موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥

نجاح مؤكد.. رؤى الملك للأماكن الدينية المسيحية

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي :

 

رسالة عميقة بدلالات ذات بُعد غاية في الأهمية والانعكاسات الإيجابية على المملكة بقطاعات متعددة، أبرزها ما هو متعلق بالحج المسيحي والحضور الهام والمتقدّم على الخارطة العالمية المتعلقة بالأماكن الدينية المسيحية، رسالة هامة حملها لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، قداسة البابا لاون الرابع عشر بابا الفاتيكان، في القصر الرسولي، وضعت محددات هامة للواقع الديني المسيحي للمملكة ووجهت بوصلة الاهتمام نحو هذا الجانب الهام، الذي يحتاج خطى عملية من صانع القرار في الأردن للبناء على ذلك تنفيذيا.

 

جلالة الملك خلال لقائه قداسة البابا لاون الرابع عشر بابا الفاتيكان، أكد «الحرص على الحفاظ على الأماكن الدينية المسيحية في الأردن ورعايتها، خاصة موقع عمّاد السيد المسيح، عليه السلام، (المغطس)»، ليضع جلالة الملك بذلك نهج عمل يجب البناء عليه والتقاط ما يتضمنه من ثروة دينية وسياحية، وتضع هذا الجانب تحت مجهر الأولويات في التخطيط السياحي، وفي وضع الترتيبات اللازمة ليكون لذلك اهتمام كبير، ورؤى مبنية على عبقرية الطرح الملكي بالحرص على الحفاظ على الأماكن الدينية المسيحية، ورعايتها، تحديدا موقع «المغطس»، القاطرة على سكتها الصحيحة وفقا لتوجيهات ورؤى جلالة الملك، ما يجعل من القادم يسير على درب واضح يحتاج تنفيذا، بل أولوية تنفيذية.

 

لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع قداسة البابا لاون الرابع عشر، وهو بطبيعة الحال الأول لجلالته بالبابا لاون الرابع عشر منذ تنصيبه، ركز على العلاقات الوثيقة بين الأردن والفاتيكان، وسبل التعاون لتحقيق السلام، وتعزيز قيم التسامح والحوار، فالأردن والفاتيكان يلتقيان بتعزيز قيم التسامح والحوار، وهو أساس مرتكزات الخطاب الأردني بقيادة جلالة الملك، وفي تشاركية العمل مع الفاتيكان، تصبح الرؤى متكاملة نحو مزيد من تعزيز هذا الجانب الذي بات حاجة ماسة للمرحلة والمنطقة والعالم، ففي هذه الرسالة عمق بحجم كافة الآمال الباحثة عن السلام والاستقرار ووقف التصعيد.

 

وفي ذات اللقاء الهام، وجه جلالة الملك عبد الله الثاني دعوة للبابا لاون الرابع عشر لزيارة موقع عمّاد السيد المسيح في المملكة، وأيضا في ذلك رسالة هامة جدا، لمنح موقع المغطس مزيدا من الأهمية، ووضعه تحت مجهر الاهتمام العالمي، فهو من المناطق الهامة والمعتمدة في الحج المسيحي، وحتما في زيارة البابا لاون الرابع عشر سيزداد أهمية، ويبقيه في قائمة الأماكن الدينية المسيحية الأولى والهامة، ما وضعه جلالة الملك عبد الله الثاني على طاولة الفاتيكان حقيقة نهج هام جدا، لجهة منح الأماكن الدينية المسيحية أهمية واهتماما، ورعاية، ولجهة تسويق ما يتمتع به الأردن من أهمية بهذا الجانب، ومن ثروات بأماكن دينية مسيحية تقدمت على كل ما تم السعي لتحقيقه بهذا السياق على مر سنين، وتجسد دعوة جلالته قيم الوئام والعيش المشترك الذي ينعم به الأردن بقيادة جلالة الملك.

 

الأردن يضم خمسة مواقع اعتمدها الفاتيكان رسميا كمواقع للحج المسيحي، ودون أدنى شك اهتمام جلالة الملك بهذا الجانب، وتوجيهات جلالته المستمرة لحماية هذه المواقع وتطوير البنية التحتية لها وما تحتاجه من خدمات، تحديدا موقع (المغطس)، يجعل من الأردن في مقدمة الدول الحاضنة للأماكن الدينية المسيحية، ويوليها بتوجيهات جلالة الملك اهتماما كبيرا؛ ما يجعل منها أولوية حتمية خلال المرحلة الحالية والقادمة سواء في التخطيط السياحي أو لجهة جوانب أخرى، ذلك أن رؤى جلالة الملك تحتاج تنفيذا كونها متكاملة الصيغة ومؤكدة النجاح.

 

(الدستور الأردنية)