موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
الحكومة الباكستانية تضع حدًا لإعلانات الوظائف الوضيعة التي تستهدف الأقليات الدينية

أبونا :

 

في أعقاب الالتماس الذي قدمته اللجنة الوطنيّة لحقوق الإنسان، أوقفت إدارة الخدمات العامة والإدارة في البنجاب، الأسبوع الماضي، ذكر دين المرشحين في الإعلانات العامة للوظائف.

 

ولسنوات عديدة، انتقدت منظمات المجتمع المدني الباكستانية إعلانات التوظيف التي تستهدف الأقليات الدينيّة والتي يتم توظيف أفرادها في الصرف الصحي وغيرها من الوظائف الوضيعة المخصصة لطالبي العمل من "غير المسلمين".

 

وتم إرسال الإشعار الأخير، الذي صدر بموافقة رئيس وزراء مقاطعة البنجاب، إلى جميع الإدارات الإداريّة، مع توجيهات بإلغاء أي نص يشجع على مثل هذا التمييز.

 

 

خطوة مرحب بها

 

وقال بيتر جاكوب، رئيس مركز العدالة الاجتماعيّة: "نرحب بالإخطار من حكومة مقاطعة البنجاب، الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي ينص على أن جميع المكاتب الحكومية لن تضطر بعد الآن إلى الإشارة، في أي إعلان أو إشعار عام، إلى العقيدة الدينية أو الطلب المحدد للمسيحيين لوظائف مثل عمال البيئة أو عمال نظافة الشوارع".

 

وينص الإخطار الذي تم إرساله الأسبوع الماضي على أن الإعلانات تنتهك المادة 27 (الفقرة 1) من الدستور الباكستاني والمواد من 1 إلى 7 من اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، التي صادقت عليها الحكومة الباكستانيّة.

 

وأوضح جاكوب بأن هذه الممارسة "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسيّة للأقليات الدينية التي تعيش في باكستان"، مطالبًا الحكومة الباكستانيّة بإصدار إشعار آخر يضيف عقوبات واضحة لمن ينشرون إعلانات وظائف مخصصة للمسلمين فقط.

 

وقال: "كمسيحيين، نرفع صوتنا من أجل البشرية جمعاء، وليس المسيحيين فقط: ولهذا السبب يجب ألا يذكر إخطار الحكومة المسيحيين فحسب، بل أيضًا حقوق الأقليات الدينية الأخرى. لا ينبغي أبدًا أن تكون الإشارة إلى الإيمان المعلن شرطًا أساسيًّا محددًا في البحث عن وظيفة".

 

 

الأقليات والوظائف وضيعة

 

في باكستان، ينتمي حوالي 95 بالمائة من العمال الذين ينظفون الشوارع والمجاري والمستشفيات والمدارس والمؤسسات العامة إلى الأقليات الدينية.

 

ويمكن إرجاع ممارسة التوظيف التمييزية هذه إلى نظام الطبقات الذي لا يزال موجودًا في بعض المجتمعات، والتي تحتفظ بالوظائف الوضيعة للأشخاص من الطبقات الدنيا. وكثير من المسيحيين في باكستان ذات الأغلبية المسلمة ينحدرون من الطبقة الدنيا من الهندوس الذين اعتنقوا المسيحية منذ سنوات.

 

في المقاطعات الباكستانية الكبرى، كانت المنظمات المسيحية والمجتمع المدني صريحة في التحدّث علنًا ضد إعلانات الوظائف العامة التمييزية للوظائف الوضيعة، مشدّدين بأنها تسيء إلى "أفراد الأقليات الدينية وتعزّز ثقافة ازدراء غير المسلمين".