موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قتل أكثر من 60 شخصًا وأصيب 115 بجروح في إطلاق نار أعقبه حريق ضخم، مساء الجمعة، في قاعة للحفلات الموسيقيّة بضواحي العاصمة الروسيّة، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليّته عن الهجوم.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت محادثات مع مسؤولي إنفاذ القانون والإنقاذ بعد الهجوم. ونقلت وكالات أنباء روسيّة عن الكرملين أنّ بوتين تلقّى تقارير من رئيس أجهزة الأمن، ولجنة التحقيق، والحرس الوطني، ومن وزراء الداخليّة والصحّة وحالات الطوارئ.
وأعلن تنظيم داعش الذي استهدف روسيا مرات عدّة، في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه "هاجموا تجمّعًا كبيرًا (...) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو". وزعم التنظيم أنّ مقاتليه "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
"جريمة فظيعة"
وندّدت المتحدّثة باسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا بهذا "الاعتداء الإرهابي الدامي" و"الجريمة الفظيعة"، فيما أعلنت اللجنة المكلّفة التحقيقات الجنائيّة الكبرى في البلاد أنّها "فتحت تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي".
الهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسيّة في الإبلاغ عنه حوالى الساعة الثامنة والربع مساء (15,30 ت غ)، نفّذه عدد من المسلّحين في كروكوس سيتي هول، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.
وشاهدت صحافيّة في وكالة فرانس برس المبنى وقد اجتاحه حريق كبير، وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من سطحه، فضلا عن انتشار كثيف جدا للشرطة وخدمات الطوارئ. وقال أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم، لفرانس برس "قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة رشقات ناريّة عدّة من أسلحة رشّاشة وصراخ امرأة ثمّ الكثير من الصراخ".
وأضاف أنّه رأى الجمهور يتدافع سعيًا إلى الهرب.
ووفق صحافي في وكالة أنباء ريا نوفوستي العامّة، اقتحم أفراد يرتدون ملابس مموّهة قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويُلقوا "قنبلة يدويّة أو قنبلة حارقة، ما تسبّب في نشوب حريق". وقال الصحافي "ارتمى الأشخاص الموجودون في القاعة أرضا للاحتماء من إطلاق النار لمدّة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا بالزحف للخروج. وتمكّن كثيرون من الخروج".
امتدّت النيران إلى ما يقرب من 13 ألف متر مربّع من المبنى قبل احتواء الحريق، وفق خدمات الطوارئ. لكن حوالى الساعة الواحد فجرا السبت (23,00 ت غ الجمعة) كان الحريق لا يزال مشتعلا، وفق الوزارة التي استخدمت مروحيّات في عمليات الإطفاء.
وأورد التلفزيون الروسي أنّ سقف المبنى انهار جزئيًا.
"صدمة وفزع"
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بأشدّ العبارات الهجوم الإرهابي".
كما أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الـ"هجوم الإرهابي الشنيع والجبان".
وقدّم البيت الأبيض تعازيه. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروّع. الصور مروّعة وتصعب مشاهدتها". كما دانت فرنسا وإيطاليا الهجوم "الشنيع"، وأعربت إسبانيا والاتحاد الأوروبي عن "الصدمة والفزع".
ونفت أوكرانيا "أيّ علاقة لها" بالهجوم، وقال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك عبر تلغرام "لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أيّ علاقة بهذه الأحداث".
وكانت السفارة الأميركيّة في روسيا قد حذّرت مواطنيها قبل أسبوعين من أنّ "متطرّفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقيّة". فيما قالت ماريا زاخاروفا الجمعة "إذا كانت لدى الولايات المتحدة أو إذا حصلت على بيانات موثوقة حول هذا الموضوع، فيجب عليها نقلها على الفور إلى الجانب الروسي".
وشهدت روسيا هجمات عدّة في الماضي ارتكبتها جماعات متطرّفة، كما شهدت عمليّات إطلاق نار من دون دوافع سياسيّة أو منسوبة إلى أشخاص غير متوازنين نفسيًا. ففي عام 2002، احتجز مقاتلون شيشانيّون 912 شخصًا رهائن في مسرح دوبروفكا بموسكو للمطالبة بانسحاب القوّات الروسيّة من الشيشان. وانتهت عمليّة احتجاز الرهائن بهجوم شنّته القوّات الخاصّة أسفر عن مقتل 130 شخصًا، جلّهم قضى اختناقا بالغاز الذي استخدمته الشرطة.