موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استؤنفت في بازيليك القديس بطرس، صباح اليوم السبت، المقابلات الخاصة في سنة اليوبيل التي بدأها البابا فرنسيس في شهر كانون الثاني، وكان يقدّم فيها في كلّ مرّة جانبًا خاصًّا من فضيلة الرجاء الإلهيّة، ويُقدّم شخصيّة روحيّة شهدت لها.
وفي المقابلة التي جمعت الرياضيين المجتمعين بمناسبة يوبيل الرياضة، قال البابا لاون الرابع عشر "يجمعنا الرّجاء الذي نقله إلينا الرسل منذ البدء. في يسوع، رأى الرّسل الأرض ترتبط بالسّماء: فقد استقبلوا كلمة الحياة بعيونهم وآذانهم وأيديهم. واليوبيل هو باب مفتوح على هذا السرّ".
وأشار إلى أنّ "سنة اليوبيل تربط عالم الله بعالمنا بشكل أعمق. إنّها تدعونا إلى أن نأخذ بجديّة ما نصلّيه كلّ يوم: ’كما في السّماء كذلك على الأرض‘. هذا هو رجاؤنا. هذا هو الجانب الذي نريد اليوم أن نتعمّق فيه: الرّجاء هو الارتباط بيسوع وبالإخوّة".
ولفت لاون الرابع عشر إلى أنّ إيريناوس، أسقف ليون، أحد كبار اللاهوتيين المسيحيين (125-202)، سيساعد الحضور ليدركوا "كم هو جميل هذا الرجاء، وله معنى وضرورة اليوم أيضًا"، موضحًا بأنّه "ولد في آسيا الصّغرى ونشأ بين الذين عرفوا الرّسل مباشرة، ثمّ جاء إلى أوروبا، لأنّه كانت قد تكوّنت في ليون جماعة مسيحيّة قادمة من نفس أرضه".
وقال: "كم هو حَسَنٌ لنا أن نتذكّره هنا، في روما، وفي أوروبا!؛ فالإنجيل نُقِلَ إلى هذه القارّة مِن الخارج. واليوم أيضًا، فإنّ جماعات المهاجرين هي حضور يُنعش الإيمان في البلاد التي تستقبلهم". "وصل الإنجيل من الخارج"، بالتالي، فإنّ إيريناوس قد "ربط الشّرق والغرب، وهذه علامة رجاء، لأنّه يذكّرنا كيف أنّ الشّعوب تستمرّ في إغناء بعضها بعضًا".
لكن إيريناوس، قال البابا، "لديه كنز أكبر يقدّمه لنا".
وأوضح بأنّ "الانقسامات العقائديّة التي واجهها داخل الجماعة المسيحيّة، والصّراعات الداخليّة، والاضطهادات الخارجيّة لم تُحبطهُ. بل العكس، تعلّم أن يفكّر بصورة أفضل في يسوع في عالمٍ مُجزّأ. فصار مُرنّمًا لشخص يسوع، بل لجسده. فأدرك أنّ ما يبدو لنا متناقضًا يلتئم ويصير واحدًا فيه. فيسوع ليس جدارًا يفصل، بل بابًا يوحِّدنا. من الضّروري أن نبقى فيه ونميّز بين الواقع والأيدولوجيّات".
وأردف "اليوم أيضًا يمكن للأفكار أن تصير جنونيّة، ويمكن للكلام أن يقتل. لكن الجسد، هو ما نحن كلّنا مكوَّنون منه، وهو ما يربطنا بالأرض وبالمخلوقات الأخرى. فعلينا أن نقبل جسد يسوع ونراه في كلّ أخ وأخت، وفي كلّ خليقة. لنصغِ إلى صُراخ الجسد، ولنشعر بأنّ ألَم الآخرين يدعونا باسمنا. الوصيّة التي تلقّيناها منذ البَدْء هي وصيّة المحبّة المتبادلة. إنّها مكتوبة في جسدنا قبل أن تُكتب في أيّة شريعة".
ولفت إلى أنّ "إيريناوس، معلِّم الوَحدة، يعلِّمنا ألّا نعارض، بل أن نوحِّد. فالفِطنة ليست حيث نفرِّق، بل حيث نوحِّد. التّمييز مُفيد، لكن يجب ألّا نفرّق أبدًا. يسوع هو الحياة الأبديّة بيننا: هو الذي يجمع المتناقضات ويجعل الوَحدة والشّركة ممكنة".
وخلص البابا في مقابلته الخاصة في سنة اليوبيل إلى القول "نحن حجّاج رجاء، لأنّ بين الأشخاص والشّعوب والخليقة، لا بدّ من وجود مَن يقرّر أن يسير نحو الوَحدة والشّركة. وسيتبعنا آخرون. مثل إيريناوس في ليون في القرن الثّاني، كذلك في كلّ مدينة من مدننا لنَعُدْ ونبني الجسور حيث توجد اليوم الجُدران. لِنفتح الأبواب، ولنربط العوالم بعضها ببعض، وسنجد الرّجاء".