موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
رفات الأب الكابتن إميل كابون تعود إلى مسقط رأسه بعد 70 عامًا من وفاته

سامح مدانات :

 

وأخيرًا وصلت رفات الأب إميل كابون إلى مسقط رأسه، بيلسون، بعد انتظار دام 70 عامًا.

 

فيوم الأربعاء الموافق 29 أيلول 2021، أقيم احتفالان كنسيان في كاتدرائية الحبل بلا دنس في مدينة ويتشيتا، بولاية كنساس الأميركية، الأول: قداس الجنازة الرسميّة، والثاني: قداس الدفن، حيث تم دفن جثمان الأب كابون في نفس الكاتدرائية بمراسيم خاصة اقتصرت على الأهل وبعض الشخصيات الرسميّة.
 

من هو الأب إميل كابون؟

 

ولد الاب إميل كابون في مدينة بيلسين بولاية كانساس الأمريكية يوم خميس الاسرار الموافق 20 نيسان من عام 1916، لأبوين من أصل ألماني/ بوهيمي. كان والده يملك مزرعة مساحتها 160 هكتار. وفي شهر أيلول من عام 1930 التحق بإكليريكيّة الحبل بلا دنس التي كان يديرها رهبان البنديكتان في مدينة (Conception) بولاية ميسوري الأمريكية. وسيم كاهنًا يوم 9 حزيران من عام 1940 على يد المطران  كريستسان  وينكلمان، ومنذ  رسامته الكهنوتية كان يشعر بأن رسالته تقوم على خدمة الجنود، فطلب من أسقف أبرشيته أن يسمح له بالانخراط في الجيش.

 

وما إن بدأ خدمته هناك حتى تفانى في الخدمة إلى أقصى الحدود.

 

في شهر تموز من عام 1944 باشر عمله كاهنًا للجنود (Chaplain) في الجيش الأمريكي أثناء أزمة الحرب العالمية الثانية. وكان يثابر على إرسال تقارير شهريّة إلى الأسقف عن كل النشاطات التي يقوم بها من خلال خدمته للجنود. وفي شهر آذار من عام 1945 أرسل الأب إميل إلى الهند وبورما لخدمة الجنود هناك. وكان يقوم بجهود روحيّة وبدنيّة كبيرة في سبيل خدمة الجنود. فكان يقوم بقطع مسافات كبيرة تبلغ 2000 إلى 2500 ميلا في الشهر إما قيادة على الطرقات في الجيب أو بالطائرة لإقامة الذبيحة الإلهيّة ومنح الأسرار المقدسة للجنود. وكان يقيم القداس الالهي على مؤخرة الجيب بين الجنود وفي مواقع تواجدهم. وفي شهر كانون الثاني من عام 1946  رُفِّع إلى رتبة كابتن، وبعد بضعة أشهر من نفس السنة، تم تسريحه من الخدمة العسكرية، وأعطي إجازة ليأخذ بعض الراحة. إلا أنه ذهب وخدم في رعيّة ليتسنى لكاهن تلك الرعية من أخذ إجازته السنويّة.

 

من بعدها، بدأ بتحضير الحصول على رسالة الماجستير في التعليم، والتي نالها في عام 1948. وأثناء دراسته توفي المطران وينكلمان وخلفه المطران مارك  كيرول. ولدى انتهاء دراسته، طلب الأب إميل من الأسقف أن يعود لينخرط في الجيش من جديد. إلا أن الأسقف لم يوافق على ذلك، بل عينّه كاهنًا لرعيّة بوهيمية كبيرة في مدينة تيمكن (Timken).

وبعد ستة أشهر، كتب الأب إميل إلى أسقفه  من جديد يخبره بأنه كان يحب العمل الرسولي في هذه الرعيّة، إلا أنّ ضميره يقول له أن رسالته تقوم على خدمة الجنود في القوات المسلحة. فوافق الأسقف، والتحق الأب الكابتن إميل بسريّة القوات المضادة للطائرات في قاعدة فورت بليس (Fort Bliss) في ولاية تكساس.

 

كانت الفترة من 12 إلى 16 كانون الأول هي آخر إجازة للأب إميل ليزور فيها مدينته، حيث نُقل فيما بعد إلى مدينة يوكوهاما اليابانيّة، ليلتحق في العام 1950 بقوات حفظ السلام المرابطة هناك بعد الحرب العالمية الثانية. فكان الأب إميل يقوم بخدمة الجنود روحيًّا من خلال القيام بواجباته الدينية، بالإضافة إلى الانضمام إليهم في تحركاتهم الميدانيّة.

 

وفي ليلة 25 كانون الثاني، قامت إحدى الوحدات الشيوعية بإطلاق قذائف على وحدات كوريا الجنوبية الديمقراطية وسارت في اتجاهها. وبعد أسبوعين، كانت السريّة التي التحق بها الأب إميل من بين القوات الأمريكيّة التي تلقت أوامر بالتوجّه لمساعدة كوريا الجنوبية. وقبل المغادرة كتب الأب إميل إلى الأسقف كارول ما يلي: "غدًا سنتوجّه للقتال. لقد رتبت كل الأمور كما يجب، جميع حسنات القداديس، وصيتي الأخيرة  إلخ.. وهذه هي الطريقة التي يلتف بها الجنود الكاثوليك حول الكاهن".

 

وخلال الأشهر الأربعة التالية كان الأب الكابتن إميل يقوم بواجباته بتفانٍ منقطع النظير. رغم أنه كان يرى عن كثب رعب الحرب الكورية: مئات القتلى والجرحى من الجنود، رجال منهكين ومصدومين من الحرب، اللاجئون من كوريا الجنوبة يهربون ويتركون منازلهم، حرارة الجو العالية جدًا، وحشرات البعوض التي تلاحقهم في أيام الصيف الرطبة وأيام الخريف الممطرة، الحرمان من النوم ومن الطعام في كثير من الأحيان، وصوت الحرب الذي يهزّ المنطقة والقلوب في الوقت نفسه.

وفي هذه الأثناء نال الأب إميل شهرة الجندي الباسل الذي يقوم بإعطاء الأسرار المقدسة للجنود في الخطوط الأماميّة، بالإضافة إلى الصلاة مع الجنود في الخنادق، وإقامة القداس الإلهي في ساحة المعركة، وكثيرًا ما كان يستعمل مؤخرة الجيب بدلاً من الهيكل. وكان يخاطر بحياته من أجل إعطاء المسحة الأخيرة لمن يشرفون على الموت، أو سحب الجرحى ودفن الموتى، سواء من الحلفاء أو الأعداء. وفي كثير من الأحيان كان ينجو بنفسه بصعوبة، ففي إحدى المرات أصيب غليونه الذي يدخنه برصاصة قناص وهو في فمه، وفي مرة أخرى فقد كل ممتلكاته بما فيها أواني القداس الإلهي والجيب الذي كان يقوده. ومنذ ذلك اليوم بدأ بحمل القربان الأقدس وأواني القداس المتبقيّة والزيت المقدس معه.

 

وقد لاحظ كل من حوله شجاعته وبطولته الفذة، ونال في 2 آب 1950 الوسام البرونزي للشجاعة في الميدان، وذلك بالقرب من منطقة تسمى "كوم – شون" حيث قام بإنقاذ جريح رغم كثافة الأعيرة النارية من طرف العدو. وقد شعر هذا الكاهن المتواضع بسعادة غامرة عندما اكتشف أن أخبار هذه الجائزة قد تم مشاركتها مع الصحف المحلية في الوطن. أما هو فكان يقول بأنه عمل ما كان من الضروري أن يفعله. وكان لهذا العمل أثر كبير على الجنود المرافقين له. لقد أدى تفانيه ومثاله إلى الحفاظ على الروح المعنوية العالية للجنود، ومنحهم أسلوبه الهادئ -بغض النظر عن شدة القتال- إحساسًا بالسلام حتى في خضم الحرب. امتدّ اهتمامه برجاله أيضًا إلى عائلاتهم، حيث غالبًا ما كان يستغرق وقتًا في كتابة رسائل شخصية إلى أقرباء الجنود الذين لقوا حتفهم في المعركة لطمأنتهم بأن الجندي الذي سقط قد مات في حضور كاهن إلى جانبه وبأنه نال الأسرار المقدسة والمسحة الأخيرة قبل وفاته. كما كان يكتب العديد من الرسائل إلى عائلته وأصدقائه في الوطن، واحتفظ بأكثر التقارير تفصيلاً لأسقفه.

 

وبينما كان الأب إميل يمسح الموتى ويسحب الجرحى إلى بر الأمان، تم القبض عليه لكن تمّ إطلاق سراحه عندما أطلق جنود أمريكيون النار على خاطفيه. وقد قرر الأب كابون ونجل الطبيب العسكري كلارنس أنديرو، اللذين أعطيا فرصة أخيرة للانسحاب إلى بر الأمان، قررا البقاء ورعاية الجرحى.

 

بعد أسابيع من التقدّم الكبير، اعتقد العديد من الجنود الأمريكيين أن الحرب ستنتهي بحلول عيد الميلاد. ومع ذلك، ورغم كون جيش كوريا الشمالية كان على وشك الهزيمة، دخلت الصين الحرب نيابة عنهم. وكان الاب إميل كابون، ورجال فرقة الفرسان الثامنة من القوات الأمريكية التي واجهت الصينيين. ففي ليلة 1 تشرين الثاني 1950، أثناء حماية بلدة أونسان، تعرّضت جماعة الكاهن كابون لهجوم من جميع الجهات من قبل القوات الشيوعية المشتركة. تلا ذلك معركة شرسة. ووفي وقت لاحق، رأى الأب كابون جنديًا أمريكًا مصابًا على وشك إطلاق النار عليه من قِبل أحد جنود كوريا الشمالية، فاندفع نحو الجندي الكوري، ودفع بندقيته جانبًا، وسحب الجندي الجريح، وهو الرقيب هربرت ميلر. وفي غمرة عدم تصديق شجاعة الكاهن، ترك الضابط الكوري الشمالي الاثنين يعيشان، ولم يطلق النار عليهما.

بعد مرور 14 يومًا، سار الأب كابون وسجناء الحرب الآخرون لمسافة تزيد عن 60 ميلًا شمالًا، أولاً عبر وادٍ حتى بعد عيد الميلاد، ثم إلى بلدة "بيوكتونج" على طول حدود نهر يالو مع الصين. عانى الكثير منهم من صعوبة في المشي على أقدامهم بسبب الصقيع وجروح المعركة. وغالبًا ما كان هؤلاء المتأخرون يُتركون ليموتوا أو ليقتلوا رميًا بالرصاص. لذلك سار الأب كابون على طول الخط مشجعًا الجنود على المساعدة في حمل أولئك الذين لا يستطيعون المشي بمفردهم، بينما كان يقوم بدوره بنقل الجرحى. وبسبب تشجيعه ومثاله، عاش العديد من الجنود الذين كانوا سيموتون لولا ذلك.

 

وبمجرد وصولهم إلى موقع السجن، تم عزل الضباط بشكل منفصل عن الجنود. وتم الاحتفاظ بهم في أكواخ تقع على تل فوق بقية المعسكر. خلال الأشهر السبعة التالية، أصبح هذا الكاهن المتواضع هو البطل المقدس لمعسكر السجن رقم 5. على الرغم من أنه هو نفسه أُجبر على المعاناة اليومية نفسها التي يعاني منها السجناء الآخرون - وغالبًا ما كان يُعامل بشكل أسوأ بكثير.

 

حقق الأب كابون الوعد الذي أشار إليه في رسالته قبل سنوات من طلب الالتحاق بسلك الكهنوت. حيث قال: "عندما رُسِمت كاهنًا، كنت مصممًا على أن ’أبذل نفسي‘ في سبيل الله. وكنت مصممًا على القيام بذلك بفرح ، بغض النظر عن المواقف التي سأكون فيها أو مدى صعوبة الحياة التي سيُطلب مني أن أعيشها".

 

وبالفعل بذل نفسه، فقد كان الأب كابون يستيقظ في الساعة 5:30 صباحًا، حتى في أبرد درجات الحرارة في الشتاء، ليجمع الحطب ليحرقه لإذابة الثلج وتحويله إلى ماء نظيف ليشربه الرجال. وباستخدام موهبة أتقنها في المزرعة، صنع أواني من صفائح حديدية قديمة حتى يتمكن من غسل ملابس المرضى والجرحى، والحصول على مكان لتخزين المياه النقية. كان الأب كابون يتسلل خلسة من المعسكر ليبحث عن الذرة والملح وفول الصويا ويحضرها لأسرى الحرب الجائعين، وكان يصلي إلى القديس ديسماس، لص اليمين الصالح، قبل كل مهمة من هذه المهمات. وكان يتنقل بين أكواخ السجناء الآخرين لتقديم المساعدة للمرضى والجرحى، وينزع القمل من الرجال، ويغسل ملابس الأسرى الضعفاء الذين يعانون من عدم السيطرة، وحتى كان يحمم أولئك المرضى الذين لا يستطيعون فعل ذلك بأنفسهم. وعندما يموت الرجال، غالبًا ما كان يتطوع للمساعدة في الدفن حتى يتمكن من أداء بعض الصلوات السريعة على قبورهم.

خلال جلسات التلقين المفروض التي كانت تعقد مرتين في اليوم، كان الخاطفون الشيوعيون يحاولون إقناع أسرى الحرب بـأفكار ومعتقدات الرأسمالية والشيوعية. وحتى عندما كان الحراس يصرخون في وجه السجناء، كان الأب كابون يقف بهدوء ويدحض مزاعمهم.

 

روى أحد الضباط، هو الملازم والتر مايو، قصة الشيوعيين الذين كانوا يسخرون من الأب كابون. لقد جادلوه قائلين بأن الله ليس موجودًا، لأنه لم يفعل شيئًا لإنقاذهم. أعجب أسرى الحرب من رد الأب كابون حين قال: "الله موجود وحقيقي مثل الهواء الذي تتنفسه ولكن لا يمكنك رؤيته، ومثل الأصوات التي تسمعها ولكن لا يمكنك رؤيتها، مثل الأفكار التي لديك ولكن لا يمكنك رؤيتها أو الشعور بها". وفي أوقات أخرى، كان يلقي النكات لتهدئة الأجواء في المخيم. كان الأب كابون مصممًا على إبقاء الرجال واثقين من أنهم سيخرجون أحياء.

 

كان الأب كابون أيضًا مدركًا تمامًا للاحتياجات الروحية للأسرى. على الرغم من أن الصلاة العامة كانت ممنوعة منعًا باتًا، ولكن بعد حلول الظلام كان الأب كابون يتسلل إلى الأكواخ المختلفة في المخيم ليصلي مع الرجال. فقاد الأسرى في الصلاة من أجل احتياجاتهم الماديّة والروحيّة اليوميّة ومن أجل خلاصهم وتحريرهم. حتى أنه قاد الرجال في الصلاة من أجل آسريهم، ومن أجل تحريرهم من شرور الشيوعية. على الرغم من أن صلواته المفضلة كانت صلوات القداس، ومراحل درب الصليب، والمسبحة الوردية، إلا أنه كان يخدم الجميع، ويكيّف صلواته للرجال من ديانات أخرى. وفوق كل شيء كان يقود الرجال في الصلاة الربانيّة ويمنحهم بركته الكهنوتية. كان الرجال الذين كانوا يعانون من اكتئاب أو قنوط يقتربون من الأب كابون للحصول على مشورته، وكانوا جميعًا يرحلون وهم يشعرون بالتخفيف من جزء على الأقل من صعوباتهم ويصبحون قادرين على الصمود ليوم آخر.

 

بأفعاله غير الأنانية وروحه التي لا تقهر، أعطى الأب كابون الأمل للسجناء الآخرين على الرغم من التعذيب الذي كانوا يتعرضون له. اعتبره آسروه الصينيون مشاغبًا ومحرضًا وناشرًا للإشاعات، لكن محاولاتهم لتخويفه وإذلاله باءت كلها بالفشل. فكانوا يخشون إيقافه أو القضاء عليه خوفًا من أن يبدأ السجناء الآخرون بالتمرد.

 

وعلى الرغم من كونه ممنوعًا، إلا أنّ الأب كابون احتفل بقداس عيد الفصح للرجال في عام 1951، مذكرًا إياهم بالمعاناة التي تحملها المسيح من أجلهم والحياة الجديدة التي جلبتها قيامته. لقد كانت واحدة من أكثر الأحداث التذكارية في المخيم لجميع الضباط الذين تمكنوا من حضور الاحتفال.

بعد أسابيع قليلة من هذا الاحتفال، مرض الأب كابون، ورأى الصينيون أن هذه هي فرصتهم ليتخلصوا من هذا الكاهن المزعج. كان الأب كابون يعاني من التهاب رئوي وجلطة دموية في ساقه، وقد تم تجميد حركته من قبل الأطباء الأمريكيين أملاً في تحسنه وشفائه.

 

لمدة أسبوع أو أسبوعين كان فاقدًا للوعي، يستيقظ ثم يعود يفقدن الوعي. وكان الجنود يخشون أن يموت. وفي منتصف شهر أيار، وبينما كان يتماثل للشفاء، اقتحم الصينيون الكوخ وأعلنوا أنه سيتم نقل الأب كابون إلى "مستشفى" المعسكر، والذي كان جميع السجناء يعرفون أنه مجرد مكان يتركون الرجال فيه حتى يموتوا. انتفض أسرى الحرب، لكن الأب كابون أوقفهم. قائلاً: "لا تقلقوا علي. أنا ذاهب حيث كنت أرغب دائمًا في الذهاب، وعندما أصل إلى هناك، سأصلي لكم جميعًا".

 

طلب الجنود والدموع في عيونهم أن يقوموا هم بحمل الكاهن إلى بيت الموت. وفي الطريق، تعجبوا من حقيقة أن الأب كابون يجعلهم يتوقفون حتى يتمكن من طلب الصفح من الحراس إذا كان قد فعل أي شيء لإيذائهم، ثم راقبوا أنه يرفع ذراعه الضعيفة لمنحهم بركته الكهنوتية. وبعد أيام قليلة، وتحديدًا في يوم 23 أيار من العام 1951، لفظ الأب كابون أنفاسه الأخيرة، وكان لوحده في بيت الموت وعمره 35 عامًا فقط، وقد بذل نفسه وجسده تمامًا من خدمه رجاله.

والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما منح الأب الكابتن إميل كابون وسام الشرف الأعلى تقديرًا، لما بذله هذا الكاهن الرائع، مضحيًا بحياته في خدمة الله والوطن في الحرب الكورية. وقد تسلّم الوسام ابن اخيه ري كابون، خلال حفل في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض بتاريخ 11 نيسان 2013.

 

وقد تم افتتاح قضية تقديسه في حزيران من العام 2008. وكان قد تم تسميته "خادم الله" في عام 1993. في الوقت الحاضر، يقوم مجمع القديسين بمراجعة قضيته، وقد يعلن البابا فرنسيس أن الأب إميل كابون "مكرمًا"، وهي الخطوة الثانية في إجراءات التقديس.

 

أيها الأب إميل، صلّ لأجلنا.