موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
البابا عن الذكاء الاصطناعي: يجب أن يستخدم بشكل أخلاقي لخدمة الإنسانيّة

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

بعد أكثر من أسبوع من خطابه في جلسة أمام مجموعة السبع حول الذكاء الاصطناعي، جدّد البابا فرنسيس التأكيد بأن التقدّم التكنولوجي يجب أن يستخدم بشكل أخلاقي لخدمة الإنسانيّة، وأنّه يجب التخفيف من المخاطر الكامنة فيه.

 

جاءت كلمات البابا الأخيرة خلال استقباله، صباح اليوم السبت، في الفاتيكان، المشاركين في المؤتمر الدولي لمؤسّسةCentesimus Annus Pro Pontifice ، تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي والنموذج التكنوقراطي: كيفية تعزيز رفاهية البشرية والعناية بالطبيعة وعالم ينعم بالسلام".

 

 

يجب أن تبقى أداة في يد الإنسان

 

أشار البابا في مستهل كلمته إلى أنّه ناقش التطوّر التكنولوجي في الرسالة العامة "كن مسبّحًا"، وفي الإرشاد الرسولي "سبّحوا الله"، وتحدّث عن الذكاء الاصطناعي في رسالة اليوم العالمي للسلام 2024، وقبل بضعة أيام في مداخلته أمام مجموعة السبع، حيث سلّط الضوء على الجوانب الحاسمة للذكاء الاصطناعي، وشدّد على أنه يجب أن يبقى أداة في يد الإنسان.

 

وقال: تشهد هذه الأداة على قدرة الإنسان على تخطي نفسه، ويمكنها أن تحدث تحولات كبيرة، إيجابية أو سلبية. وبهذا المعنى الثاني، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزّز النموذج التكنوقراطي وثقافة الإقصاء، والتفاوت بين الدول المتقدمة والنامية، وتفويض الآلات لاتخاذ القرارات الضرورية لحياة البشر.

 

ولهذا، جدّد قداسته التأكيد "على الضرورة المطلقة لتطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه الأخلاقي، ودعوة السياسة إلى تبني إجراءات ملموسة للتحكم في العملية التكنولوجية الجارية في اتجاه الأخوّة العالميّة والسلام"، مشدّدًا على ضرورة التعمّق في الموضوع الحساس والاستراتيجي لمسؤوليّة القرارات المتخذة باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر.

 

 

دعوات

 

ودعا قداسته إلى تنظيم فعال لتحفيز الابتكار الأخلاقي المفيد لتقدّم البشرية، ولمنع أو الحدّ من التأثيرات غير المرغوب فيها. كما دعا عالم التربية والتنشئة والاتصالات إلى البدء في عملية منسقة لزيادة المعرفة والوعي بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، ولنقله إلى الأجيال الجديدة، منذ الطفولة. ووجوب تقييم تأثيرات الذكاء الاصطناعي على عالم العمل.

 

كما دعا إلى وجوب دراسة التأثيرات الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي على الأمن والخصوصية بعناية. كما يجب أن تؤخذ التأثيرات على قدرات الأشخاص العلائقية والمعرفية وعلى سلوكياتهم في عين الاعتبار وأن يتمّ التعمّق بها. وعلينا أيضًا أن نتذكر الاستهلاك الهائل للطاقة الضروريّة لتطوير الذكاء الاصطناعي، في حين تواجه البشرية تحولًا دقيقًا في مجال الطاقة.

 

وشدّد قداسته على أنّ مستقبل الاقتصاد والحضارة والبشريّة هو على جبهة الابتكار التكنولوجي. ولذلك لا يجب تفويت فرصة التفكير والعمل بطريقة جديدة، بالعقل والقلب والأيدي، لكي نوجّه الابتكار نحو نظام يتمحور حول أولوية الكرامة البشريّة؛ ابتكار يعزّز التنمية والرفاهية والتعايش السلمي ويحمي الفئات الأكثر فقرًا. ولفت إلى أنّ ذلك يتطلّب بيئة تنظيمية واقتصادية ومالية تحد من القدرة الاحتكارية لدى القلة، وتسمح للتنمية بأن تعود بالنفع على البشرية جمعاء.

 

وخلص البابا فرنسيس في كلمته إلى القول: هل نحن متأكدون من أنّنا نريد الاستمرار في تسمية "ذكاء" ما هو ليس ذكاءً؟ لنفكر في الأمر، ولنسأل أنفسنا ما إذا كان الاستخدام غير السليم لهذه الكلمة المهمّة، والإنسانيّة لا يمثل استسلامًا للسلطة التكنوقراطية.