موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"لأننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت، فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن" (رو 8:14)
أخوتي وأخواتي في المسيح،
ها نحن نجتمع اليوم حول هيكل الرب لنحتفل بذكرى اليوبيل الفضي للراهب والكاهن الفرنسيسكاني الأب فراس حجازين. من على هذا الهيكل وهيكل القدس وبيت لحم وأينما خدم رفع الذبيحة الالهيه لمدة 23 عامًا، ولا ننسى أسبوع الآلام الذي عاشه من رسالته الأرضية بيننا، والذي أقام فيه الاحتفال في بيته العائلي وفي قريته الحبيبه إدر. واليوم وأنا على يقين بعد أن مرّ عامين على رحيلك من هذا العالم، أقول أن الكنيسة في الأراضي المقدسة خاصة، وفي الأردن وسوريا، وأينما كنت تذهب فقدت رجل الله، فقدت من كان يحمل الفرح والسعادة.
لقد رحلت ولم نراك لقد رحلت بدون وداع، رحلت في ذروة عطائك. رحلت عنّا أيها الأب والأخ والرفيق الروحي للجميع. رحلت على حين غرّة ودون مقدمات. كم هو صعب أن نتحدث عنك بصيغة الماضي وأنت ما زلت حاضرًا معنا، في أفكارنا ووجداننا وقلوبنا. ما زالت نبرات صوتك اللطيفة الودودة المرحة تتهادى إلى مسامعنا، وما زالت نظراتك التي تشعّ نشاطًا وإصرارًا وحيوية وطاقاتٍ خلاّقة منقوشة في ذاكرتنا. كنت وستبقى أبًا وأخًا روحيًا لكل من عرفك ولمس فيك إنسانًا بسيطًا متواضعًا خلوقًا مرحًا كريمًا محبًا، ناشرًا فرح إنجيل ربنا يسوع المسيح حتى من خلال صمتك ونظراتك وابتسامتك الطفوليّة التي تخترق القلب وتشعره بالطمأنينة.
روحك الطيبة المعطاءة كانت تفيض قداسة ورحمة حيثما حللت ومع كل خدمة قدمتها لكل انسان بغض النظر لدينه وقوميته. نطلب من الرب القائم من بين الأموات أن يرحمك ويقبلك في ملكوته السماوي مع الابرار والقديسين. لقد كنت الكاهن والراهب الفرنسيسكانيّ الصادق والأمين والمخلص الذي خدم طيلة هذه السنين حيث وجد في الرعايا مع الشبيبة بكل إخلاص وتفان وعطاء غير محدود.
واليوم ونحن نحتفل بذكرى رسامتك الكهنوتية مخاطبة جبل نبيو: جبل نيبو حيث وقف النبي موسى على قمتك ينظر إلى أرض الميعاد، وأصبح اليوم محجًا لكل المؤمنين من أنحاء العالم. واليوم احتضنك أنت بعد مسيرة حياة رسوليّة والتي حملت فيها الصليب وفرح الإنجيل معًا لتصل لقمة الجبل مع المسيح وحده. نعم ستكمل مسيرتك الكهنوتية لأن دعوة الكهنوت التي لا تنتهي بالموت وإنما تبدأ من جديد في السماء. فشكرًا لك جبل نيبو لأنك احتضنت جسد الأب فراس.
أخوي فراس ستبقى قريب منّا كما كنت، أحببتنا وأحببناك، لروحك السلام أيها الأب والأخ الغالي.