موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يحتفل مسيحيو العالم بعيد الشعنينة ويستذكرون دخول الرب يسوع إلى أورشليم، حيث يخبرنا يوحنا البشير أنه ومع اقتراب فصح اليهود صعد خلق كثيرمن القرى إلى أورشليم ليطهروا وكانوا يبحثون عن يسوع، هذا لأن يسوع كان قد دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات إلا أن عظماء الكهنة والفريسيين كانوا قد نصبوا مكيدة له وكانوا قد أمروا بأن يخبرعنه كل من يعلم أين هو، لكي يمسكوه. لقد استقبل الناس يسوع وهم يبسطون أرديتهم على الطريق ويسبحون فرحاً "تبارك الآتي باسم الرب، الملك، ملكُ اسرائيل، السلامُ في السماء والمجد في العلى" لقد ظهر الرب يسوع وهو راكب على جحش ابن آتان وهذا دليل التواضع، حيث أن يسوع لم يركب حصاناً ولا فرساً بل ركب أتاناً وجحشاً، وكان الجموع يحملون سعف النخيل وغصون الزيتون منشدين ومهللين هوشعنا لابن داود ليتم قول النبي: "اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." رغم غضب الفريسيين وطلبهم من يسوع أن ينتهر تلاميذه إلا أن يسوع كان فرحا وأجابهم " لو سكت هؤلاء لهتفت الحجارة" لقد أتي يسوع إلى الجموع بفرح ولهفة ليعلن ذاته ملكا على اليهود والأمم معا، لقد أتى إلينا في هذا اليوم ليجدد الأمل فينا ويعطينا الفرحة والبسمة والبهجة لكي ترتسم على وجوه الأطفال والنساء والرجال والشيوخ أيضا. في شرقنا هناك عادات مرتبطة بعيد الشعانين كسعف النخيل وغصون الزيتون والورود ولاحقا تمت إضافة الشمع إلى مظاهرالاحتفال بهذا العيد علما بأن معظم الآباء والأمهات يتذمرون لحملهم هذه الأشياء طوال فترة القداس عن أولادهم، والبعض يعتبر هذا العيد عبئاً مادياً إضافياً متلازم مع الثياب الجديدة والحلويات والالتفاف حول الموائد وغيرها. احتفلت اوروبا بعيد الشعانين الأحد المنصرم حسب التقويم الغربي ولقد اتيحت لي الفرصة أن أكون هذا العيد في دولة أوروبية وتحديداً في المجر حيث يستخدم الهنغاريون اسم (Vir?gvas?rnap) وتعني هذه الكلمة يوم "أحد الورد"، المجريون لا يقولون (Palm Sunday) كما هو الحال في اللغة الأنجليزية لأن هذه الدولة رغم اهتمامها بالزراعة ووفرة الموارد المائية بها إلا أن طبيعة المناخ الأوروبي لا تسمح للنخل بأن ينمو بطريقة كما هو في الشرق، فقبل ألفي عام استخدم الجموع ما كان متاحاً من بيئتهم المعاشة ليعبروا عن فرحهم وسعادتهم للقاء يسوع بسعف النخيل وغصون الزيتون. أما في المجر فمع بداية فصل الربيع تزهر الاشجار وتتفتح الورود ذلك لأن عيد الشعانين غالبا ما يأتي في فصل الربيع، لذا فقد قررت الكنيسة أن تحتفل بهذا العيد باسم "أحد الورد" بدلاً من أحد الشعانين، يتم توزيع غصون (barka) المأخوذة من (f?zfa) وهو شجرالصفصاف على جموع المؤمنين بدلا من سعف النخيل داخل الكنيسة محتفلين بالليتورجيا والتطواف داخل الكنيسة وخارجها. عشية أحد الشعانين أو أحد الورد تقيم الكنائس الشرقية صلاة سحر اليوم التالي أي سحر يوم الأثنين العظيم المقدس، وعشية يوم الأثنين تقام صلاة سحر يوم الثلاثاء وهكذا وصولاً إلى أحد القيامة. في هنغاريا يلتزم المؤمنون بحضور القداس عشية يوم الأحد احتفالاً بسحر يوم الأثنين العظيم المقدس، أما في بلادنا فإن عشية يوم الشعانين هو يوم حر كان قد صلى فيه الجميع احتفالا بالشعانين صباحاً، تلك الفوارق الثقافية الدينية ذات صلةٍ بالمجتمع وطريقة تعبيره عن إيمانه وحياته المعاشة، ولكن أياً كان اسم العيد وبغض النظر عن المظاهر الشرقية أو الغربية المترفة أوالبسيطة فإننا نهتف كالاطفال هوشعنا في الاعالي مبارك الآتي باسم الرب.