موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في ترحيبه بالحجاج الإيطاليين الذين ساروا على درب سانتياغو دي كومبوستيلا، لفت البابا فرنسيس إلى أن "عدد الحجاج إلى سانتياغو قد نما في السنوات الثلاثين الماضية"، مؤكدًا أن من بين الذين توجهوا إلى هذا المزار الشهير، البابوان السابقان يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر.
ففي عام 1982، أصبح القديس البابا يوحنا بولس الثاني أول حبر أعظم يزور ضريح الرسول يعقوب، ثم عاد بعد خمس سنوات لحضور يوم الشباب العالمي. وفي عام 2010، قام البابا الراحل بندكتس السادس عشر برحلة حج إلى سانتياغو.
في حين أقرّ البابا فرنسيس بالجانب الإيجابي لزيادة عدد الحجاج إلى هذا المزار المهم لتاريخ المسيحيّة في أوروبا، فقد طرح السؤال التالي: "هل الأشخاص الذين يسيرون على هذا الدرب يقومون فعلا بمسيرة حج؟ أم أنهم يفعلون شيئًا آخر؟".
وأشار إلى "علامات ثلاث" التي تحدّد الحج المسيحي إلى أضرحة الرسل. العلامة الأولى هي الصمت. وقال إنّ المسيرة التي تُعاش بصمت تسمح للإنسان بالإصغاء، الإصغاء بواسطة القلب، وهكذا يجد من خلال التعب الأجوبة التي يبحث عنها القلب، كما حصل مع النبي إيليا.
أما العلامة الثانية فهي الإنجيل، مشدّدًا على ضرورة أن يحمل الحاج دائمًا الإنجيل في جيبه، مؤكدًا على أنّ مسيرة الحج تكون أصيلة ومسيحيّة بقدر ما تحمل المؤمن على الخروج من ذاته ووضع نفسه في خدمة الآخرين بشكل مجانيّ. وهذا ما يقوم به الروح القدس عندما نقرأ الإنجيل كل يوم.
أما العلامة الثالثة للحج فهي ما سماه البابا فرنسيس بـ"بروتوكول متى 25": "كل ما فعلتموه لأحد أخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه"، مشدّدًا على ضرورة أن يكون الحاج خلال مسيرته متنبهًا دائمًا للآخرين، لمن يشعرون بالتعب، ومن سقطوا ومن يحتاجون إلى شيء ما.
في الختام، شجّع البابا الحجاج على متابعة رسالة الكرازة بالإنجيل والاعتناء بالآخرين. ولفت إلى أن الحجاج القدماء يعلموننا أن هذه المسيرة تساعد المؤمن على أن يكون كالرسل، طالبًا من عائلة الناصرة المقدسة، الحاجة في أرض فلسطين، أن تكون مثالاً لهم خلال زمن المجيء.