موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ١٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
"أمل الصغيرة".. دمية عملاقة تجوب دولاً أوروبيّة لتسليط الضوء على محنة المهاجرين واللاجئين
دمية تجسّد نداءً: لا تنسونا – نداء عاجل للجميع حتى لا يغضوا الطرف!

أبونا ووكالات :

 

مسافة قدرها 8 آلاف كيلومترات ستقطعها الدمية العملاقة "أمل الصغيرة" في القارة الأوروبية لدعم اللاجئين.

 

وتمثّل الدمية العملاقة طفلة سورية لاجئة تبحث عن أمها، في تجسيد لمعاناة اللجوء والفرار من الوطن، وهي جزء من مبادرة فنية. أمام "أمل الصغيرة" رحلة طويلة، إذ ستقطع مسافة تصل إلى أكثر من 8 آلاف كيلومتر من الحدود التركية السورية وحتى مدينة مانشستر في بريطانيا، حيث ستزور 8 دولة أوربيّة.

 

وفي رحلتها تبحث "أمل" عن أمها التي تقطعت بها السبل بعد خروجها بحثًا عن طعام لكن لم تجد طريقها للعودة إلى طفلتها. "أمل" ليست طفلة عادية فهي دمية عملاقة يبلغ طولها 3.5 متر وتمثّل طفلة لاجئة، إذ تعد الشخصية الرئيسية والوحيدة لعرض مسرحي يطلق عليه اسم "المسيرة".
 

"أمل" في الفاتيكان

 

وصباح اليوم الجمعة، رحبّت "أمل" بزوار ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وتمثّل محطتها في العاصمة الإيطاليّة روما جزءًا من الجهود المبذولة لتسليط الضوء على أوضاع المهاجرين واللاجئين عبر العديد من المدن على طول رحلة مسار "أمل الصغيرة".

 

وكان وكيل شؤون المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانيّة لتعزيز التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني، حاضرًا للترحيب بـ"أمل". وقال في هذه المناسبة: "أمل كبيرة وجميلة، ومقابلتها أمر ممتع"، لكنها تذكرنا على الفور بأنّ مقابلة المهاجرين الضغفاء والعاملين غير الآمنين وطالبي اللجوء في وسطنا يتطلّب أكثر من مجرد نظرة، إنما أن نفتح آذاننا وعقولنا وقلوبنا وأعيننا، وأن نمد أيدينا".

 

وفي ترحيبه بـ"أمل الصغيرة"، أشار الكاردينال تشيرني إلى أن أبرشية روما اختارت رمز الخيمة مذكّرة بدعوة إبراهيم الكريمة للغرباء الثلاثة عند بلوط ممرا (راجع سفر التكوين 18: 1-23)، الذين اتضح أن الله قد أرسلهم. الغرباء - "رسل الأخبار السارة غير المتوقعة، ويقدمون منظورًا جديدًا للمستقبل" - أخبروا إبراهيم أنه سينجب ابنًا، وهو أمر اعتقد أنه لا يمكن تحقيقه.

 

وقال الكاردينال: "هذا يعلمنا أن تقديم الضيافة لضيوف غير متوقعين وغير معروفين يفتح إمكانية لقاء مع الله"، مضيفًا أنه كما يعلمنا هذا المقطع الكتابي، "الضيافة تولد الحياة". وأشار إلى أن "فعل الترحيب يغيّر الناس"، مشيرًا إلى أن العديد من المجتمعات والعائلات لديها خبرة في رعاية "الغريب". وأكد الكاردينال تشيرني أن اندماجهم في المجتمعات التي ترحب بهم هو عملية ذات اتجاهين، "مع الاعتراف المتبادل والحقوق والواجبات". لذلك، يجب أن يكون الهدف هو "التنمية البشرية المتكاملة للقادمين الجدد، وخاصة الأكثر ضعفًا بينهم، وكذلك لأولئك الذين يقومون بالترحيب".

أربعة في خدمة أمل

 

وقال أمير نزار الزعبي، المدير الفني للمبادرة، إن رحلة "أمل" في غاية الأهمية "بسبب أن العالم بدأ ينشغل بقضايا أخرى لذا فمن المهم جدًا جلب تركيز العالم مجددًا إلى هذه القضية". وذكر أن هدف المبادرة يتمثل في تسليط الضوء على "إمكانات اللاجئين" أكثر من "ظروفهم القاسية".

 

العمل الفني الذي يشمل جولة "أمل" يعد واحدًا من أكثر الأعمال الفنية ابتكارًا وشجاعة، التي تُقدم إلى الناس في الأماكن العامة على الإطلاق، إذ يضم العمل لاجئين سابقين سيعملون على تحريك الدمى. وتشهد المبادرة فعاليات ثقافية يشارك فيها فنانون محليون وسكان في إطار استقبالهم "أمل الصغيرة".

 

يُشار إلى أنّ شركة Handspring Puppet الجنوب أفريقية هي مَن صنعت الدمية "أمل"، إذ أنجز مؤسسا الشركة باسل جونز وأدريان كوهلر هذا العمل رغم أنهما قد خرجا إلى التقاعد. وقال كوهلر إن "قصص اللاجئين باتت قضية كبيرة في أوقاتنا. ففي الوقت الذي تعاني فيه المسارح من الإغلاق جراء الجائحة، فإن الأحداث الفنية العامة يمكن أن تجمع الناس مرة أخرى".

 

ويقف وراء تحريك الدمية أمل 4 من محركي الدمى، إذ أن الأول والثاني يحركان اليدين والثالث يحرك الظهر أما الرابع فيكون داخل الدمية وهو أيضًا المسؤول عن "القيثارة" وهو نظام معقد مؤلف من أوتار لتحكم في تعابير وجه الدمية.