موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عشية تكريس كنيسة معموديّة السيّد المسيح الجديدة في المغطس، يوم 10 كانون الثاني 2025، وصف الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في حديثه إلى فاتيكان نيوز، بأنّها "لحظة طال انتظارها"، وتمثل تتويجًا لسنوات من التحضير.
وسيحضر الحدث الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان.
وأبرز البطريرك بيتسابالا أهميّة هذه اللحظة، مشيرًا إلى أنها تأتي "في عام مهم - عام اليوبيل للكنيسة والذكرى الخامسة والعشرين للحج إلى هذا المكان المقدّس"، في إشارة إلى الزيارة التاريخيّة للقديس يوحنا بولس الثاني إلى المغطس.
وخلال تلك الزيارة التي جرّت عام يوبيل 2000، وصف البابا يوحنا بولس الثاني الموقع بأنه "مكان غابق في التاريخ"، ويقع بالقرب من "آثار أقدم مدينة في العالم"، ويصوره الكتاب المقدّس بأنه "موقع يحمل بصمة ليس فقط الإنسان بل والله نفسه".
وبعد عقدين ونصف من الزمان، يتردّد دعوة البابا فرنسيس في تشجيع المسيحيين في الأردن على التمثّل المسيح بشكل أكبر، في ضوء الصراعات المستمرّة في الشرق الأوسط. وأكد الكاردينال بيتسابالا أن "تكريس كنيسة جديدة" بمثابة "رمز للوحدة وشهادة على رغبة الكنيسة في الاستمراريّة والنمو والحيوية في الأردن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتقع الكنيسة اللاتينية الجديدة في المغطس على أرض كانت عسكرية حتى تسعينيات القرن العشرين. وقد تم تحديدها على أنها "بيت عنيا عِبر الأردن" المذكورة في إنجيل القديس يوحنا، موقع معموديّة المسيح، وذلك بفضل جهود عالم الآثار الفرنسيسكاني الأب ميشيل بيتشيريلو. إن هذا الإنجاز، الذي نشأ من خلال التنسيق والتعاون، لم يكن ممكنًا لولا دعم الأردن.
وللتأكيد على الدور المحوري الذي لعبته البلاد في ظهور المسيحيّة وتطورها، تم مؤخرًا الإعلان عن معرض "الأردن: فجر المسيحيّة"، والذي سيقام في الفاتيكان لمدّة شهر، من 31 كانون الثاني الحالي وحتّى 28 شباط المقبل، وسيعرض فيه أكثر من 80 قطعة أثرية من القرن الأول للميلاد حتى العصر البيزنطي والإسلامي، إلى العهد الهاشمي.
هذا وتتجه كل الأنظار الآن إلى حفل التكريس. لقد أوكل البابا فرنسيس إلى الكاردينال بارولين نقل تحياته ليس فقط إلى المؤمنين الكاثوليك ولكن أيضًا إلى السلطات المدنيّة وأعضاء الأديان الأخرى ولكلّ أولئك الذين يدعمون رسالة الكنيسة والحرية الدينية والسلام العالمي وكرامة الإنسان.