موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٤ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
بلمح البصر

بقلم أشخين ديمرجيان :

 

تؤكّد تعاليم السيّد المسيح على وجود "التلوّث الفكريّ" الذي يجب أن يُنقّى ويُصفّى لأنّه أصل كلّ الشرور. والتلوّث الفكريّ هو الذي أدّى إلى التلوّثات في البيئة، فتلوّث فكر الدول العظمى باستعمال الأسلحة الكيماويّة والنوويّة الفتّاكة لإبادة البشر أو للتسلّط عليهم، هو الذي سبّب التلوّثات التالية.

 

يُعاني العالم اليوم من تلوّثات وفيروسات كثيرة، تهدّد حياة جميع الشعوب. بدءًا بخطر تلوّث البيئة الكبير على الإنسان والحيوان والنبات. وتشمل تلوّث الغذاء: بسبب تلوّث التربة والمزروعات بالمبيدات الحشريّة والأسمدة الكيماويّة السامّة التي تتسرّب إلى أطعمتنا. وكذلك التلوّث بنفايات القمامة والمواد البلاستيكية، والنفايات الإشعاعيّة المنبعثة من الأسلحة النوويّة.

 

أضف إلى ذلك تلوّث المياه والأسماك بصرف مياه المصانع الضارّة، وتلوّث الهواء الذي نستنشقه بالغازات السامّة، ويدخل في هذا المجال التلوّث المُنبعث من المركبات. كما أنّ الضوضاء تُعدّ تلوّثًا بيئيًّا، وتُدعى التلوّث "الضوضائي" الّذي يحثّ طنين الأذن ويُثير الشعور بالخوف والضغط على الأعصاب وعدم القدرة على التركيز ويؤدّي إلى فقدان السمع بشكل جزئي أو كلّيّ. ويسبّب ارتفاع ضغط الدم، وله تأثيرات أخرى على القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي والاضطراب في النوم والموت...

 

خطورة التلوّثات مسألة مستعصية يصعب معالجتها، إلاّ إذا واجهتها الدول بحلول جديدة، لأنّ ناقوس الخطر قد دقّ، منذ استعمال طائرات الكيمتريل في الستّينات، عندما قالت بعض الحكومات بأنّ "رش الغلاف الجوي بالمواد الكيميائية يأتي كحماية للمحيط". منذ ذلك الحين، خسرت الأرض 22 بالمائة من ضوء الشمس المُنبعث إليها. كما اعترفت وكالة ناسا بظهور سحب عملاقة من صنع الإنسان ويُطلق عليها "السحب النفّاثة". وسيُسبّب الاستعمال المتواصل انهيارًا كاملاً تقريبًا للنظام البيئي في مناطق معيّنة، وسينتج عن خلق أكبر الأعاصير على الإطلاق.

 

أدّى العديد من مؤيّدي نظرية مؤامرة الكيمتريل عدّة أطروحات، بخصوص خطورة هذه الخطوط الدخانية على الإنسان والنبات والحيوان... ومن أهدافها الرئيسية: التحكّم في المناخ لأغراض عسكرية وعواقبها السلبية على السكان والنظام البيئي. وبهذا فإنّ من أهداف سلاح الجوّ الأمريكي منذ سنوات هو مراقبة المناخ. كما أنّ التحكّم في المناخ يؤدّي إلى التحكّم في الاقتصاد. أضف إلى ذلك التحكّم في الكثافة السكّانيّة: من خلال مراقبة نسبة السكان أو التلاعب بالعقل.

 

وسيُسبّب انتشار الكيمتريل في أن يُصبح أداة عالمية سرّيّة وفتّاكة، إذ أنّها قادرة على إضعاف الجهاز المناعي للإنسان، إضافة إلى انتشار البكتيريا والفيروسات. كما أنّ للكيمتريل هدف آخر خطير وهو تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري، وخلق أعاصير وفيضانات وأمطار غزيرة. أمّا الادّعاء بأنه سيكون وسيلة لتخفيف ضوء الشمس، فهو في رأي العلماء، ادّعاء من أجل التضليل الإعلامي. كما قام باحثون ومنظّمات، بجمع ما يكفي من أدلّة، بشأن آثاره السلبية على المحيطات وعلى كوكب الأرض وكلّ ما عليها.

 

 

خاتمة

 

حينما يُواجه الفرد أيًّا كان حادثًا غير متوقّع، أو تمرّ عليه أوقاتًا صعبة وتخونه الظروف على حين غفلة وبشكل فجائي. نقول أنّه تعرّض لحالة أشبه ما تكون بحالة "الطوارىء" في المستشفيات، أي تتطلّب منه التأهّب لإيجاد الحلول المناسبة السريعة لأحواله المتأزّمة، أو اتّخاذ التدابير اللازمة لحمايته من الأخطار التي تحيط به.

 

لذلك آن الأوان كي نستيقظ من سباتنا العميق ونضع حبّ الله وحضوره في حياتنا فوق كلّ اعتبار، لأنّه السيّد المُطلق الذي يتحكّم بالكون ويُغيّر كلّ شيء بلمح البصر.

 

قال السيّد المسيح منه السلام: "... ما يخرج من الفم هو الذي يُنجّس الإنسان، لأنّه ينبعث من القلب،  ومن القلب تنبعث المقاصد السيئة والقتل والزنى والفحش والسرقة وشهادة الزور والشتائم، تلك هي الأشياء التي تُنجّس الإنسان" (متّى 15 : 11 وتابع).