موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٤ مايو / أيار ٢٠٢٢
البطريرك الماروني: انتخاب مجلس نيابي جديد هو بدء مرحلة مصيرية

وكالات :

 

رفع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الأحد 22 أيار 2022، الشكر لله "على أن اللبنانيين اقترعوا واختاروا مجلسًا نيابيًّا جديدًا يمثّل مختلف الاتّجاهات السياسية الموجودة في لبنان وبلاد الانتشار. فأدت هذه الانتخابات، إلى مناخ وطني جديد أعطى المواطنين جرعة أمل بحصول تغيير إيجابي ووطني من شأنه أن يشجع المجتمع الدولي، بما فيه العربي، على مساعدة لبنان جديًا، لا رمزيًّا، على الخروج من ضائقته الاقتصادية ومن أزمته الوجودية".

 

وأضاف خلال قداس ترؤسه قداس الأحد: "ولكن ما لفتنا وأَلمنا هو أن تندلع، غداة إعلان نتائج الانتخابات، اضطرابات أمنية، وأن تعود أزمة المحروقات، وينقطع الخبز، وتُفقد الأدوية، وترتفع الأسعار، ويتم التلاعب بالليرة والدولار؟ ألم يكن من المفترض أن يحصل عكس ذلك فيتأمن ما كان مفقودًا ويرخص ما كان غاليًا؟ إن هذا التطور المشبوه يؤكد مرة أخرى إن هناك من يريد تعطيل واقع التغيير النيابي وحركة التغيير السياسي، والانقلاب على نتائج الانتخابات والهيمنة على الاستحقاقات الآتية. إننا نرفض هذا الأمر وندعو جميع المسؤولين والقادة إلى تحمل المسؤولية وندعو الشعب إلى التصدي له".

 

وأشار البطريرك الراعي إلى أن "قيمة القوى الفائزة بالأكثرية ليست بعدد نوابها، بل بقدرتـها على تشكيل كتل نيابية متجانسة ومتحدة ومتعددة الطوائف حول مبادئ السيادة والاستقلال والِحياد واللامركزية. على أن تصبح هذه المبادئ الوطنية نقاط تلاق يُجمع عليها جميع النواب لأنها ثوابت لبنانية تاريخية ومرتكزات الهوية اللبنانية ومنطلق أي تغيير تقدمي يشمل مختلف قطاعات حياتنا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، ويشكل حركة وطنية وحضارية".

 

وقال: "إن انتخاب مجلس نيابي جديد هو بدء مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل لبنان وشكل الدولة اللبنانية، فنحن أمام استحقاقات تبدأ بانتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد على أسس الدستور والميثاق، وتمرّ بتأليف حكومة وطنية على أسس التفاهم المسبَق على المبادئ والخيارات والإصلاحات فلا تتعطل من الداخل، ثم تصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية على أسس الأخلاق والكفاءة والتجرد والشجاعة والموقف الوطني".

 

وأشار إلى أنّ "الفوز في الانتخابات النيابية ليس نهاية النضال بل بدايته"، داعيًا "جميع المواطنين، لاسيما أولئك المؤمنين بالتغيير الإيجابي وبالسيادة الوطنية وبوحدة السلاح وبالحياد وباللامركزية إلى اليقظة والاستعداد لمواجهة الالتفاف على الإرادة الشعبيّة حتى لا يضيع صوت الشعب الصارخ في وجه المصالح السياسية والتسويات والمساومات وتقاسم المناصب على حساب المبادئ".

 

وخلص البطريرك الماروني عظته رافعًا "صلاة الشكر لله على إجراء الانتخابات النيابيّة"، وقال: "نسأله تعالى أن يقود ذوي الإرادات الحسنة إلى استكمال هذه المرحلة الدستورية بتأليف حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها العديدة والضرورية لكي تستعيد البلاد حيويتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية".