موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استذكر المطران بول هيندر، النائب الرسولي السابق في جنوب شبه الجزيرة العربية، تلك الحادثة الأليمة التي وقعت في آذار 2016، عندما اقتحم مسلحون مأوى للعجزة تديره راهبات مرسلات المحبة في مدينة عدن الساحلية وأقدموا على قتل أربع راهبات. ولفت إلى أن استشهادهن ترك إرثًا عميقًا على صعيد الشهادة لمحبة المسيح ومحبة الآخرين حتى النهاية.
وأوضح أن النيابة الرسوليّة في جنوب شبه الجزيرة العربية أنشأت يومًا لتذكار الشهداء المعاصرين، بما في ذلك الراهبات الأربع، كي لا ننسى أنه يوجد اليوم أيضًا في وسطنا شهود ليسوع المسيح وللإيمان به، وأشخاص مستعدون لدفع حياتهم ثمنًا لهذا الإيمان.
لم تخلُ كلمات سيادته من الإشارة إلى الرسالة التي أصدرها البابا فرنسيس يوم أمس وأنشأ بموجبها "لجنة الشهداء الجدد – شهود الإيمان". لجنة مهمتها أن تُعد دليلاً بأسماء جميع المسيحيين الذين ذرفوا دماءهم اعترافًا بالمسيح وشهادة للإنجيل.
الراهبات الأربع –أنسيلم، مارغريت، ريجينيت وجوديث– لم يغبن عن ذهن البابا فرنسيس الذي تذكرهنّ خلال مقابلة الأربعاء العامة في 19 نيسان الماضي، وقال إنهن من بين شهداء زماننا المعاصر، وقد قُتلن في أرض تعيش حربًا منسية منذ سنوات طويلة، سببت الموت والمعاناة للأشخاص، لاسيما الأطفال. وأكد البابا أن الراهبات الأربع يشكلن شهادة نيرة للإيمان.
ولفت سيادته إلى أن الراهبات الأربع وعلى الرغم من الأوضاع الحرجة قررن البقاء في اليمن إلى جانب الأشخاص المحتاجين إلى مساعدتهن، وقد فعلن ذلك بتفان وإخلاص وفرح وأمانة، لاسيما حيال الأشخاص المعوقين. وأكد أنه كان يزور بيتهن سنويًا، حيث كان يلتقي بالفقراء والمسنين والمرضى وكان ينظر إلى وجوه الأشخاص المستفيدين من هذه الخدمة.
وأضاف أن الراهبات أظهرن له محبة الرب يسوع المسيح، مشيرًا إلى أن هذه المحبة كانت متجذرة في تصرفاتهن وأعمالهن، ومع أن البيئة المسلمة التي كن يعشن فيها لم تسمح بالتكلم بحرية مطلقة عن الإنجيل، بيد أن حياتهن وأعمالهن تكلمت بصوت أعلى من الكلمات. ولفت إلى أن هذا الواقع أثر به كثيراً خلال السنوات التي أمضاها كنائب رسولي في المنطقة.
ردًا على سؤال بشأن الذكريات التي ما يزال يحتفظ بها، قال المطران هيندر: إن الابتسامة لم تفارق أوجههن على الرغم من كل المشاكل، وتذكر أيضًا الأشخاص العديدين الذين كانوا يتعاونون معهن، ومعظمهم مسلمون، ومن بينهم أشخاص قضوا في الصراع، معتبرًا أن هذه هي مسكونية الدم التي هي أهم من الكلام.
وقال إنه فخور جدًا بوجود هذا الواقع في بقعة من العالم حيث لا يتوقع أحد إمكانية العيش والشهادة للإيمان بهذه الطريقة. وختم سيادته حديثه لموقع فاتيكان نيوز قائلا إن هذه الشهادة لم تتصدر عناوين الصحف إنما تركت أثرًا عميقًا في نفوس الأشخاص الذين تعرفوا على راهبات مرسلات المحبة.