موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٤ فبراير / شباط ٢٠٢٥
إدانات واسعة للجريمة البشعة التي أودت بحياة الأرشمندريت كوجانيان
الراحة الأبدية أعطه يا رب...

أبونا :

 

عثر على نائب مطران الأرمن الأرثوذكس الأرشمندريت أنانيا كوجانيان (40 عامًا)، المكلّف بإدارة شؤون الكنيسة في زحلة وعنجر، جثة داخل منزله في بصاليم في المتن، السبت، بعدما كان فقد الاتصال به يوم الجمعة الماضي. وحضرت الأجهزة الأمنيّة إلى المكان وبدأت التحقيقات لكشفِ ملابسات الجريمة.

 

وأجرى رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة جوزاف عون اتصالاً هاتفيًّا بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان معزيًا بمقتل الأرشمندريت كوجانيان. وفيما دان الرئيس عون الجريمة، أكد للكاثوليكوس آرام الأول "أنّ الأجهزة الأمنيّة تتابع تحقيقاتها لكشف ملابسات ما حصل وصولًا إلى توقيف المرتكبين وإحالتهم على القضاء المختصّ تمهيدًا لإنزال أشدّ العقوبات بهم".

 

وأفادت وسائل إعلام محليّة أنّ الأرشمندريت غادر منطقة برج حمود ووصل إلى شقته في بصاليم لتفقد الأعمال فيها حيث كان العمال السوريون يعملون في الشقة فقاموا بطعنه وسرقة الصليب الذي يحمله إضافة إلى مقتنيات أخرى يملكها ولاذوا بالفرار.

 

 

بطريرك الأرمن الكاثوليك

 

هذا وأدان البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، "بصدمةٍ وألمٍ عميقين، الجريمة البشعة التي أودت بحياة الأرشمندريت كوجانيان، معتبرًا إياها اعتداءً صارخًا ليس على شخصه فحسب، بل على جوهر القيم التي تقوم عليها الكنيسة ورسالة الإيمان المسيحي، وعلى مبادئ المحبة والتسامح التي تشكّل دعامة المجتمع الإنساني".

 

وقال غبطته في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي: إنّ هذا العمل الجبان لن يمرّ دون ردّ، ولن يكون مجرد حادثة عابرة تُطوى في سجل الجرائم، بل سيبقى جرحًا في ضمير الإنسانية حتى تتحقق العدالة ويُحاسب الفاعلون بلا تهاون أو تساهل.

 

ورفع البطريرك ميناسيان تعازيه إلى الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وعلى رأسها الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، وإلى جميع أبناء الكنيسة الأرمنية في زحلة وعنجر ولبنان والعالم. وقال إنّ "فقدان الأرشمندريت كوجانيان ليس مجرد خسارة شخصية، بل هو غياب لصوتٍ حمل في حياته رسالة الإيمان والخدمة، وكان شعلةً مضيئة في طريق المحبة والحوار، ورمزًا للالتزام العميق بقيم الكنيسة وتعاليمها".

 

وخلص البطريرك ميناسيان في بيانه إلى القول: في هذه اللحظات العصيبة، ندعو أبناء الكنيسة إلى التكاتف والثبات في الإيمان، وعدم السماح لقوى الشر والخوف أن تتسلل إلى القلوب"، مؤكدًا أنّ "كنيستنا ستبقى راسخةً على صخرتها، وستظل شاهدةً على نور المسيح الذي لا ينطفئ، مهما اشتدت ظلمة الأعداء.