موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ فبراير / شباط ٢٠١٤
الكنيسة المارونية في الأرض المقدسة تحتفل بعيد مار مارون
القدس - أبونا :

احتفلت الكنيسة المارونية في الأرض المقدسة بعيد مار مارون، وذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه المطران موسى الحاج، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة، في الدير الماروني في القدس، يوم الأحد 17 شباط.

وشارك في القداس رئيس الأساقفة جوزيف لاتساروتو، القاصد الرسولي في القدس، بحضور السيد هرفيه ماغرو، القنصل الفرنسي العام، وعدد من الكهنة، وحشد من أبناء الرعية.

وقال المطران الحاج في عظته "لم تبنِ الكنيسة المارونية، لا امبراطورية ولا مملكة ولا حتى إمارة، بل كان نصيبها من حطام الدنيا، مغاور نساكها وناسكاتها". مشدداً على أن "كل قراءة صحيحة للروحية المارونية تحتم عدم الفصل فيها بين الحرية والانفتاح، فالانعزال لم يكن ولن يكون يوماً صفة ملازمة للمارونية على الإطلاق".

وتابع المطران الحديث عن صفات الكنيسة المارونية عبر تاريخها قائلاً: "من خصب الحياة الرهبانية الروحية، تولّدت الكنيسة المارونية سنة 685، حيث انطلقت ببطريركيتها الأنطاكية، في جسم الكنيسة الجامعة، وهي على علاقة إيمانية وشركة روحية، استمرت ثابتة مدى الدهور، بخليفة هامة الرسل أسقف روما. بهذا لم تنشأ المارونية من جراء النزاعات الكريستولوجية العقيدية، بل سوغت بقرارها الحر مشروعية تحرر استقلاليتها التنظيمية، مع إصرارها العميق على البقاء بحالة شركة إيمانية مع خليفة بطرس".

وأضاف رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة في عظته قائلاً "استنبط الموارنة فكرة الوطن بركائزه الثلاثة، القيم والإنسان والأرض؛ أوّنوا قيم الحرية، أنسنوا الأرض، وارتبطوا بمكوناته المجتمعية، برباط يحاكي الزواج الماروني، محققين بذلك، لأول مرة في المشرق، طروحات الوجود الوطني قاعدة أساسية واجبة للحضور السياسي، الفردي والجماعي"، بحيث استطاع الموارنة "أن يشكلوا رغم الاختلافات والمنازعات والمآزم الداخلية، ورغم الاضطهادات والمضايقات في الخارج، على مدى التاريخ، كنيسة واحدة موحدة، غير منقسمة، ولا متفرّعة، ولا منشقّة".

وختم المطران موسى الحاج قائلاً: "في هذا العيد السعيد، مطلوب منا أن نفحص ضميرنا إن كنّا ما زلنا قريبين من ذلك الينبوع النسكي الذي تفجّر يوماً على جبل قورش. فالهوية وحدها لا تكفي، بل الالتزام الحياتي والعائلي والروحي الذي يجب أن يكون أيقونة رائعة لذلك القديس العظيم - مارون، وشهادة حية على مر الأجيال". مضيفاً "إن مارون لم ينته سنة 410م، لكنه ظل حياً وسيظل بإذن الله، لأن روحانيته مبنية على صخرة يسوع المسيح، الذي هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد".

يذكر أن المطران الحاج كان قد ترأس قداساً آخر في دير اللطرون، في القدس، يوم السبت 16 شباط، حيث يتواجد ثلاثة رهبان مارونيين.