موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البابا فرنسيس لصحافيين إيطاليين: التضليل هي أولى "خطايا" الصحافة الأربعة
البابا فرنسيس يستقبل وفد جائزة "إنها الصحافة" الإيطاليّة، 26 آب 2023 (إعلام الفاتيكان)

البابا فرنسيس يستقبل وفد جائزة "إنها الصحافة" الإيطاليّة، 26 آب 2023 (إعلام الفاتيكان)

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

ندّد البابا فرنسيس بـ"التضليل" والأخبار الكاذبة، معتبرًا أنّها تمثّل "أولى خطايا الصحافة" في سعيها لتوجيه الرأي العام، وذلك خلال استقباله وفدًا من جائزة "إنها الصحافة" الإيطاليّة المرموقة، ظهر السبت 26 آب 2023، لمناسبة تسليم قداسته الجائزة لهذا العام.

 

وتمّ إنشاء جائزة "إنها الصحافة" من قبل مجموعة من الصحافيين الإيطاليين المشهورين عالميًا في عام 1995، وتمّ تقديمها عبر السنوات لشخصيات صحافيّة وتلفزيونيّة إيطاليّة هامّة عملت على نقل الأحداث الجاريّة في إيطاليا بموضوعيّة وحرفيّة وإبداع.

 

وقد استهلّ البابا خطابه أمام الوفد بالتذكير بأنّه، وحتى قبل أن يصبح أسقف روما، كان لا يحبذ تلقي الجوائز، إلا أنه قبل هذه الجائزة لتسليط الضوء على الحاجة إلى اتصالات بناءة تدعم ثقافة اللقاء لا الإقصاء، السلام لا الحرب، الانفتاح على الآخر لا الأحكام المسبقة.

 

أربع خطايا في عالم الصحافة

 

وأصدر البابا فرنسيس نداءً "في زمن يبدو فيه أن الجميع يُعلِّقون على كل شيء، وغالبًا حتى قبل الحصول على معلومات"، حيث أشار إلى ضرورة التنشئة على "مبدأ الواقع والحقائق"، لكي لا يتحوّل مجتمع الإعلام إلى مجتمع إعلام مضلِّل.

 

ولفت إلى ما وصفها بـ"أربع خطايا في عالم الصحافة"، ألا وهي: الإعلام المضلِّل، والافتراء، والتشهير بالأشخاص، والبحث عن الفضائح، مشدّدًا على الحاجة من قبل العاملين في مجالات الاتصالات إلى نشر ثقافة اللقاء والحوار والإصغاء المتبادل، وذلك لمحاربة التضليل.

لا لتوجيه الرأي العام بالأخبار الكاذبة

 

وأكد البابا فرنسيس علىّ أنّ الاتصالات ليست شعارات، بل تسير دائمًا في اتجاهين، فأنا أتكلم وأصغي وأجيب، وبالتالي فهي دائمًا في حوار. وأعرب عن قلقه أمام الأنباء الزائفة والتي تسعى إلى توجيه الرأي العام، مشدّدًا على ضرورة عدم التأثّر بلغة الكراهيّة.

 

وحول المرحلة المأساوية التي تعيشها أوروبا حاليًا، في الحرب المتواصلة في أوكرانيا، قال قداسته: آمل أن يتم إعطاء مساحة لأصوات السلام، ولأولئك الذين يسعون جاهدين لوضع حدٍ لهذا الصراع وغيره من نزاعات كثيرة، كما ولأولئك الذين لا يستسلمون إلى منطق "قايين" في الحرب، ولكنهم ما زالوا يؤمنون، رغم كل شيء، بمنطق السلام، ومنطق الحوار، ومنطق الدبلوماسيّة.

السينودس: إعادة اكتشاف كلمة "معًا"

 

من ثمّ، تطرّق البابا فرنسيس إلى السينودس الذي ستعقده الكنيسة الكاثوليكيّة في تشرين الأوّل المقبل، حول موضوع " شركة، رسالة، ومشاركة"، حيث دعا الصحافيين إلى مساعدة الكنيسة على "إعادة اكتشاف الكلمة معًا"، خاصة في زمن الإقصاء الذي نعيشه.

 

وقال: أدرك أن الحديث عن سينودس حول السينودسيّة قد يبدو غير هام بالنسبة للرأي العام، إلا أنّ ما حدث خلال السنة الأخيرة، والذي سيتواصل في الجمعية العامة القادمة، ثم في مرحلة ثانية سنة 2024 هو أمر هام بالفعل بالنسبة للكنيسة.

وأوضح الحبر الأعظم بأنّ الكنيسة تقدّم من خلال هذه المسيرة أمرًا هامًا للعالم، غير القادر في بعض الأحيان على اتخاذ القرارات، لافتًا إلى "أنّنا نحاول تعلّم أسلوب جديد لعيش العلاقات والإصغاء أحدنا إلى الآخر من أجل الإصغاء إلى صوت الروح القدس واتّباعه".

 

وفي الختام، لفت البابا فرنسيس إلى أنّ المشاركين في السينودس يريدون المساهمة معًا في بناء كنيسة يشعر فيها الجميع بأنهم في بيتهم، وحيثما لا يُقصى أحد، طالبًا المساعدة من "معلمي صحافة" على سرد هذه المسيرة في حقيقتها، والخروج من لغة الشعارات والسرد المعبأ مسبقًا، وذلك للحصول على الفوائد المرجوة للجميع.