موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ يوليو / تموز ٢٠٢٤
الأب رومانيلي: المؤمنون يتمسكون بالإيمان والأمل على الرغم من كل ما يجري

فاتيكان نيوز :

 

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، مساء الاثنين، مقابلة مع كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي تحدث خلالها عن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة العائلة المقدسة، موضحًا أن المبنى كان قد جُهز ليأوي العديد من النازحين.

 

وأوضح الأب رومانيلي بأنّ مدرسة العائلة المقدسة في غزة استُهدفت مرتين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، علمًا أن المدرسة تُعتبر من أهم المنشآت الكاثوليكية في القطاع، وتقع في حي رمال، على مسافة كيلومترات قليلة من الكنيسة التي يدير شؤونها.

 

لم تتأخر بطريركية القدس للاتين في التنديد بالغارة، موضحة أن الجيش الإسرائيلي هو من نفذها على ما يبدو، وشجبت البطريركية أيضًا كل العمليات الحربية التي يقع ضحيتها المدنيون العزل، وحثّت المؤمنين على الصلاة من أجل التوصل إلى اتفاق يُنهي القتال، علما أن المدرسة المستهدفة بدأت منذ بداية الصراع في السابع من تشرين الأول أكتوبر الفائت تأوي أعداداً كبيرة من النازحين الفلسطينيين، ويُقدر عددهم بآلاف الأشخاص الذين فقدوا كل ما يملكون كما يقول الأب رومانيلي.

 

ولفت الأب رومانيلي إلى أنه لم يُعرف لغاية اليوم العدد الفعلي للمهجرين الذين كانوا داخل المدرسة لدى وقوع الهجوم، إذ إن هذا العدد ليس ثابتًا بل يتغيّر باستمرار. ولفت إلى أن العدد وصل إلى ألف شخص تقريبًا مع بداية الحرب، ثم ترك كثيرون منهم المدرسة ليتراجع العدد إلى ما يقارب سبعمائة مهجر لا يعرفون إلى أين يذهبون بعد أن دُمرت مدينة غزة. وأضاف أنه من بين المشاكل التي يواجهها السكان مشكلة التنقل، إذ بات من الصعب جدًا الانتقال من حي إلى آخر، ويقتصر الأمر على الضرورة القصوى كنقل أحد المصابين أو المرضى إلى المستشفى، الذي تم إخلاؤه يوم الأحد الفائت.

 

أوضاع أبناء الرعيّة

 

في سياق حديث عن أوضاع أبناء الرعيّة، قال الأب رومانيلي إن المؤمنين العلمانيين والرهبان والراهبات والأطفال الذين تعتني بهم راهبات الأم تيريزا دي كالكوتا، فضلا عن الجرحى والمهجرين الذين تستضيفهم الرعية يعيشون حياة هادئة نسبيًا.

 

وأضاف أن العدد الإجمالي يصل إلى خمسمائة شخص تقريبًا، وهم يحصلون على ما يكفي من الطعام بفضل سخاء بطريركية القدس للاتين والبابا والكرسي الرسولي، لافتًا إلى أن المساعدات سمحت بسد احتياجات 1200 عائلة، ما ساهم أيضًا في تعزيز روابط القرب والأخوة بين مكونات المجتمع. مع ذلك، أشار إلى أنّ السكان يعانون من النقص في الأدوية والمحروقات، مشيرًا إلى أن المحروقات ضرورية لأنها تسمح بتشغيل المولدات التي تضخ المياه من الآبار، وتولد الطاقة الكهربائية للإنارة أو لشحن البطاريات.

 

أما على الصعيد الأمني فلفت الأب رومانيلي إلى أن الوضع ما يزال متوترًا جدًا، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء خمسة أحياء قريبة من كنيسة العائلة المقدسة، وبعد طلب الإخلاء قُصفت المنطقة. وأوضح أنه سمع دوي القنابل فيما وصلت بعض الشظايا على مقربة من الرعية، وهذا ما يسبب خوفًا كبيرًا لدى الناس.

 

لكن على الرغم من كل ما يجري في غزة، مضى الأب رومانيلي يقول، لم يفقد أبناء الرعية الإيمان والأمل، مع أن بعض النشاطات الرعوية تم تعليقها خلال الأيام الماضية بسبب تشدد القصف على الأحياء المجاورة. وأكد على أنّ الإيمان موجود في صلب المجمع الرعوي، وإننا نعلم أن يسوع موجود في غزة، إنه موجود في بيت القربان، وهذا اليقين يمنحنا التعزية على الرغم من الأوضاع الخطيرة التي نعيشها.