موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٥

سفراء للسلام في يوم الميلاد المجيد

بقلم :
المستشار مثقال مقطش - أميركا
المستشار مثقال مقطش - ميشغان

المستشار مثقال مقطش - ميشغان

 

إن أحببتم بعضكم بعضًا، فيعرف الناس انكم تلاميذي...

وهذه هي وصيتي... أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم.

 

وقفة بتمعن أمام ما قاله قداسة البابا لاون الرابع عشر... فكروا في شخص تتصالحون معه قبل ليلة الميلاد... نعم أنه السلام الذي يبدأ بالذات... إنه السلام الذي تترجمه الشعوب والدول إلى حقيقة... إنه المرآة العاكسة للمحبة والتسامح.

 

إذن... كيف يمكن لنا أن نكون فعليًا سفراء سلام؟... هل ننطلق من ذاتنا... هل نتعرف على مقدراتنا الايجابية كي نوظفها لخدمة السلام الهادف... هل نتوقف أمام واقعنا المحاط بالحروب والنزاعات؟... ونسأل: أين نحن... وإلى أين نسير؟

 

وفي حياتنا اليومية، لماذا البشر بحاجة الى وسطاء كي يسود السلام والمصالحة بين الإنسان وأخيه الانسان؟... وهل يمكن لنا أن نتعلّم كيف نصغي للآخر ونحاور بهدوء ومحبة بعيدًا عن الكراهية؟... وهل نوجه ذاتنا للتسامح ونكران الذات ورفض الإصرار على الانتصار على الآخر؟... إنّها منظومة محورية يتوجب العمل من خلالها حتى يستطيع الإنسان أن يطلق على ذاته سفير سلام... نعم إبدأ بذاتك ثم باسرتك ثم بمجتمعك... اعمل نحو بلوغ الرؤية والرسالة والهدف.

 

ومهما اختلف الباحثون في تحديد الصفات الواجب توفرها في سفير السلام... فإن وصية يسوع المسيح هي المنارة والمرجع... الله محبة... احبوا اعداؤكم... إنّها رسالة المحبة والتسامح... فهل يقوى سفراء السلام على بلوغ هذه الرؤية؟

 

إنّها منظومة أركانها البحث عن السلام داخل الانسان ذاته... واحترام التنوع والتواصل في خدمة الآخرين... إنها المواطنة المسؤولة المستندة إلى المحبة والتضحية والعمل الجاد الهادف. نعم إنّه الميلاد المجيد... ذكرى ميلاد ملك السلام... إنها الفرصة الحقيقية كي نكون سفراء للسلام... فهل نبدأ ونواصل؟