موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أيها المؤمنون؛ إخواني الأفاضل.. أخواتي الفاضلات... في هذه الليلة المباركة، نصلي ونسجد في ليلة ميلاد يسوع المسيح بينما البشرية تعيش احوال الحروب والجوع والتشرّد، باحثة بألم وأمل عن السلام العادل... فيا ملك السلام أعطنا سلامك...
وفي هذه اللحظات المفعمة بالإيمان، دعونا نستذكر مقتطفات من تعاليم يسوع المسيح وجعلها طريق حياة:
* قال يسوع عن الحياة: أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة.
... اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين، وكل من يتعمد يخلص ومن لا يؤمن يهلك.
* وقال يسوع عن الروح: الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي هو يعلمكم جميع الأشياء ويذكركم جميع ما قلته لكم.
* وقال يسوع عن المحبة: كل ما تعملونه، فاعملوه في المحبة... وفوق كل ذلك البسوا المحبة، فهي رابطة الكمال... وان احببتم الذين يحبونكم فأي مكافاة لكم؟ وان كنتم تحبون اخوتكم فقط، فما الذي يميزكم عن الآخرين؟ وان احببتم بعضكم بعضًا، فيعرف الناس انكم تلاميذي... وهذه هي وصيتي... أن تحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم!
* وقال يسوع عن التسامح: إن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم... واذا خطىء اخوك اليك فاذهب اليه وعاتبه بينك وبينه، فاذا سمع لك تكون ربحت اخاك.
* وقال يسوع لاتباعه: سمعتم انه قيل: احب قريبك وابغض عدوك... اما انا فاقول لكم: احبوا اعدائكم... وستعانون الشدة في هذا العالم فتشجعوا، فانا غلبت العالم!
نعم انه يسوع المسيح... وميلاده كان ولا يزال حدثا غير اعتياديا... انه اليوم الذي ولد فيه رجاء العالم... نعم جاء يسوع لكي يغير حياة البشرية وينقلها لحياة فيها رجاء وبهجة وسلام... وان تجسد يسوع هو تجسد نعمة الله لكل انسان... انه اليوم الذي جاء به الملاك الى الفتاة العذراء مريم ليبشرها بولادة يسوع... هناك تباركت مريم العذراء بنعمة الله في حياتها... فقال لها الملاك: سلام لك ايتها الممتلئة نعمة! الرب معك... مباركة انت في النساء... وعندما ظهر عليها الخوف... قال الملاك: لا تخافي لانك وجدت نعمة من عند الله... وها انت تحبلين وتلدين ابنا وتسمينه عمانوئيل – يسوع... وهذا يكون حدثا عظيما... ويعطي الرب فيه للابن كرسي داود ابيه، كي يملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!
وميلاد يسوع يحتفل به في ثلاث مناسبات هي عيد الميلاد تذكار الميلاد الجسدي... وعيد رأس السنة وهو أساس التقويم الميلادي وذكرى ختان يسوع... وعيد الغطاس وهو الميلاد الروحي.
والسؤال هو :لماذا كان من الضروري أن يكون يسوع من نسل آدم؟
والجواب هو:
وصف اشعيا يسوع في العهد القديم بأنه الفادي قريب الدم... وهذا يعني انه لا بد للمسيح ان يكون من أقرباء الدم لاولئك الذين يفتديهم، وبالتالي كان من الضروري ليسوع ان يولد ضمن الجنس البشري، وذلك من خلال النسب الجسدي لمريم من نسل آدم، وليس ان يظهر بشكل مفاجيء كما فعلت الملائكة من وقت لآخر في العهد القديم. وهذا يعني انه لا يوجد خلاص الا لنسل آدم، وان الملائكة عاجزون عن تخليصنا من الخطيئة.
وهكذا ظهرت نعمة الله العظيمة في ولادة يسوع المسيح من خلال الحقائق التالية :
أولا: ان الولادة كانت غير اعتيادية لمولود غير اعتيادي من فتاة عذراء غير متزوجة ولم تعرف في حياتها رجل.
ثانيا: في ولادة يسوع، تدخل الله بقوة معجزية... فالمولود يسوع هو عطية الله للبشرية... هو القدوس المولود.
ثالثا: وضوح الخطة الإلهية حيث كانت ولادة يسوع مفاجئة بالنسبة لمريم ويوسف والرعاة ولكل من سمع الخبر.
رابعا: ان الملاك ارسله الله الى بشر عاديين هما مريم ويوسف... ولكن نعمة الله حلت على الام مريم وأصبحت مباركة في النساء، وان حياتها بعد حادثة الولادة لم تكن كما كانت لا بل أصبحت الام ليسوع مخلص البشرية .
فيا ملك السلام اعطنا سلامك... ويا ملك السلام ولد الرفق والرجاء بمولدك !
اخواني وأخواتي...
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر...
فافرحوا وبصوت عالٍ اهتفوا: ولد المسيح.. هللويا (ثلاث).. وكل عام وانتم والعالم بخير وسلام!