موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٣ أغسطس / آب ٢٠٢١
كيفية دعم طفلك في مرحلة إعادة فتح المدارس
نصائح لتوجيه طفلك خلال الإجراءات الانتقالية للانتظام في المدارس بعد المكوث في المنازل من جراء القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا

يونيسف :

 

تسببت جائحة فيروس كورونا في قلب الحياة الأسرية رأسًا على عقب بسبب الإغلاقات وإقفال المدارس أبوابها واضطرار الكثيرين للعمل عن بعد من المنازل. وبالنسبة للعديد من الأسر، استوجبت الجائحة قضاء أفراد الأسرة الواحدة الكثير من الوقت سويًا في المنزل في محاولة لعبور هذا الوضع المُجهد الذي يكتنفه عدم اليقين وصعوبة التنبؤ بما هو آت. وقد اعتاد العديد من الأطفال على وجود والديهم أو القائمين على رعايتهم إلى جانبهم في جميع ساعات اليوم. أما بالنسبة لبعض الرضع فهم لم يعرفوا غيرَ هذا الوضع من قبل.

 

وعلى الرغم من أن الوضع يختلف اختلافا كبيرا تبعا للمكان الذي تعيش فيه، فإنه إن كانت أسرتك ستشهد تحولات في الروتين اليومي مع إعادة فتح مراكز الرعاية النهارية ودور الحضانة والمدارس والمكاتب، فإليك بعض النصائح التي من شأنها مساعدة طفلك على التكيف.

 

 

ما أعراض قلق الفِراق؟

 

قد تتجلى أعراض قلق الفِراق في البكاء وزيادة تمسك الطفل بوالديه عند تركهما إياه (حتى ولو لفترة قصيرة من الوقت) أو عندما يواجه أوضاعا جديدة غير مألوفة لديه. وهو يحدث في الغالب بين سن 6 أشهر و3 سنوات، حيث إنه جزء شائع في مرحلة نمو الطفل. وتعني ضغوط جائحة كورونا وحالة عدم اليقين التي تكتنفها أن مثل هذه السلوكيات قد تظهر أحيانا لدى الأطفال الأكبر سنا أيضاً.

 

إن وقت إيصال الأطفال إلى الحضانة أو المدرسة هو الوقت المعتاد لديهم للبدء في إظهار علامات قلق الفِراق على وجوههم. وبسبب الأحداث التي شهدها العام المنصرم، قد يواجه الأطفال الأكبر سناً وقتاً أكثر صعوبة أثناء إيصالهم إلى المدرسة، حيث يخشون أيضاً من أنهم قد لا يكونوا آمنين بسبب جائحة كورونا.

 

 

كيف يمكنني تقديم يد المساعدة لطفلي ليشعر بالأمان حتى نتمكن من العودة بسلاسة إلى الروتين القديم؟

 

إن مساعدة طفلك على العودة إلى الانتظام في المدرسة ومساعدتك على العودة إلى عملك ربما تعد عملية تحتاج إلى الوقت والتخطيط. ولجعل الفراق أقل صعوبة على نفسية طفلك، يتعين تجربة بعض النصائح التالية:

 

 

يجب الإنصات إلى طفلك

 

يتعين أخذ دواعي القلق التي تساور الطفل على محمل الجد ومن ثم التحدث إليه بشأن مخاوفه. مع الأطفال الأصغر سناً، يمكنك محاولة تمثيل الشكل الذي ستكون عليه العودة أو مطالبتهم برسم صورة للخطوات المعنية، بما في ذلك عودة أحد الوالدين لاصطحاب الطفل.

 

 

يتعين مساعدة الأطفال على الاستعداد

 

ينبغي تعلم القواعد الجديدة للعودة إلى المدرسة ومراجعتها مع طفلك الصغير. يجب سؤال طفلك عما يجول في خاطره بشأن العودة إلى المدرسة والتأكد من إحاطة معلمه علماً إذا كان لديه أي مخاوف كبيرة.

 

 

ينبغي الحفاظ على رباطة الجأش والهدوء

 

يُرجى تذكّر أن الأطفال يلحظون الإشارات السلوكية للبالغين بقوة.  لمساعدة طفلك على البقاء هادئاً مع الشعور بالأمان، من المهم أن يكون ولي الأمر نموذجاً للسلوك الهادئ.

 

 

يجب وضع خطة للمغادرة

 

لتجنب صعوبة لحظات الوداع على الأطفال الأكبر سناً، يتعين تجربة ما يلي:

 

- يجب أن تكون لحظات الوداع لحظات إيجابية.

- يجب الإعلان عن حلول أوان المغادرة.

- يجب جعل تفسيرك للمغادرة واضحاً وموجزاً.

- يجب تذكير الطفل بأنكما ستعودان إليه ثانيةً.

- يجب عدم التردد عند المغادرة.

- ينبغي ألا تتم العودة إلى طفلك إلا بعد أن يحين الوقت المقرر.

- يجب اتباع نفس الروتين في كل مرة يتم فيها ترك طفلك أو عند إيصاله إلى المكان المراد إيصاله إليه.

 

 

يشعر طفلي بالخوف من العودة إلى المدرسة. كيف يمكنني مساعدته على الشعور بالطمأنينة؟

 

ربما يشعر بعض الأطفال بالتوتر أو التردد في العودة إلى المدرسة، ولا سيما إذا كانوا يتلقون تعليمهم في المنازل منذ شهور.  يتعين التحلي بالأمانة - على سبيل المثال يمكنك محاكاة التغييرات التي قد يواجهونها في المدرسة.  يجب بث روح الطمأنينة لديهم فيما يتعلق بتدابير السلامة المعمول بها للمساعدة في المحافظة على سلامتهم وسلامة الأطفال الآخرين.

 

يجب السماح لطفلك بمعرفة أن بإمكانه التعود على الأمر رويداً رويداً، وأنه لا توجد ضرورة ملحة لمواكبة الروتين المدرسي اليومي في الحال. قد يستغرق الشعور بالراحة في اللعب مع الأصدقاء مرة أخرى بعض الوقت، ولا بأس بذلك مطلقاً.

 

 

كيف يمكنني التحقق من أداء طفلي دون إرباكه؟

 

يجب التحلي بروح المبادرة والاستباقية في التعامل مع الطفل مع الحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش في الوقت ذاته.  غالباً ما يستقي الأطفال إشاراتهم العاطفية من الأشخاص البالغين المحوريين في حياتهم، لذلك من المهم أن يتم الإنصات إلى مخاوف طفلك والتحدث إليه بلطف كي يكون ولي الأمر مصدراً لبث الطمأنينة في نفسه. يجب الاستعداد لأي تغيير قد يطرأ على مشاعر الطفل مع إعلامه بأنه لا غضاضة في هذا الأمر مطلقاً.

 

فيما يتعلق بكيفية التحقق من أداء الطفل، يعتمد الكثير من ذلك على طفلك نفسه.  إذا كان طفلك منغلقاً على نفسه، فربما كان من المفيد طرح سؤال مثل "كيف حالك؟" عليه  قد يكون الأطفال الآخرون أكثر صراحة في الإفصاح لك عن مشاعرهم. أنت أفضل من يعرف طفلك، والأهم من ذلك أنه يجب إجراء هذه الحوارات بأسلوب قوامه الرحمة والتفاهم.