موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ فبراير / شباط ٢٠٢٢
البابا: المسيح يدعونا إلى نظرة متجدّدة للأشخاص والأشياء، إلى رؤية كل شيء بنظرة الله
البابا يلتقي الأشخاص الفاقدي أو الضعيفي البصر، حيث اقتبس قداسته من الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري: "تستطيع أن ترى جيدًا بعيون القلب"، لأن الأشياء الأساسيّة غير مرئيّة للعين المجردة.

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس، ظهر السبت 19 شباط 2022، في الفاتيكان، أعضاء جمعية Voir Ensemble "الرؤية معًا"، والتي تجمع الكثير من فاقدي أو ضعيفي البصر والذين يريدون السير معًا من أجل أن يعيشوا في أخوّة فرح الإنجيل.

 

وانطلاقًا من لقاء يسوع بالرجل الأعمى منذ مولده (راجع: يوحنا 9: 1-41)، بدأ البابا فرنسيس تأمله عند نظرة يسوع التي تسبقنا، وهي نظرة تدعو إلى اللقاء وإلى الفعل، إلى الحنان والأخوّة. فالرجل الأعمى لم يسأل يسوع شيئًا، بل يسوع هو مَن رأى فيه أخًا في حاجة إلى التحرّر والخلاص. وشدد قداسته على أن الرب يدعونا إلى إنماء الحنان وأسلوب اللقاء.
 

ثقافة الأحكام المسبقة

 

توقف البابا بعدها عند ثقافة الأحكام المسبقة، فالتلاميذ كانوا متوقفين عند النظرة التي كانت في تلك الفترة للأشخاص الذين وُلدوا عميانًا، حيث كانوا يُعتبرون أشخاصًا وُلدوا في الخطيئة يعاقبهم الله، كان هؤلاء سجناء نظرة إقصاء. وقال هذا أسلوب يرفضه يسوع بشكل قاطع. فحين سأله التلاميذ إن كان هذا الرجل الأعمى مَن خطئ أم كانا والداه حتى وُلد أعمى، أجابهم يسوع "لا هذا خَطِئَ ولا والِداه". فهذه كلمة تحرير واستقبال وخلاص.

 

وقال: إننا نعتاد اليوم ومع الأسف على لمس ظاهر الأشياء فقط، جوانبها الأكثر سطحية، وتَعتبر ثقافتنا أن الأشخاص جديرون بالاهتمام على أساس مظهرهم الجسدي، ما يرتدون من ملابس، منازلهم الجميلة، سياراتهم الفاخرة، مكانتهم الاجتماعية وثرائهم. وأشار إلى أن الإنجيل يعلمنا أن الشخص المريض أو المصاب بإعاقة يمكن أن يكون بضعفه ومحدوديته في مركز اللقاء، اللقاء مع يسوع، لقاء يقود إلى انفتاح على الحياة والإيمان ويمكنه أن يؤسس علاقات أخوّة وتضامن في الكنيسة وفي المجتمع.

لا للمبالاة أمام المعاناة

 

نقطة أخرى في تأمل البابا فرنسيس انطلقت من قيام المسيح بأعمال الله لهذا الرجل مانحًا إياه البصر، حيث اقترب منه وطلى عينيه بالطين ثم أرسله إلى بركة سلوام ليغتسل. وقال البابا إن قلب يسوع لا يمكنه أن يكون غير مبال أمام المعاناة، يدعونا يسوع إلى العمل على الفور، إلى تعزية اخوتنا وتخفيف ومداواة جراحهم. وشبه الأب الأقدس في هذا السياق الكنيسة بمستشفى ميداني حيث هناك الكثير من الأخوة والأخوات الذين هم في حاجة إلى يد ممدودة لمداواة جراحهم.

 

أضاف: أصبح هذا الرجل الأعمى بلقائه المسيح، نور العالم، قادرًا على الرؤية، بينما من يرون يظلون ورغم لقائهم يسوع عميانا. وشدد على أن يسوع يدعونا إلى تجديد نظرتنا للأشخاص والأشياء، يقترح علينا رؤية جديدة لعلاقاتنا مع الآخرين وخاصة في العائلة، لضعفنا البشري، للمرض وللموت. يدعونا إلى نرى كل هذا بنظرة الله. وأكد بأنّ الإيمان لا يقتصر على قناعات نظرية، تقاليد وعادات، بل هو رباط، ومسيرة على خطى يسوع تجدد أسلوب رؤيتنا للعالم والأخوة.

 

ومن هذا المنطلق، شدد البابا فرنسيس على أننا كمسيحيين لا يمكننا الاكتفاء بأننا أُنرنا، بل علينا أن نكون شهودًا للنور. وهكذا صار الرجل شاهدًا ليسوع ولعمل الله، عمل الرحمة والمحبة الذي يهب الحياة، مؤكدًا على أننا نحن أيضًا مدعوون إلى الشهادة ليسوع في حياتنا من خلال أسلوب الاستقبال والمحبة الأخويّة.