موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٣ يونيو / حزيران ٢٠٢١

الذكاء البشري والاستدلال الاستقرائي

م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي :

 

كثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والمجتمعية تسعى دوماً لتطوير نفسها من خلال المشاركات الفعالة والدورات والمشاركة في الندوات وغيرها ، والله سبحانه وتعالى جعل دماغ الانسان قادر على التغيير باستمرار في كل مراحل الحياة ، اي تنمية القدرات العقلية والذكاء باستمرار وهي غير مرتبطة بتقدم او صغر العمر .

 

لكن هناك من هو مثابر وهناك من هو كسول ، فالمثابر يسعى لاكتساب المهارات العلمية والمعرفية والعملية وتلقي المعلومات لتحقيق اشياء تثبت وجوده بوجود قدراته ، فهو يحفز عقله دوماً لزيادة نشاطه فالنقاش الفكري والاخذ والعطاء بالحوار وتقبل الرأي والرأي الاخر يخلق طرقاً للتفكير جديدة لحلول ازمات وطروحات ابداعية ، للتطور والتقدم بعيداً عن الوهم واشكال الهروب من معالجة الازمة وابعادها .

 

فعلم النفس الذي يواكب تنمية المهارات العقلية والفكرية اصبح جزءاً من جوانب نشاط الانسان في تفاعله مع البيئة العملية والمجتمعية ، في فهم افكارهم وارائهم وطروحاتهم للكشف عن تلك الوقائع التي تحكم السلوك الانساني .

 

فهناك علم النفس النظري وهناك علم النفس التطبيقي لربط العلم بالعمل فالرجل المسؤول اياً كان موقع عمله يجب ان يدرس السلوك الانساني لاي فئة بطريقة علمية ومعرفة اسباب ذلك السلوك الباطن والظاهر ، ووضع الآلية المناسبة للتعامل دون المساس بكرامتهم او مشاعرهم .

 

فالحياة مدرسة مبنية على الخير والحكمة والحنكة ، فليس دوماً القوة والعنف هو الخيار الاوحد لعلاج اي ازمة او مشكلة ، ولدينا ارث بحسن التعامل واسلوب التعامل كنبع ننهل منه بمقدار ما نرتوي لسد الظمأ .

 

فهناك قدرات عقلية كثيرة تختلف من شخص لآخر وبدرجات متفاوتة لذلك الذكاء البشري مختلف من شخص لآخر ، وطريقة التعامل المثلى مرتبطة مع المتغيرات المحيطة .

 

فالاستدلال الاستقرائي هو القدرة على استنباط المعطيات وفهم الامور وتوظيفها لحل اي ازمة وادراك الاختلافات لكشف الاخطاء ومعالجتها في لحظتها.

 

فكثير من الشخصيات السياسية وجدنا فيها تباين في معالجتها لكثير من الازمات والامور ، فمنها ما هو حاد الذكاء وعملي وذو خبرة واسعة وله احترامه وتقديره في عمله وبيئته العملية ، وهناك نوع آخر من الشخصيات السياسية الذي يبصم اقوال معينة لا يحيد عنها على مدار السنين ولا يسعى لتنمية قدراته العقلية خارج اطار ذلك الصندوق المغلق، وان حاول التواصل مع البيئة المحيطة به لحل الازمة نجده قد خلق ازمات جديدة.

 

فاليوم هناك ادوات لقياس مواصفات الشخصية قولاً وفعلاً ولا يجب عليه ان يعتمد على الذكاء الوراثي لوحده فهو محدود ، بل يجب عليه ان ينمي قدراته العقلية والفكرية والعملية والتواصل باستمرار مع ابناء بيئته وليس بالمناسبات فقط او الازمات فقط.

 

فالتواصل فن مبني على الخبرة وهو الحلقة التي تربط بين الحلقات الاخرى، فنحن بحاجة لشخصيات ذات امكانيات وقدرات فكرية عملية لا نظرية.

 

(الدستور الأردنية)