موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، مساء الجمعة 7 حزيران 2024، قداس عيد قلب يسوع الأقدس، في كنيسة مار ايليا بعينكاوا بأربيل، عاونه المطران عماد خوشابة، والآباء بيوس عفاص ومالك ملّوس وجنان شامل، وحضرته راهبات القلب الأقدس، وهو شفيعهن، وعدد من الراهبات في عينكاوا، وتلاميذ المعهد الكهنوتي، وجمع غفير من المؤمنين.
في مستهلّ عظته، أشار البطريرك ساكو إلى أنّ "عالمنا ثقيل بالأحداث المؤلمة، وكأنه فقد إيمانه وضميرَه وقلبه. علينا أن نُدرك أن يسوع عندما يتكلم، إنما الله نفسه يتكلم. كلامُه يعطينا تعزية كبيرة، ورجاء وسط مشاكلنا وهمومنا ومخاوفنا".
وشدّد على أهميّة أن يكون "السيّد المسيح هو المركز. فالإيمان به هو فعل حب، يأخذ كلّ كياننا. هو لنا كل شيء، مثلما كان الله كل شيء لابراهيم، ومن أجله ترك كل شيء وتبعه. وكذلك الرسل ومار بولس عندما اكتشف شخصيّة يسوع الرائعة صرخ: "الحياة لي هي المسيح" (فيلبي 1: 21). هكذا على المكرسات والمكرسين الالتزام بروحانية الحياة المكرسة".
وأشار إلى أنّ ذراعا المسيح كانت مفتوحة لاستقبال الناس، رجالاً ونساءً وأطفالاً، ومساعدتهم من دون تمييز. وهو ما يزال ينادي كلّ واحدة، وواحد منا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم… وتعلّموا مني، لأني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا الراحة لنفوسكم" (متى 11 /28-29). ولفت إلى أنّ "نيري هيِّن وحملي خفيف" يعني أنّ يسوع كان وديعًا ومتواضعًا، فقد بذل ذاته من أجل الجميع، على عكس رجال الدين في زمانه، وبعض رجال الدين في أيامنا.
وتساءل غبطته: "ما المطلوب منا في عالم لا يبالي بالقيم والاخلاق؟". ليجيب: "المطلوب، خصوصًا نحن المكرسين والمكرسات، هو أن نشهد لشيء مختلف عن العالم، لشيء يسمو ويرتفع. المطلوب هو كما دعا: صيروا تلاميذي وتمثلوا بي آنذاك ستشعرون بالراحة.
وأوضح بأنّ "معرفة تعاليم يسوع وتطبيقها يجعلان سلوكنا وأخلاقنا تختلف عن روح العالم. وهذا يتطلّب منا أن نقول الحق ولا نجامل أو نساوم! لا نكذب، ولا ننافق، ولا نفتريء، ولا نحقد، ولا نتقم، ولا نزور الحقائق، ولا نغيّر المواقف النبيلة بمصالح رخيصة، بل أن نستمرّ في خدمة المحبة بسخاء، ونصبر إلى أن تعبر العاصفة. إنّ تطبيق تعليم يسوع يساعدنا على عيش حالة من الرجاء والثقة والسلام جديدة".
وخلص البطريرك ساكو في عظته إلى القول: "قبل قليل صلينا: اجعل قلبنا شبيها بقلبك الأقدس. والقلب مركز المشاعر، لذا علينا أن نجدّد في عيد القلب الأقدس عزمنا بالتشبه بقلبه الاقدس، مهما تطلب الأمر من جهد، وأن تكون قلوبنا رحومة وأيادينا مفتوحة مثله، وضميرنا حيّ لا يقبل الخطأ لاي سبب كان. تذكروا مثال القديسين والشهداء، والأخت الشهيدة سيسيل وبرناديت ومريم من رهبانية القلب الأقدس".