا القائمين في السلطة لوضع حد لهذا الفساد المنظم في إدارة موارد الدولة، والإقلاع عن اعتماد السياسات غير الملائمة، التي تزيد في مآسي الشعب وتدر الأرباح الطائلة على المتحكمين بمصير البلاد. كما دعوهم للإسراع في توفير الخدمات الحياتية اللازمة، والسعي لتخفيف هموم الناس المعيشية على كل الصعد، والانصراف إلى وضع خطة إنقاذية للوطن بدل التلهي بمحاولة إنقاذ مصالحهم وضمان استمرارهم في السلطة.

 

وأمام تقاعس الدولة وتلكؤها عن القيام بواجباتها، وفي ظل الاختناق المعيشي الذي يصيب معظم اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط مقومات الحياة، والذين بات بعضهم يلقي بنفسه في قوارب الموت، هربًا من جحيم انعدام الأمان الاجتماعي، قدّم المجمع التعزيّة لأهل الضحايا، وناشد المسؤولين فتح ورشة إصلاحية لرسم سياسية اقتصادية واجتماعية، ولوضع خطة تضمن النمو الاقتصادي، وتستأصل مكامن الفساد وهدر المال العام. كما شكروا جميع الجهات المانحة والجمعيات الخيرية التي تعمل على تخفيف معاناة اللبنانيين، وثمنوا عمل الأبرشيات الإغاثي والاجتماعي، ودعوا أبناءهم، ولاسيما القادرين من بينهم، في الوطن والانتشار، إلى تمتين خدمة المحبة والتعاون في التخفيف من أثقال الحياة على إخوتهم المحتاجين. كذلك، ناشدوا الجميع إحقاق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت، ذاك الجرح الذي لم يندمل منذ أكثر من عامين.

 

وعبّر آباء المجمع عن رفضهم الشديد لكل ما يحكى حول شغور سدّة رئاسة الجمهورية. ودعوا النواب إلى تحملّ مسؤولياتهم الوطنية وإتمام هذا الاستحقاق الدستوري في موعده، وانتخاب رئيس للجمهورية مؤهل وقادر على وضع لبنان على طريق الاصلاح والتعافي والنهوض واستعادة دوره الريادي.

 

 

فلسطين والعراق

 

وتوقف آباء المجمع عند الأوضاع في فلسطين التي تُتناسى قضيتها المحورية، ودعوا جميع دول العالم إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية القائلة بحقّ العودة وضمان حق الشعب الفلسطيني. كما رفعوا الصلاة من أجل العراق، ومن أجل سائر شعوب وبلدان المنطقة، سائلين الله أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة لكي يتحسسوا أولاً وأخيرًا آلام إنسان هذه الديار الذي يكتوي بنار الصراعات ويدفع من دمع ودم أبنائه ضرائب الحروب والصراعات.

 

كذلك، توقف الآباء عند ما يعصف بعالمنا اليوم من أزمات ناتجة عن الصراعات بين قوى هذا العالم، ترخي بوطأتها بشكل خاص على المستضعفين في الأرض وعلى الشعوب الفقيرة التي باتت مهددة بسلامتها وبأمنها الغذائي. وفي ظل ما يشهده العالم من نزاعات، وأكدوا على دور الكنيسة وقادتها في العمل على تحقيق المصالحة من خلال نشر لطف المسيح.

 

 

أوكرانيا

 

وبألم عميق وحزن شديد، تابع آباء مجمع الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، الأحداث المؤلمة في أوكرانيا والتي تترك ارتداداتها على العالم أجمع، ورفعوا صلواتهم الحارة من أجل السلام في أوكرانيا وفي العالم أجمع، ومن أجل أن يلهم الرب القدير أصحاب القرار تغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار من أجل تجنيب الجميع المزيد من الدمار والخسائر البشريّة والماديّة.