موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
المطران غالاغر: الحوار من أجل عالم خال من الأسلحة النووية
تمثل التربية والتوعية جزئين مُهمَّين يسهمان في تكوين فسيفساء لعالم خالٍ من الأسلحة النووية ويتطلبان التزامًا بمبادرات مهمة من أجل تعزيز ثقافة ترفض هذه الأسلحة؛ ثقافة الحياة والسلام، ثقافة العناية
أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجية) المطران بول ريتشارد غالاغر

أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجية) المطران بول ريتشارد غالاغر

فاتيكان نيوز :

 

إن استخدام الطاقة النووية لأهداف حربية هو غير أخلاقي وكما هو أيضا "امتلاك" الأسلحة النووية. ففي 24 شهر تشرين الثاني لعام 2019، من نصب تذكار السلام في هيروشيما، أطلق البابا فرنسيس صرخته من أجل عالم حر بالكامل من الأسلحة النووية. وبعد أحد عشر شهرًا، وبالتحديد في شهر تشرين الأول الماضي تم التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية التي تدخل حيز التنفيذ في 22 كانون الثاني الحالي.

 

وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجية) المطران بول ريتشارد غالاغر، شرح خلالها أنه حتى اعتماد معاهدة حظر الأسلحة النووية، لم يكن هناك أداة قانونية دولية تمنع بشكل واضح مثل هذه الأسلحة، ودخولها حيز التنفيذ "يسد هذه الفجوة" بين الأنواع المختلفة لأسلحة الدمار الشامل".

 

ووضح أن الهدف الرئيسي للمعاهدة هو حظر الأسلحة النووية بشكل قاطع ووضعها في نفس فئة أسلحة الدمار الشامل الأخرى مثل الأسلحة الكيمائيّة والبيولوجية المحظورة. وبهذا الشكل تضع المعاهدة الأسلحة النووية أيضًا ضمن تلك الأسلحة التي يجب مراقبة استخدامها وحيازها باستمرار ونزع الشرعية عنها. وهذا أحد أسباب التزام الكرسي الرسولي من أجل دخول المعاهدة قيد التنفيذ ومشاركته الناشطة في عملية صياغتها. ولذلك يذكر العديد من أحكامها بشكل مباشر أو غير مباشر بمحورية الشخص البشري والنموذج الإنساني والروابط الوثيقة للمعاهدة مع السلام.

 

 

أهمية التربية والتوعية

 

وشدد على ضرورة مواصلة العمل بالتزام جميع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية؛ وتكثيف الجهود لمواجهة الضغوطات ضد التعددية والتغلب على ديناميكيات الشك وانعدام الثقة. وقال: هناك أيضًا جانب مهم آخر، يُعترف به بشكل كامل في معاهدة حظر الأسلحة النووية: أهمية التربية على السلام ونزع السلاح بجميع أشكاله، وزيادة التوعية حول مخاطر وعواقب الأسلحة النووية للجيل الحالي ولأجيال المستقبل. كذلك تمثل التربية والتوعية جزئين مُهمَّين يسهمان في تكوين فسيفساء لعالم خالٍ من الأسلحة النووية ويتطلبان التزامًا بمبادرات مهمة من أجل تعزيز ثقافة ترفض هذه الأسلحة؛ ثقافة الحياة والسلام، ثقافة العناية.

 

 

جميع الأشياء مرتبطة ببعضها البعض

 

في حديثه عن "الردع" وكيف أن حالة الطوارئ التي يعيشها العالم بسبب فيروس الكورونا، قال: إن "وباء الكورونا يعلمنا الكثير: في الواقع، أحد الدروس التي يمكننا أن نتعلمها هي أهمية إعادة النظر في مفهومنا للأمن. إذ لا يمكن أن يقوم السلام والأمن الدوليان على أساس التهديد بالتدمير المتبادل أو الإبادة الكاملة، ولا على الحفاظ على توازن القوى أو تنظيم العلاقات من خلال استبدال "قوة القانون" بـ"قانون القوة". وبالتالي يجب بناء السلام والأمن على الحوار والتضامن، والعدالة، والتنمية البشرية المتكاملة، واحترام حقوق الإنسان الأساسية، والعناية بالخليقة، وتعزيز البُنى التعليمية والصحية، وبناء الثقة بين الشعوب.

 

وخلص المطران غالاغر إلى القول: من هذا المنظور، من الضروري أن نذهب أبعد من الردع النووي. إن تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية هو جزء من هذه الاستراتيجية المستقبليّة المبنيّة على المعرفة بأن "جميع الأشياء مرتبطة ببعضها البعض"، في منظور الإيكولوجيا المتكاملة الذي حدده جيدًا البابا فرنسيس في الرسالة العامة "كُن مُسبّحًا"؛ وبالتالي فإن معاهدة حظر الأسلحة النووية تسير في هذا الاتجاه؛ ولا يمكن بناء هذه الاستراتيجية إلا من خلال حوار موجه بشكل ثابت نحو الخير العام وليس نحو حماية المصالح الخفيّة أو الخاصة.