موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
البابا يلتقي الشباب خلال زيارته الرسولية إلى المجر: لتحقيق أهداف كبيرة في الحياة

فاتيكان نيوز :

 

في اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى المجر، التقى قداسة البابا فرنسيس الشباب في مجمّع "لازلو باب" الرياضي، عصر السبت التاسع والعشرين من نيسان. وقد تخللت اللقاء أربع شهادات، وكلمة للمطران فيرينك بالانكي المسؤول عن رعوية الشباب شكر فيها الأب الأقدس على زيارته واللقاء المخصص للشباب.

 

وجه البابا كلمة خلال لقائه الشباب في إطار زيارته الرسولية إلى المجر عبّر فيها عن سروره لوجوده معهم، وذكّر بما قاله المسؤول عن رعوية الشباب المطران فيرينك حول أن الشباب هو فترة الأسئلة الكبيرة والإجابات الكبيرة. وقال الأب الأقدس هذا صحيح مشددا على أهمية الإصغاء إلى أسئلة الشباب وعدم إعطاء إجابات سهلة وجاهزة مسبقًا، إنما مساعدتهم على تحدي مغامرة الحياة بلا خوف، بحثًا عن إجابات كبيرة. وأشار البابا فرنسيس خلال لقائه الشباب إلى أن المسيح هو الصديق، أفضل الأصدقاء؛ هو الأخ، أفضل الإخوة، وهو يعرف جيدا كيف يطرح الأسئلة. وتوقف عند كلمات يسوع للمرأة الزانية التي أشار إليها الجميع بأصابع الاتهام. تدخّل يسوع، والذين اتهموها انصرفوا، وبقي يسوع وحده معها. ثم قال لها: "أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أَحَد؟" (يوحنا ٨، ١٠). فأجابت: "لا، يا ربّ!" (الآية ١١). وعندما قالت ذلك فهمت أن الله لا يريد أن يدين بل أن يغفر. وأضاف البابا فرنسيس قائلا إن الله يغفر دائما، وهو مستعد لأن ينهضنا بعد كل سقطة لنا. فمعه لا ينبغي أن نخاف أبدا من السير والمضي قدمًا في الحياة. كما وسلط الضوء في كلمته على أول لقاء ليسوع مع الذين سيصبحون تلاميذه. اثنان منهم أرسلهما يوحنا المعمدان وتبعاه. التفتَ الرب وسأل سؤالا واحدًا "ماذا تُريدان؟" (يوحنا ١، ٣٨). وتابع البابا فرنسيس قائلا: سأطرح عليكم سؤالاً ولكن سيجيب كل واحد في قلبه، في صمت: ماذا تريدون؟ عمّا تبحثون في الحياة؟ وأشار إلى أن يسوع يسير بالقرب من كل واحد منا. لا يريد أن يكون تلاميذه طلاب مدرسة يكررون الدرس، بل شبابًا أحرارًا وفي مسيرة، رفقاء درب مع الله الذي يصغي إلى احتياجاتهم ويتنبّه لأحلامهم.

 

وأضاف: قد تسألون ما العمل كي نكون فائزين في الحياة؟ وأشار إلى أن هناك خطوتين أساسيتين كما في الرياضة: أولا النظر إلى العلى، وثانيا التدريب. وتوقف بداية عند النقطة الأولى وقال: هل لديك موهبة؟ بالتأكيد لديك موهبة! لا تضعها جانبًا معتقدًا أنه يكفي الحد الأدنى لتكون سعيدًا كشهادة علمية، ووظيفة لكسب المال.... هل لديك صفة جيدة؟ استثمر فيها بلا خوف! هل تشعر أنه جميل أن تُحب الرب، وأن تؤسس عائلة كبيرة، وأن تساعد المحتاجين؟ لا تفكّر أنها رغبات لا يمكن تحقيقها، بل استثمر في أهداف الحياة الكبيرة! وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا عند النقطة الثانية أي التدريب، وأشار إلى أن ذلك يكون في الحوار مع يسوع الذي هو أفضل مدرّب. هو يصغي إليك ويحفّزك ويثق بك. ويدعو دائمًا إلى العمل كفريق: ليس وحدنا بل مع الآخرين، في الجماعة، من خلال عيش خبرات مشتركة. وذكّر الأب الأقدس في هذا الصدد بالأيام العالمية للشباب وقال إنه يغتنم هذه المناسبة كي يدعوهم إلى اليوم العالمي القادم للشباب المرتقب في لشبونة في البرتغال، مطلع آب أغسطس.

 

كما تحدث البابا فرنسيس عن عنصر آخر مهم للتدريب تمت الإشارة إليه في شهادة قدمتها شابة خلال اللقاء ذكّرت بأن هناك أمرًا أساسيًا ينقص الشباب والبالغين اليوم وقالت: لا نعطي أنفسنا وقتًا للصمت في الضوضاء، لأننا نخشى الوحدة. وأضاف الأب الأقدس يقول في كلمته خلال لقائه الشباب: لا تخافوا أن تسيروا عكس التيار، وأن تجدوا وقتًا للصمت كل يوم لتتوقفوا وتصلّوا. وأشار إلى أن الصمت هو التربة التي عليها ننمّي علاقات مفيدة لأنه يسمح لنا بأن نوكل ليسوع ما نعيشه ونحمل إليه الوجوه والأسماء ونُلقي عليه همومنا ونتذكّر الأصدقاء ونصلّي من أجلهم. كما أن الصمت يعطينا الفرصة لأن نقرأ صفحة من الإنجيل تخاطب حياتنا، وأن نسجد لله، ونجد هكذا السلام في قلوبنا. وشدد البابا فرنسيس أيضا على أن الصمت ليس من أجل أن نلتصق بالهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن الحياة ليست افتراضية، ولا تحدث على الشاشة، بل في العالم!

 

إن الصمت هو باب الصلاة، والصلاة هي باب المحبة، قال البابا فرنسيس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الصلاة هي حوار مع يسوع. وعندما تصلّون، أضاف يقول، لا تخافوا أن تحملوا إلى يسوع كل ما يمرّ في عالمكم الداخلي: المشاعر، المخاوف، المشاكل، الانتظارات، الذكريات والآمال. إن الصلاة هي حوار حياة، الصلاة هي حياة. ودعا من ثم إلى أن يسأل كل واحد منا نفسه: ماذا أصنع أنا للآخرين، وللمجتمع، وللكنيسة؟ لنسأل أنفسنا عن المجانية وقدرتنا على المحبة مثل يسوع، أي المحبة والخدمة. وإذ أشار إلى زيارته بودابست منذ سنة ونصف بمناسبة المؤتمر القرباني الدولي، تابع البابا فرنسيس كلمته متوقفا عند الفصل السادس من إنجيل القديس يوحنا حول معجزة تكثير الأرغفة والسمكتين، ومسلطا الضوء على المشاركة. وقال إن القليل الذي كان مع ذاك الصبي أصبح كثيرا بين يدي يسوع، لافتًا إلى أن الإيمان يحملنا إلى حرية العطاء وحماسة العطاء والتغلب على المخاوف!

 

وخلص إلى القول: لنساعد بعضنا بعضًا كي نثق بأننا محبوبون وثمينون. لنصلّ من أجل ذلك ولنشجع بعضنا بعضًا في ذلك!