موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ٢٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١
احتفالات عيد الميلاد في السعودية.. مشاهد الانفتاح في المملكة

الحرة :

 

في مختلف أنحاء العالم، علق الناس أضواء عيد الميلاد، زينوا الأشجار الصغيرة في صالات المنازل، واستمتعوا بشرب مخفوق الكاكاو الدافئ صبيحة العيد الذي تحول من تقليد ديني يمارسه مئات الملايين، إلى تقليد أكثر عمومية.

 

وفي السعودية، حيث تمنع الممارسات غير الإسلامية عادة، وجدت زينة عيد الميلاد طريقها إلى الأشجار في بعض المنازل، على الرغم من التحفظات، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.

 

يمتلك، مايك بوناكلي، وزوجته أمينة الزهري كلبا في منزلهما في جدة، وهو أيضا أمر غير شائع كثيرا في السعودية، وفيما صورتهما نيويورك تايمز وهما يلبسانه سترة عيد الميلاد، بدت أضواء زينة شجرة العيد واضحة في الصورة.

 

"ربما لا ينزل الثلج هنا، لكن عيد الميلاد له دائما وقع في حياتي"، تقول أمينة، وهي تتذكر هدايا عيد الميلاد التي تقول إن أمها كانت "تهربها لها" وهي صغيرة.

 

ولم تكن أشجار الميلاد تباع علنا في المملكة، كما تقول الصحيفة، لكن هناك محلات كانت "تصنعها في غرف مظلمة"، لمن يريد.

 

 

ولي العهد محمد بن سلمان

 

وتقول الصحيفة إنه بعد سنوات من المنع المشدد للاحتفالات المشابهة، بدأ عيد الميلاد- الذي يحتفل به سرا منذ فترة طويلة بين العمال الأجانب وعدد قليل من السعوديين الذين تربطهم علاقات بالغرب - يخرج من الظل.

 

وفي العام الماضي، شوهدت في الرياض صناديق هدايا مزينة بالأحمر والأخضر، ألوان عيد الميلاد الرئيسية، فيما تبيع المقاهي كعك الزنجبيل، وهناك باعة زهور ونباتات يعلنون عن وجود "أشجار عطلات".

 

وتقول الصحيفة إن ذلك أصبح ممكنا بسبب سياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يخوض حربا في اليمن، واتهم بقتل الصحفي جمال خاشقجي، لكنه كسب أيضا ملايين الشباب باتباعه سياسات تخفيف القواعد الصارمة، والسماح بالنشاطات الترفيهية.

 

في السنوات الأخيرة، منحت الحكومة المرأة السعودية المزيد من الحريات -في حين لا تزال تحبس بعض المدافعين عن حقوق المرأة- وأدخلت وسائل الترفيه التي كانت ممنوعة في السابق مثل حفلات الموسيقى الإلكترونية وسباقات السيارات وحفلات الترفيه التي تشهد تواجد نساء لا يرتدين الملابس التقليدية.

 

رافق هذا، كما تقول نيويورك تايمز، إسكات المنشقين المحافظين، وتكميم أفواه "الشرطة الدينية"، وتقول إن هناك سعوديين يتوقعون أن تصبح الكحول، أحد أكبر المحظورات في البلاد، قانونية قريبا.

 

وبحسب صحيفة وال ستريت جورنال الأميركية، فقد لا تقتصر سياسة التخفيف السعودية على احتفالات عيد الميلاد.

 

وشهدت المملكة مهرجان موسيقى لمدة أربعة أيام في وقت سابق من هذا الشهر، اجتذب عشرات الآلاف من الأشخاص، الذين حضروا لمكان إقامته، وهو قطعة من الصحراء شمال العاصمة الرياض.

 

وفي حدث يستحق الاهتمام، شارك عدد من الفتيات في حضور الحفل.

 

وتقول وال ستريت جورنال إن الحكومة السعودية تراهن على أن أحداثا مثل هذا الحفل ستمنح أعدادا كبيرة من الشباب في البلاد منفذا للترفيه اعتادوا رؤيته في أجزاء أخرى من العالم.

 

ومنذ أن صعد ولي العهد إلى السلطة في عام 2015 بعد أن أصبح والده ملكا، استضافت المملكة حفلات موسيقى البوب مع ماريا كاري وإنريكي إغليسياس، ومشاهد مثل سيرك دو سوليه ومجموعة بلو مان، وأحداثا رياضية كبرى، بما في ذلك سباق الجائزة الكبرى الأول لفورمولا وان في المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وتقول وال ستريت جورنال إن هذا جزء من عقد اجتماعي جديد يقوده الأمير محمد، يمنح الشباب السعودي المزيد من الحريات الاجتماعية مثل الذهاب إلى السينما والرقص وارتداء الملابس بشكل أقل تقليدية، وفي الوقت نفسه يقمع الحريات السياسية مثل الخطاب النقدي.

 

 

"تفتيت المحظور"

 

طوال سنوات، كان السعوديون، يقودون سياراتهم إلى البحرين أو يسافرون إلى دبي لمشاهدة الأفلام.

 

وفيما كانت الأماكن العامة تمارس الفصل بين الجنسين، فإن هناك تخفيفا لهذه القواعد في القطاع الخاص، خاصة في الأماكن الأكثر تحررا.

 

وتقول الصحيفة إن هناك نقلة هامة تحققت، من منع الاحتفال حتى بعيد مولد النبي محمد، إلى وجود إشارات تميز مناسبات مثل الهالوين، وعيد الميلاد، ورأس السنة الميلادية.

 

كما أن السلطات الجمركية اعتادت في الماضي على مصادرة ديكور الأعياد، التي يمكن مشاهدة بعضها في بعض المحال.

 

وقالت وال ستريت جورنال إن "الطلب السري على عيد الميلاد بلغ حد دفع سلطات الجمارك السعودية في عام 2018 إلى التحذير على تويتر من أن أشجار عيد الميلاد ممنوعة من دخول المملكة".

 

لكن في أكتوبر 2020، تجرأ متجر للوازم الحفلات في الرياض،  على عرض أشجار عيد الميلاد، بحسب الصحيفة،  وقال أحد الموظفين إنه باع 30 شجرة اصطناعية في ذلك العام، ولكن بعد ذلك، و"بدفعة من السلطات" توقف المتجر عن عرض الأشجار في نافذته.

 

في هذا العام، بدأت الأشجار تعرض مرة أخرى جنبا إلى جنب مع قبعات أقزام سانتا كلوز، قرون غزال الرنة المحشوة بالقطن، وقبعات سانتا.

 

 

الرفض موجود

 

ويقول تقرير وال ستريت جورنال إن هذا لا يعني أن عيد الميلاد أصبح رائجا في السعودية، حيث يشتري المستلزمات قلة فقط من السعوديين، والباقي تباع للمغتربين العاملين والمقيمين في المملكة.

 

كما أنه "بالنسبة لأعداد لا تحصى من السعوديين" لا يزال الاحتفال غير مقبول إلى حد كبير.

 

بالنسبة لبعض السعوديين الذين لا يحصون، لا يزال الأمر غير مقبول إلى حد كبير.

 

ونقلت عن رجل دين سعودي قوله إن "حتى تحية عيد الميلاد هي حرام"، مضيفا "إنها خطيئة كبرى أن نقلد، أن أهنئ، أن أشارك، لديك دين خاص بك، ولدي ديني الخاص".

 

لكن على النقيض من ذلك، يبدو أن السلطات السعودية قد مضت قدما، بحسب الصحيفة، التي قالت إن "تغريدة سلطات الجمارك المناهضة للأشجار حذفت بهدوء في مرحلة ما".