موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
«ليس الأصحاء بمحتاجين إِلى طبيب، بل المرضى»

القديس أغسطينس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) ومعلم الكنيسة :

 

نجد أشخاصًا أقوياء... يضعون ثقتهم في عدالتهم الخاصّة. في الواقع، هم يدّعون أنّهم عادلون من تلقاء أنفسهم؛ وبما أنّهم يعتبرون أنفسهم أصحّاء، فقد رفضوا العلاج وقتلوا الطبيب نفسه. لكنّ الربّ لم يأتِ ليدعو هؤلاء الأقوياء، بل الضعفاء...

 

آه، أنتم الأقوياء الّذين لا تحتاجون إلى طبيب! لا تأتي قوّتكم من الصحّة، بل من الجنون... إن رَبَّ التواضع الّذي شاركَنا ضعفنا وجعلَنا مشاركين في ألوهيّته، نزل من السماء ليدلّنا على الطريق، وليكون هو طريقنا. لقد أراد أن يترك لنا مثالاً على تواضعه... كي يعلّمنا كيف نعترف بخطايانا ونصبح متواضعين لنصبح أقوياء، ونتبنّى كلام الرسول بولس: "فإِنِّي بِالأَحرى أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح" (2كور 12: 10).

 

أمّا بالنسبة إلى الّذين يتباهون بكونهم أقوياء، أي الّذين، بتعبير آخر، يدّعون أنّهم عادلون بفضيلتهم الخاصّة، "فَقَد صَدَمُوا حَجَر عِثارٍ" (راجع رو 9: 32)... إنّهم هؤلاء الأقوياء الّذين هاجموا الرّب يسوع، متباهين بعدلهم... جعلوا أنفسهم فوق حشود الضعفاء الّذين تهافتوا نحو الطبيب. لماذا؟ ببساطة، لأنّهم اعتبروا أنفسهم أقوياء... لقد قتلوا طبيب جميع البشر. لكنّه بموته أعدّ لجميع المرضى العلاج بدمه.