موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٢٣ فبراير / شباط ٢٠٢٣
أندريا تورنيلي يكتب: أوقفوا هذه الحرب!
مقال لمدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا
أندريا تورنيلي خلال إطلاق المركز الكاثوليكي في الأردن كتاب البابا فرنسيس "اسم الله هو الرحمة"، عمّان، اكتوبر 2016

أندريا تورنيلي خلال إطلاق المركز الكاثوليكي في الأردن كتاب البابا فرنسيس "اسم الله هو الرحمة"، عمّان، اكتوبر 2016

ترجمة أبونا :

 

بعد مرور عام على العدوان الذي شنه الاتحاد الروسي على أوكرانيا، يحتاج أكثر من سبعة عشر مليون شخص في البلد الذي تعرض للهجوم إلى المساعدة الإنسانيّة؛ ثمانية ملايين لاجئ في الخارج، وستة ملايين نازح داخليًا. هناك أكثر من عشرين ألف قتيل مدني ونحو مائة ألف قتيل عسكري على الجبهتين.

 

في مواجهة هذه المذبحة التي لا معنى لها في قلب أوروبا المسيحيّة، حيث يتقاتل جنود يشتركون في المعموديّة نفسها، وهي مذبحة تقود البشريّة نحو تدمير الذات بخطوات أسرع من أي وقت مضى، لا يسع المرء إلا أن يطرح السؤال الدرامي الذي وجهه خليفة بطرس إلى المجتمع الدولي وإلى كل واحد منا: "هل تم عمل كل شيء ممكن لوقف الحرب؟" من الصعب الإجابة بـ"نعم" في مواجهة اللامبالاة ونقص الإبداع في الدبلوماسيّة والهيئات الدوليّة. من الصعب الإجابة بـ"نعم" في مواجهة تسارع سباق التسلح والخطاب العسكري الأحادي التفكير الذي يوصم أي شكوك حول تصعيد الحرب.

 

لقد وجه البابا فرنسيس مناشدات لا حصر لها، وصرخ، متناغمًا مع أسلافه، بصدق "لا للحرب!" إنها نفس "يجب ألا تتكرّر الحرب مرّة جديدة!" التي أطلقها القديس بولس السادس أمام جمعية الأمم المتحدة في 4 تشرين الأوّل 1965؛ وهي "لا للحرب من جديد!" التي أن قالها القديس يوحنا بولس الثاني –ومع كل أسف لم يتم سماعها- في صلاة التبشير في 16 آذار 2003، لتجنب الغزو البائس للعراق، والذي لا تزال عواقبه مرئيّة للجميع بعدما تحوّل ذلك البلد، ولسنوات عديدة، أرضًا خصبة للإرهاب الأصولي.

 

وقد وجّه البابا فرانسيس نداءه "لمن لهم سلطة على الأمم" بأن "يلتزموا بشكل ملموس لإنهاء الصراع" والتوصل إلى "وقف لإطلاق النار وبدء مفاوضات السلام"، لأنّ النصر "المبنيّ على الأنقاض لن يكون أبدًا انتصارًا حقيقيًا!". وستظل جروح الكراهيّة والاستياء التي تسببت فيها وحشية الحرب بالتأكيد لفترة أطول من الوقت اللازم لإعادة بناء أوكرانيا.

 

وأمام كل هذا، فإنّ التزام أولئك الذين يساعدون الضحايا ويستقبلون النازحين هو علامة ملموسة على الرجاء، وهي علامة لدرب الأخوة واللاعنف والسلام. هناك مجتمع مدني يسير ويصلي ويعمل من أجل السلام ويناشده - مثل المجتمع الذي سيمشي من بيروجيا إلى أسيزي الليلة. مجتمع مدني يستحق صوته مساحة أكبر. هناك أناس مؤمنون وغير مؤمنين يطلبون من المعتدي فلاديمير بوتين أن يتوقف، كما يطالبون جميع الحكومات -بدءًا من حكومات الدول العظمى- أن يراهنوا على السلام وليس على حتمية صراع مدمّر يُقصد به تحديد مستقبل أوروبا والبشريّة جمعاء بشكل متزايد. هل نفعل كل ما في وسعنا لإيقاف هذه الحرب؟