موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ يوليو / تموز ٢٠٢٤
وجوه شهداء دمشق تظهر على اللوحات الكبيرة من عام 1926

حراسة الأراضي المقدسة :

 

نظرًا لاعلان قداسة شهداء دمشق الوشيك في 20 تشرين الأول، تمت ازالة الستار عن اللوحات الكبيرة الأصلية التي استخدمت في كنيسة القديس بطرس في روما يوم اعلان تطويبهم، منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وتحديدًا في 10 تشرين الأول 1926، وذلك في القاعة الرئيسية لكوريا الحراسة في 24 تموز.

 

كشفت اللوحات الجدارية الخمس الكبيرة، المحفوظة في مخازن الحراسة، عن وجوه الشهداء الأحد عشر، منهم 7 رهبان إسبان، وواحد من تيرول وثلاثة موارنة، تمت تضحيتهم النهائية في دمشق في الليلة بين 9 و19 تموز 1860، أثناء اضطهاد المسيحيين من قبل الدروز الشيعة في لبنان وسورية.

 

من المحتمل أن اللوحات وصلت إلى القدس مباشرة بعد نهاية الاحتفال المهيب الذي تم خلاله اعلان تطويبهم في كنيسة القديس بطرس.

 

حالة ممتازة من الحفظ

 

"من المدهش أن نرى حالة الحفظ الممتازة التي وصلت بها هذه اللوحات إلينا اليوم، فضلاً عن الجودة العالية للصور المرسومة". بهذا علق الأخ رودريجو ماشادو سواريس، حارس دير المخلص، وهو أيضًا، إلى جانب الأخ أوليس زارزا والأخ نارسيسو كليماس، عضو في لجنة إعداد الاحتفالات بمناسبة اعلان قداسة الشهداء.

 

وقال: "تمثل هذه الأعمال دليلاً تاريخيًا نادرًا وهامًا للغاية وتؤكد على أهم اللحظات في تاريخ الرهبان الفرنسيسكان".

 

المشاهد المرسومة على اللوحات

 

"من بين هذه اللوحات الخمسة -تابع الأخ رودريجو- الأهم هي تلك التي ندرك من صورة الأرشيف أنها وُضعت في وسط الإطار الذهبي الثمين الذي يمثل هالة الروح القدس، خلف المذبح الكبير بواسطة برنيني. في ذلك الوقت، كانت تتم مراسيم التطويب في البازيليكا. تمثل هذه اللوحة الرجال الاحدى عشر، بعضهم يحملون سعف الاستشهاد، مجتمعين حول الصليب المجيد".

 

ويضيف "وقد تم عمل لوحة قماشية أخرى مماثلة، تشير إلى الموضوع نفسه، ولكن بإطار كبير وفقاً لنمط اللوحات الجدارية، وضعت على الشرفة الخارجية". ومن بين اللوحات الأخرى المعروضة بالداخل، تظهر ثلاث مشاهد مختلفة للاستشهاد. الأولى تصور هجوم الدروز على دير الفرنسيسكان في الحي المسيحي بباب توما، بسبب خائن فتح لهم البوابة.

الإفخارستية الأخيرة

 

في لوحة أخرى يظهر المشهد المؤثر الذي يقدم فيه الأب مانويل رويز، حارس الدير، القربان المقدس لإخوته للمرة الأخيرة، بقصد تناول القربان المقدس وتجنب تدنيسه، وأيضًا لتقوية نفوس الشهداء قبل موتهم. "هنا يتم التعرف على الرهبان باعتبارهم تائبين"، كما أكد الأب رودريجو، "مع حبل ملفوف حول أعناقهم، بينما هم يتناولون آخر قربانة لهم."

 

على القاعدة السفلية للوحة، كتبت في اللغة اللاتينية بأحرف كبيرة، عبارة وترجمتها كالآتي: "في أشد أزمات الحياة إلحاحًا، يحث رئيس الجماعة الأعضاء وبعض المؤمنين المجتمعين في المعبد على بذل حياتهم من أجل المسيح بقوة بالدم، مقويًّا إياهم بخبز الأقوياء السماوي".

 

وأخيرًا، على اللوحة الأخيرة، يمكننا أن نرى لحظة الاستشهاد الفعلية: حين تم ذبح بعض الرهبان، وقطع رؤوس آخرين بينما أُلقي اثنان منهم من أعلى برج الأجراس.

 

في الثاني من تموز 1860، كتب الأب مانويل رويز إلى حراسة الأرض المقدسة، ليعلمهم بالأعراض المتوقعة للكارثة الوشيكة. وقال الأب رودريجو: "إن ذروة الرسالة، "لتكن مشيئة الرب"، تشير إلى قبول الموت، وستكون هذه العبارة هي التي تزين الشعار يوم اعلان قداستهم".