موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
البطريرك ساكو يكتب: ما يهُمّني من المسيح هو حياتُه، تعليمُه حتى أتمثَّل به!

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

إنّ الإنجيل ليس مجرد كتاب عاديٍّ أو قصة مشوِّقة، بل هو حياة مسيحية بكل معنى الكلمة.

 

ما يحمله الانجيل من تعاليم عاشها المسيح بنفسه، إنما هي لأستفيد منها، واقتدي به.

 

التركيز على الإنسان-المحور هو ما يميز رسالة المسيح "إِن السَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان" (مرقس 2: 27).

 

نقرأ في الإنجيل أنَّ المسيح  كان يتحرك ويطوف المدن والقرى ويلتقي بالناس، كلِّ الناس، ويُحبّهم ويُعينُهم ويُعلّمهم ويُثقّفهم ويُوعّيهم. يسوع أحبّ وعلَّم وعمِل وتحمَّل الموت على الصليب من أجلنا. "ما من حبٍّ أعظمُ من هذا وهو ان يَبذِلَ الانسان نفسَه من أجل من يُحبّهم" (يوحنا 15: 13). ماذا أكثر من هذا؟

 

لا نجد في الإنجيل معلومات فلسفية مجرَّدة ولا لاهوتًا نظريًا، بل فرح الخلاص من كل إستعباد: بنوَّة واخوَّة وحرّية وكرامة ونِعمة. انها بشرى تتجدَّد دومًا وتغدو نورًا وملحًا وخميرة (متى 5: 13- 14، 13: 33)، لذلك كان الناس يتوافدون اليه ويشفون.

 

والمقصود بالشفاء شيء آخر، أكبر من الشفاء الجسدي. إنه كان يحبّهم ويعطيهم ما عنده. أمام حبّه الجمّ والفاعل كانوا يشعرون بالارتياح والسعادة والحماسة وكانوا يتبعونه. فهو حقًا المخلّص والطريقُ والحقُّ والحياة (يوحنا 14: 6).

 

الأنانية أكبر خطيئة والمال الصنم. إنها تشلّ كل حركة وعلاقة، بينما الحب والانفتاح خصوبة وإثراء: "أَحبِبْ الرب الهك وقَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ" (متى 19: 19). انها وصية واحدة.

 

الإيمان وجداني وهو الأساس بمفاهيمه وأبعاده، وعاطفته، بينما اللاهوت تفسير فلسفي عقلاني للعقيدة. لنتركن التراكيب اللاهوتية والفلسفية الجافّة، لنعُد الى زبدة الانجيل وروحيّته: الإيمان بالله المحبّ وبالمسيح المخلّص وبالروح المحيي (الاله الواحد) وبالكنيسة الجماعة (الجسد).

 

في عيد الدنح – الغطاس، معموديّة يسوع "وحيٌّ فريدٌ" حيث يظهر الله الثالوث: بشخص يسوع المسيح الابن، وبصوت الآب: "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت" (لوقا 3: 22)، وبشخص الروح القدس (الحمامة). إيمانُ واحد ومعمودية واحدة!

 

الكنيسة تجمع أبناء الله كأخوة وأخوات في عائلة واحدة، المسيح رأسها.

 

في عيد الدنح: تدعونا الكنيسة لنَعي هويّتنا كمسيحيين، ومهمتنا كتلاميذ للمسيح، ورُسل مدعوين الى ان نعمّد العالم كله ليشُعَّ بنور المسيح ويبلُغ كماله.