موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
صورة مؤرخة في 21 تشرين الثاني 2020 تظهر لاجئون أرمن من ناغورني قره باغ لدى وصولهم إلى يريفان
ينظر مقاتل أرمني يحمل رشاش كلاشينكوف على كتفه بمنظار باتجاه معسكر للقوات الأذربيجانية يقع على الجانب الآخر من واد وعر يفصل بين المقاتلين الأرمن وقوات باكو في ناغورني قره باغ.
وبات هذا الوادي يشكل الحدود الجديدة والغامضة التي تفصل بين الطرفين بموجب اتفاق سلام أنهى أسابيع من الاشتباكات العنيفة.
لكن مزرعة أشجار الرمان التي يملكها فارجيز هاروتيونيان تقع في هذه المنطقة الفاصلة بين الجنود، وهو يخشى أنه لن يتمكن من جني الثمار هذا العام.
وقال هاروتيونيان (64 عاما) لوكالة فرانس برس فيما ينظر باتجاه صفوف الأشجار التي اعتنى بها على مدار أكثر من عقد "يقف الآن جنود أذربيجانيون هناك". وأضاف "إذا كانت تلك الأرض ملكهم، فماذا يمكننا أن نفعل؟"
واندلعت الاشتباكات في أواخر أيلول بين الانفصاليين المدعومين من أرمينيا الذين سيطروا على المنطقة لمدة 30 عاما والجيش الأذربيجاني الذي عزم على استعادة السيطرة على هذا المنطقة الجبلية.
قتل الآلاف ونزحت العديد من العائلات خلال الأسابيع الستة من القتال الذي وضع حدا له اتفاق سلام بوساطة روسية شهد تنازل الأرمن عن مساحات شاسعة من الأراضي التي سيطرت عليها أذربيجان.
والآن، تشرف على الواقع الجغرافي الجديد لناغورني قره باغ والعديد من المناطق المحيطة التي كان يسيطر عليها الانفصاليون، قوة قوامها حوالى ألفي جندي حفظ سلام روسي خدم عدد منهم في السابق في سوريا.
ولكن في انتظار وصولهم لترسيم الحدود في هذا الوادي الواقع قرب بلدة أسكيران، يبقى هاروتيونيان ومستقبل أشجار الفاكهة معلقين.
وأمام بقايا حريق مشتعل في تضاريس وعرة، يقر هاروتيونيان النائب السابق لقائد شرطة المنطقة، بأن نهاية الحرب ولّدت حالة جديدة من عدم اليقين. وقال "تنازلنا عن نصف البلاد".
ومن أجل الحصول على توضيح بشأن مسألة الوصول إلى أرضه، يناشد هاروتيونيان أرفيد غوليان نائب رئيس الزراعة في المنطقة التي تقع مكاتبها في أسكيران.
في مكتب غوليان، يمسح هاروتيونيان بإصبعه على خريطة معلقة على جدار، المنطقة لتحديد موقع مزرعته.
ويبدي المسؤول المحلي تعاطفه لكنه غير قادر على تقديم حل.
وأوضح لوكالة فرانس برس "أراد أن يعرف ما إذا كانت المزرعة تابعة لنا أو لأذربيجان. لكن هذا غير واضح".
وتابع "لم يتم ترسيم الحدود بعد".
وهذه البلدة الفقيرة الواقعة بين منحدرات شديدة الانحدار، مزينة بصلبان ونصب تذكارية للحرب وأعلام المقاطعة التي أعلنت الحكم الذاتي في التسعينات لكن لم يتم الاعتراف بها دوليا.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ، وهو منطقة ذات أغلبية أرمنية في أذربيجان، عن باكو خلال حرب في أوائل تسعينات القرن الماضي خلفت حوالى 30 ألف قتيل.
ومع استمرار توضح الاتفاق وانتقالها إلى حيز التنفيذ تبقى مسألة الحدود وأمور أخرى كثيرة غير واضحة.
وقد أثار قرار رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الموافقة على التنازل عن الأراضي المتنازع عليها، أزمة سياسية فيما أصبحت حياته المهنية على المحك.
كما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع تساؤلات حول "الغموض" في الاتفاق، مشيرا خصوصا إلى تساؤلات حول اللاجئين ودور تركيا في الهدنة.
وفي أسكيران، قال غوليان لوكالة فرانس برس إن هناك انقطاعا غير مبرر في التيار الكهربائي في الآونة الأخيرة كما أن إمدادات الغاز أصبحت غير منتظمة.
وختم "لا نعرف ماذا سيحصل بعد ذلك".