موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
الأب رومانيللي: بدأت الحياة تعود تدريجيًّا إلى غزة بعد سريان وقف إطلاق النار
الأب غابرييل رومانيللي (يمين) - تصوير: كنيسة العائلة المقدّسة في غزة

الأب غابرييل رومانيللي (يمين) - تصوير: كنيسة العائلة المقدّسة في غزة

أبونا :

 

في الساعات التي تلت مباشرة سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، تحدّث الأب غابرييل رومانيللي، كاهن رعية كنيسة العائلة المقدّسة للاتين في غزة، لموقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، عن الوضع بعد أكثر من عام من الصراع.

 

 

وقف إطلاق النار لا يعني السلام

 

وأوضح الأب رومانيللي أن بداية وقف إطلاق النار لا تعني السلام الفوري. وقال: "كان هناك إطلاق نار وقصف مستمرّ. وكان هناك تأخير في إطلاق سراح أسماء الرهائن". لكنه أشار إلى أنّ الناس بدأوا الآن يعتقدون أن هناك أملًا حقيقيًا. وقال: "بدأ الناس يفكرون ويعيشون من جديد".

 

وبعد 15 شهرًا من العنف، شارك الأب رومانيللي أن العديد من الناس لديهم رغبات بسيطة للغاية، مثل الذهاب إلى البحر والسباحة فيه. ومع ذلك، حذرت السلطات الإسرائيلية من ذلك. وقال: "بدأ الناس يفكرون في كيفية إعادة بناء منازلهم وإعادة بدء حياتهم، لكن لا يزال هناك عدم يقين".

 

المساعدات الإنسانيّة ضرورية للغاية

 

وأكد الكاهن المُنتمي لرهبانيّة الكلمة المتجسّد أنّ المساعدات الإنسانيّة ضروريّة. وقال: "غزة مدمّرة حقًا في جميع بنيتها التحتية؛ ولم يتبق سوى عدد قليل من المباني". وبالإضافة إلى الغذاء، يحتاج الناس في غزة إلى المياه النظيفة والديزل لتشغيل المولدات والكهرباء.

 

وخلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ستقوم 600 شاحنة بتحميل المساعدات الإنسانيّة، أي أكثر بـ200 شاحنة من تلك التي كانت تحملها قبل بدء الصراع. وقد رسم الأب رومانيللي صورة للوضع البائس الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص في غزة: "خلال الصراع، كانت هناك أيام لم يتم فيها نقل أي مساعدات، لذا فإن 600 شاحنة عدد جيّد، وإن كان بالتأكيد غير كافٍ".

 

وأعرب عن أمله في أن يساعد المجتمع الدوليّ في تقديم المعونات لأهالي قطاع غزة.

البابا فرنسيس أصبح من أبناء الرعيّة

 

ومنذ أن بدأت الحرب في أكتوبر 2023، اعتاد البابا فرنسيس على الاتصال اليوميّ بالأب رومانيللي كلّ مساء للاطمئنان عليه وعلى أبناء الرعيّة القاطنين في مجمّع الكنيسة. ولكن في 18 كانون الثاني، وصف كاهن الرعيّة هذه المكالمة بأنها "جميلة جدًا".

 

فخلال تلك المكالمة الهاتفيّة، كان هناك عدد من النازحين والأطفال. استخدم النازحون المكالمة لشكر البابا فرنسيس على تضامنه وتواصله معهم. وصنع النازحون والأطفال لافتة، نقلوا من خلالها عبارات الشكر باللغات الإنجليزيّة والإسبانيّة والعربيّة والإيطاليّة.

 

بدوره، قال البابا فرنسيس كم كان جميلاً رؤيتهم وأعرب عن فرحته بوصول السلام إلى غزة. وأوضح الأب رومانيللي بأنّ هذه العبارة تركت أثرًا على الجميع. وقال: "نعلم أن وقف إطلاق النار ليس مرادفًا للسلام، لكنه خطوة نحو نهاية هذه الحرب وبداية فصل جديد في حياة غزة".

 

وكل يوم، كان الأب الأقدس يمنح بركته لشعب غزة. وأشار الأب رومانيللي إلى أنه، وكما قال بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، فإنّ البابا فرنسيس قد "أصبح واحدًا منا، واحدًا من مجتمعنا، واحدًا من أبناء رعيتنا".

الحياة تبدأ من جديد

 

وعلى ضوء وقف إطلاق النار في غزة، وصف كاهن رعيّة العائلة المقدّسة الناس بأنهم "متعبون حقًا، متعبون جدًا". ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا، قال الأب رومانيللي إن هناك "شعورًا بالسكينة، ونوعًا من السلام، ولكن يجب أن نأخذه يومًا بيوم".

 

مع وجود الكثير للقيام به في قطاع غزة، أعرب الأب رومانيللي عن امتنانه للعديد من الأشخاص الذين ساعدوا بأي شكل من الأشكال. وعلى وجه التحديد، سلط الضوء على أن الكنيسة قدمت الفاكهة والخضروات لحوالي 60 ألف شخص في كانون الأول 2024 وحده.

 

وبينما تنتظر الرعيّة المزيد من المساعدات التي يقوم بإرسالها البطريرك اللاتيني وفرسان مالطا، أشار الأب رومانيللي إلى إعادة فتح المدارس، للفتيات والفتيان والأطفال النازحين فقط. وحتّى مع تضرّر أو تدمير عدد من مباني الكنيسة، أعرب كاهن الرعيّة عن أمله في إعادة فتحها وإعادة بنائها.