موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٣
عائلة منصور لبكي تناشد الكنيسة المارونية التدخل لدى الفاتيكان

بيروت - ليبانون فايلز :

عقدت عائلة المونسنيور منصور لبكي مؤتمراً صحافياً في بلدية بعبدات، رداً على ما تناولته وسائل الإعلام عن القضية والخطوات القضائية التي ستتخذها العائلة، في حضور حشد من أبناء البلدة والأصدقاء والمحبين.

بداية تحدث الإعلامي بسام براك، فقال: "نعم الأب لملم عن أرصفة الضياع أولاد لبنان وجمعهم في ضيعة قلبه، إرتكب جرما أنه جرم أبوة بالروح والقلب واليد الراسمة شارة الصليب على جبين كل طفل، بدل أبوة جسدية بالأخصاب تترك الولد بلا يد تربت على كتفه، وتسألون ماذا فعل الأب لبكي بالطفولة، وهل كان للبنان طفولة تبستم بين ثنايا الدموع، لولا يداه الماسحتا الدمع؟ أم هل كان لليتامى بيت لولا فتح داره من لبنان الى فرنسا للم شمل من تفرقوا؟ وهل كانت لشهداء حرب لبنان مثوى لولا مشحته؟ أم كان لليلة الميلاد حب لولا محبته، وشعب الكنيسة تراث لولا ألحانه؟".

أضاف: "أما ضحاياه فمن هم؟ هم ضحايا الشوق اليه والسؤال عنه في القداس والذبيحة والقربان، والترتيل والعظة والإحتفالات الكنسية الكبيرة، ضحاياه هم الناس المؤمنون لبعده عن شاشات الإعلام في الصباحات والمساءات يغذيهم روحا وصلاة، ولإنتقاله من كفرسماه وبيت بسمته وبيت لورده وبيت بعبداته، الى نسك يصليه وصلاة يتنسكها، هؤلاء هم ضحاياه الموسومون بجرح التعدي على كرامة تاريخه، وصدى صوته ونبرة حضورة ورفعة رتبته، رتبة لم يمسها قرار ولا حكم، لأن الكنيسة كانت ولا تزال تراه الأب الواقف خلف المذبح يقرب صلاته، ولكثرة ما تعرف أنه في كل ما يفعل يصلي، طلبت منه أن ينطوي في جبته (الخور أسقفية) ليصلي كفارة عن خطايا كثرين يضمرون الشر له في هذا العالم".

تابع: "فالكنيسة أمنا، حكمها حكم الأم على ابنها، والأم تعرف أنها بما أمرت تحض الأب لبكي على ان يمعن في المزيد من إبداعاته وهو في وحدته، ليزيد الكنيسة مما ينقصها ترتيلا ومزامير، ونصوصا ربانية ستبصر النور من رحم هذه العتمة، لأن كل ما يصيبه هدية منك يا ألله، فأيتها الكنيسة كيف لا نحبك وأنت أبنك وأبوك المونسنيور منصور لبكي، لذا نبقى نحبك لأنك من أصل الأب لبكي، ودمه من حبر كتاباته، وفكره من نبض قلبه، وعطائه اللا محدود، فكيف لا نحني رؤوسنا لك؟".

وقال: "وما هذا المؤتمر الصحافي لمواجهة الكنيسة والكرسي الرسولي، بل لتجديد الإحترام والوقار، وتأكيد طاعة شرع الأب لبكي ينفذها بفرح ورجاء، إنما المؤتمر للوقوف معا على فاصل في هذه القضية، وإطلاع الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني مشكورا للتغطية عليها، وكيف بدأت الدعوى لإفتراءات وأقاويل وتشهيرا عبر الأنترنت من العام 2011، ولو كانت الدعوى بالفعل دعوى، فلم التشهير والتمهيد وإستقطاب من سيشهدون إغراء بدعوى مربحة للناقمين، والأهم أننا كلنا لم نكن هنا، لو أن الأب لبكي لم يسلم مسؤولية بيت مريم نجمة الشرق في باريس لرهبانية لبنانية، بعدما أراد المسؤولون الفرنسيون القبض على مفاتيحه، وتحويله رهبنة علمانية مستجدة فرنسية، بل الأكثر أهمية أنه لم يتح له المرافعة والدفاع عن نفسه، ولا الأخذ بأوراقه ومستنداته".

أضاف: "إنما ما سأكتفي به خاتما هو نداء، النداء لكنيستنا المارونية، ومع ضمنا صوتنا لصوتها في إحترامها قرارات الفاتيكان، نداؤنا للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ولراعي أبرشية بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر لمجلس المطارنة لرهبانياتنا في لبنان، لرفاق الأب لبكي في الكهنوت، وتلامذة الأباء، ومنهم من صاروا اساقفة، نداؤنا لكم واحدا واحدا، نداؤنا ندائي أرفعه بصوت إعلامي مسيحي لبناني، بصوت السنين اللبكية الإيمانية والتراتيل والأناشيد، بصوت الدامور وذاكرتها عنه، بصوت ضيعة السلام وأجراس كنائس شيدها في كفرسما على وسع مذاهب لبنان، بصوت شريد القمر وبيتان لا لشيء، بصوت أهالي بلدته وكل لبنان.
لكم يا غبطة البطريرك أن تحلوا بركتكم ههنا، علكم بالتماس بطريركي أمام عظمة قداسة البابا فرنسيس وتواضعه، امام سماحه وحبه، أمام قراره الجديد فتح باب المداولات في الدعاوى الجديدة، وقد حجب عن قضية الأب لبكي، علكم تتمكنون من نيل إستئناف لهذا الحكم، بهدف قرار نهائي فاتيكاني نعلق عليه دموعنا وأملنا وإيماننا، وننحني راضين بما تكتبه السماء من عدالة على وجه الأرض، وما يشاء أن يكتبه ربي على الورقة البيضاء في صفحة حياة أبونا منصور لبكي".

ثم تحدث أبن شقيق المونسنيور لبكي المحامي أرز لبكي عن مسار الدعوى ومراحلها القانونية وخلفياتها، وقال: "أنه لم تجر محاكمة على درجتين، أي لم يتم التأكد من الشهادات، واشار الى سحب بعض المستندات من الملف، وأكد إحترام كل القرارت التي تصدر عن الكنيسة، وأن الأب لبكي يلتزم بالقرار الإداري الذي صدر بحقه، وهو إبن الكنسية المطيع".

ثم كانت مداخلة للمهندس جورج نخله، تضمنت قراءة بنوية للأب لبكي ومسيرته مع إبنائه، لا سيما من رفعوا الدعوى عليه، لمعرفته بهم منذ الصغر، وقال: "كأب كان يسعى دوما ان تتوفر لنا كل وسائل الراحة والطمأنينة والعلم والثقافة والتوعية والمرح لاخراجنا من مآسي الحرب ولبلسمة الجراح التي خلفتها من فقدان الاهل والبؤس الاجتماعي.

وككاهن كان حريصا على زرع حب الله في قلوبنا وضمائرنا وحب قريبنا كذاتنا. اذ كنا نحتفل بالصلاة معا لنشكر الله على عطاياه، وكنا نتبادل الغفران يوميا كي لا نبقى على خلاف قبل شروق الشمس في اليوم التالي. كان ابونا يعلمنا ان نحترم اختلاف البعض اذ كان المسلمون منا يحتفلون بعيد الميلاد مع المسيحيين منا وتهدى لهم الهدايا كما الكل. وايام رمضان الكريم كان المسيحيون منا يحترمون صوم المسلمين وكنا معا قبل الافطار لله الواحد".

أضاف: "وكان ابونا يسعى دوما لاحياء ثقافتنا اللبنانية حتى في فرنسا، اذ كانت تعم سهراتنا بالفرح على ايقاعات الدربكة والغناء والمواويل والزجل. فكان الاصدقاء الفرنسيون يشاركوننا الفرحة حتى اصبحوا يقولون انهم ذاهبون الى لبنان الصغير في فرنسا. فحب لبنان لم يفارقنا ابدا ا كنا نعتبر عن هذا الحب في احتفالاتنا وصلواتنا ومسرحياتنا كمسرحية كفرسما التي اقتيسناها من كتابه لمفاجأته في عيد سيامته الكهنوتية فأصبحت نشيدنا ورسالتنا في عدة مدن في فرنسا، بلجيكا، سويسرا واللوكسنبورج.اذ كنا نعلن ان رجاء لبنان في عيشنا معا كمسلمين ومسيحيين رغم الحروب والازمات التي تصدرها الانظمة الخارجية الى بلدنا لبنان".

تابع: "وفجأة بدأت تتصاعد اشاعات بطريقة مبرمجة وعنيفة وتستغل أسماءنا وموقعنا كأولاد، وتشوه صورته، فحولوه الى مجرم. وكل ذلك بدأ من التي اعتبرناها اما صغيرة لنا واختا كبرى. فراحت تشوه سمعة المونسنيور منصور لبكي بعد الاحداث التي ذكرها السيد ارز، وبدات تضغط على البعض منا بمساعدة الذين وقعوا في فخها كي نشهد ضد المونسونيور لبكي. لاحظوا معي: سيدة بمثابة ام تشهر بكاهن بمثابة اب. انما هذا يذكرنا بقضايا شبيهة ركبت وادت الى الفشل كقضية اوترو الشهيرة في محاكم فرنسا".

تابع: "للاسف بعض النفوس الضعيفة رضخت للضغط واوقعت في فخ الكذب، فكبرت الكذبة حتى اصبحت لبيسة لهذا الكاهن اذ بتأكيد مئات الذين كانوا تحت مسؤوليته طوال سنين لم يشهدوا يوما اي من التصرفات المزعومة. وأطرح علامة استفهام حول عدد المشتكين (2) مقابل مئات الاولاد الذين يرفضون رفضا قاطعا اي اتهام للمونسنيور منصور لبكي".

وختم: "والخطورة الاكبر اليوم، ان ما تسعى اليه هذه الاتهامات، هو فقط لا غير، تحطيم هذا الكائن الماروني اللبناني الاب والمعطاء وتحطيم طفولتنا وتشويهها لابعد حد، وهدم الايمان الذي تربى عليه الملايين من اللبنانيين والعرب بفضل روحانية المونسنيور منصور لبكي وتعاليمه".