موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٥ مايو / أيار ٢٠٢٣
البابا يستقبل أعضاء اللجنة الحبرية المعنية بحماية القاصرين

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

استقبل البابا فرنسيس، صباح اليوم الجمعة 5 أيار 2023، في الفاتيكان، أعضاء اللجنة الحبريّة المعنيّة بحماية القاصرين، حيث شدّد على أنّ الجهود المبذولة لتحسين المبادئ التوجيهية والمعايير لسلوك رجال الدين وأعضاء جمعيات الحياة المكرّسة من التعديّات الجنسيّة في الكنيسة "يجب أن تستمرّ".

 

هذا وتجتمع اللجنة، التي تم إنشاؤها في عام 2014، هذا الأسبوع، في جمعيتها العامة الثانيّة، منذ أن أنشأها الدستور الرسوليّ "أعلنوا البشارة: في الكوريا الرّومانيّة وخدمتها للكنيسة في العالم"، رسميًّا ضمن دائرة عقيدة الإيمان في حزيران من العام 2022.

 

ويتضمن جدول أعمال الدورة مراجعة عمل اللجنة في إجراء عمليات تدقيق سنويّة لتقارير الحماية من قبل مجالس الأساقفة، واستعراض خطتها الاستراتيجية الخمسيّة، ومناقشة مفتوحة حول كيفية تحديد أساليب عمل اللجنة وأدوارها ومسؤولياتها بشكل أفضل.

 

 

أكبر تحدّيات الكنيسة

 

وفي خطابه، أعاد البابا فرنسيس التأكيد على أنّ أزمة التعديّات الجنسيّة على القاصرين تعدّ من "أكبر التحدّيات" التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكيّة في الزمان الحاضر، لأنّها "تقوّض قدرتها على معانقة الحضور المحرّر لله، وعلى أن تكون شاهدة له". وقال: "إنّ عدم التصرّف بشكل صحيح لوقف هذا الشرّ ومساعدة ضحاياه قد لطّخ شهادتنا لمحبّة الله".

 

وأكد على أنّ تقاعس قادة الكنيسة عن القيام بواجبهم في هذا الإطار قد سبّب حجر عثرة للكثيرين. وخلال السنوات الماضيّة حصل وعي حيال هذه المشكلة وسط الجماعة المسيحية بأسرها. ومع ذلك لفت قداسته إلى أن الكنيسة لم تلزم الصمت، مذكرًا بالإرادة الرسولية التي أصدرها بهذا الشأن بعنوان "أنتم نور العالم"، والتي تنص على جمع الشكاوى والاعتناء بالأشخاص الذين يقولون إنهم وقعوا ضحية تلك الانتهاكات.

 

وقال: إنّنا مدعوون اليوم لنتذكّر القدرة الخلاقة لله، التي باستطاعتها أن تخلق الأمل وسط اليأس والحياة وسط الموت، لأنّ الله قادر على إعطاء حياة للعظام الجافة. لذا لا بدّ من مد اليد للآخرين، على الرغم من كل الصعوبات، والسعي إلى بث الثقة في قلوب من نلتقي بهم، والذين يتقاسمون معنا هذه القضية المشتركة. وأشار إلى أنّ التعديّات الجنسيّة قد ولّدت جراحًا في عالمنا، لا داخل الكنيسة وحسب، خصوصًا وأنّ هذه الممارسات تترك بصمة في حياة الضحايا لسنوات طويلة.

 

 

استعادة العلاقة مع الكنيسة

 

بعدها ذكّر البابا باللقاء الذي عقده مع مجموعة من ضحايا تلك التعديات، وكانوا جميعًا أشخاصا متقدمين في السن، عبروا عن رغبتهم في أن يعيشوا آخر سنوات حياتهم بسلام. وهذا السلام بالنسبة لهم يعني استعادة علاقتهم مع الكنيسة التي أساءت إليهم. بحثوا عمن يصغي إليهم ويساعدهم على أن يفهموا ماذا حصل، مشدّدًا على أن طريق الشفاء هي درب صليب المسيح، ودرب الخلاص.

 

وبعد أن أشار إلى الجهود التي يبذلها ضيوفه من أجل معالجة هذه الآفة، ذكّر البابا الحاضرين بأهمية احترام كرامة الجميع، ومبادئ السلوك الحسن، وبعيش نمط حياة سليم، بغض النظر عن ثقافة الأشخاص وأوضاعهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وقال: إنّ خدام الكنيسة مدعوون إلى خدمة المؤمنين، الذين يستأهلون أن يعاملوا باحترام وكرامة، مؤكدًا أن ثقافة الحماية تتحقق فقط عندما يحصل ارتداد رعوي وسط المسؤولين.