موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
المطران شفشوك: أطلب من العالم بأسره ألا يحيد نظره عن جراح أوكرانيا

فاتيكان نيوز :

 

قال رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في كييف، المطران سفياتوسلاف شفشوك، أنّ الحرب الروسيّة على أوكرانيا لها "أساس أيديولوجي واضح"، لافتًا إلى أنّ "هذه الحرب هي إنكار لوجود شعب أوكراني يبلغ عدده الملايين"، وبالتالي تأتي هذه الحرب "لإغلاق المسألة الأوكرانية بشكل نهائي".

 

وفي رسالة فيديو وجهها الاثنين إلى المؤمنين، قال المطران شفشوك: "نعيش زمن الصوم الكبير، ونحن في طريقنا إلى عيد قيامة المسيح. وفي هذه الأيام بالتحديد، يسجد المسيحيون من مختلف الكنائس أمام المخلص المصلوب. يعلمنا الإيمان المسيحي ألا نحيد نظرنا عن الله الذي صار إنسانًا، عن الله الذي احتقره الإنسان وصلبه ومات بأبشع شكل من أشكال الموت. يعلمنا الإيمان المسيحي احترام جراح المسيح، وتقبيلها، لأننا نعلم أن جراحه قد شفتنا، كما يقول النبي أشعيا".

 

أضاف: "تعيش أوكرانيا في هذه الأيام جلجلتها وصلبها"، طالبًا من "جميع المسيحيين في العالم، وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، ألا يحيدوا نظرهم عن معاناة أوكرانيا وإذلالها وموتها وجراحها". وقال: "تظهر أمام أعين العالم بأسره هذه الأيام صور مرعبة لجرائم الحرب المرتكبة في المدن والقرى الأوكرانية. وعندما نسأل أنفسنا: لماذا حدث هذا؟ باسم ماذا عُذب هؤلاء الأبرياء ثم قُتلوا؟ يخبرنا شهود تلك الفظائع اليوم: لقد تعرضوا للتعذيب والقتل لمجرد أنهم أوكرانيين، فقط لأنهم يتحدثون اللغة الأوكرانيّة".

 

وقال: لقد كانوا يسألون كل واحد منهم عن مهنته، وإذا كان مدرسًا، كان يُقتل لأنه كان يدرِّس اللغة الأوكرانيّة، ولأنه كان يعلّم ويربي الأوكرانيين. إذا كان رياضيًّا، كان يُقتل لأنه كان يُعزز الرياضة الوطنيّة. إذا كان فنانًا أو مخرجًا، كانوا يقتلونه لأنه يحب الثقافة الأوكرانية وينشرها". وأوضح بأنّ الحرب الروسية ضد أوكرانيا "لها أساس أيديولوجي واضح، لافتًا إلى أنّه "تمّ الحديث عن ذلك في الأيام الأخيرة على أعلى مستويات السلطة الروسيّة". وقال: "هذه الحرب هي إنكار لوجود شعب أوكراني ضخم ويبلغ عدده الملايين. يتم شن هذه الحرب اليوم لإغلاق المسألة الأوكرانية بشكل نهائي".

 

وطلب المطران شفشوك "من العالم بأسره ألا يحيد نظره عن جراح أوكرانيا". وتابع بالقول: "يمكن لجراح أوكرانيا هذه الآن أن تشفيكم من وهم راحتكم، من لامبالاتكم، ومن غياب النقاط المرجعية في حياة بلدانكم ومجتمعاتكم. اليوم نطلب من العالم كله أن يرى الجرائم المرتكبة ضد الشعب الأوكراني والتي تستحق محكمة دوليّة". كما توجّه "إلى ضمير الكائن الحديث"، وقال: "لنبذل قصارى جهدنا لوقف أيديولوجية الموت الجديدة، التي تحصد ضحاياها اليوم على الأراضي الأوكرانية؛ الأيديولوجية التي هي أسوأ من النازية، الأيديولوجية التي ستنتظر محاكمات نورنبيرغ الخاصة بها".

 

وختم رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في كييف المطران سفياتوسلاف شفشوك رسالته بالقول: "نرفع صلاتنا اليوم يا مخلصنا المصلوب خلص أوكرانيا. بارك يا الله قواتنا المسلحة التي تنقذ أرواح شعبها. بارك يا الله شعبنا الذي يطلب الخلاص الوحيد والحماية فيك وفي جراحك".