موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ أغسطس / آب ٢٠٢٣
الكنيسة في سورية تفقد وفرة الدعوات الكهنوتية والرهبانية بسبب سنوات الأزمة

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

قال المطران سمير نصّار، رئيس أساقفة أبرشيّة دمشق المارونيّة، أنّ المسيحيين السوريين فقدوا اثنين من الأصول الهامة، وهما عائلاتهم ودعواتهم في الكنيسة، عازيًا ذلك إلى الحرب الأهليّة التي استمرّت 12 عامًا في البلاد بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها.

 

 

عقد على اختفاء دالوليو

 

في 29 تموز 2023، احتفل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء)، الكاردينال بيترو بارولين، بقداس في كنيسة القديس إغناطيوس دي لويولا، في العاصمة الإيطاليّة روما، بمناسبة مرور عشر سنوات على اختفاء الأب باولو دالوليو. وقد أسّس هذا الكاهن الإيطالي اليسوعي جماعة رهبانيّة عملت على تشجيع قيم الاستقبال والمسكونيّة والحوار مع الإسلام.

 

ومنذ تموز 2013، لم ترد أنباء عن مكان تواجده بعد اختطافه.

 

وشدّد الكاردينال بارولين في عظته خلال القداس، على أنّ المسيحيين في سوريا، كما في فلسطين ولبنان وإسرائيل والعراق، وغيرها من الدول، هم "مواطنون يجب ضمان جميع الحريات لهم". وقال: "إنّ المجتمعات المسيحيّة في الشرق الأوسط هي جزء من تلك الشعوب، وقد ساهمت دائمًا في تنميتها الثقافيّة والاقتصاديّة والسياسية بتفانٍ وكفاءة".

 

 

الواقع على الأرض

 

بعد أكثر من 12 عامًا من الحرب الأهليّة في سوريا، أشار المطران نصّار إلى أن الكنيسة في سوريا "كانت تعتمد في الماضي على عائلة متحدة ومتماسكة، وعلى وفرة الدعوات". بيد أن الحرب قد أضعفت الروابط العائليّة، وأدت إلى انخفاض عدد الإكليريكيين.

 

وأشار الأسقف الماروني، في حديثٍ لموقع أسيا نيوز: "في الوقت الحاضر، من النادر أن تجد عائلة بأكمله. اثنتا عشر سنة من الحرب قد غيّرت واقع الأسرة: الأب إما منفي أو مهاجر. والأم إمّا مريضة أو مكتئبة. الأطفال في الخارج، وكل واحد في بلد مختلف. حتّى الأجداد، الذين تم تكريمهم في المنزل، أصبحوا الآن وحيدين ويموتون في صمت.

 

من 120 في عام 2019، لم يتبقَ اليوم سوى 37 طالبًا إكليريكيًا في التنشئة.

 

يوضّح المطران نصّار بأن "الهروب الهائل من الخدمة العسكريّة الإلزاميّة أدى إلى قلة أعداد الشباب؛ وهي حالة أدت إلى قلة في حالات الزواج والمواليد". لذلك، "فإنّ الضعف الديموغرافي والبيوت الفارغة والكنائس المتعطشة لمؤمنيها، والعائلة، وهو أحد أعمدة الإيمان القويّة، هو أحد الأصول المهزوزة".

 

 

صلاة الرجاء

 

وغالبًا من يزور المسيحيون في سوريا مزار الشهداء المخصص لتكريم أحد عشر راهبًا فرنسيسكانيًا وثلاثة من الموارنة العلمانيين قتلوا على يد الدروز، وقد طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في عام 1926. وتكرّم الكنيسة في سوريا شهداء العام 1860 في دمشق، كما والعديد ممن استشهدوا خلال الأزمة الشديدة التي مزّقت سوريا منذ عام 2011.

 

إنّ الصلاة الصامتة المليئة بالدموع تجد ملجاً في المعنى الكامل والنهائي للشهادة المسيحيّة كتجسيد للأمل والرجاء. فبالنسبة للمسيحيين في العاصمة السورية دمشق، فإنّ الصلاة في مزار الشهداء هي "حائط مبكى"، للتأمّل في معنى التضحية وتقديم الذات.