موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ مارس / آذار ٢٠٢٣

كلنا لنا أمٌ، ولسنا كلنا أمًا

رنا حداد

رنا حداد

رنا حداد :

 

نخرج من أرحامهن، وليتنا نطيل البقاء في المكان الأقرب لقلوبهن، نستقبل الحياة بالبكاء، ولا نسكت إلا بحضن ووابل قبلات مع آيات حمد وشكر، تلتف أذرعهن حولنا، فنستشعر الأمان بمسحاتهن الأولى على وجوهنا وقلوبنا.

 

يقطع حبل السرة، ليكون بداية وصل لا نهاية اتصال، الأمهات اللاتي يتحدين الحياة مع فجر كل يوم جديد، لا ينتظرن الهدايا اليوم، فلا داعي لأن ترهقوا أنفسكم أيها الأبناء والبنات بتقديمها، فقد يسعد قلوبهن اليوم كلمات رقيقة حانية تعبر عن مشاعركم تجاه أمهاتكم، في وقت شعارنا كلنا «التقصير.. وشح المشاعر «، لذا ترى عباراتنا ومنشوراتنا ومقالاتنا كلها اعتذارية، نعي فيها اننا لن نتمكن يوما من دفع فاتورة حمل ورضاعة وتربية وخوف وسهر وفرح وزهو رافقت كل خطوة في حياتنا.

 

مرت سنوات على بداية الاحتفال بهذا العيد، بين رفض وقبول، ما زلنا نحتفل به كل سنة بفضل الأمهات والأبناء والبنات الذين مازالوا يرون هذه المهنة الأصعب في الحياة، تستحق الاحتفال، اليوم قد تخرج من حلبة الحفل بعض أمهات لم يستحققن اللقب، فهن لم يقمن بالتربية في حياتهن بل كنا مجرد راعيات والبشر جميعا مجهزون للقيام بدور الرعاية، فهي ليست سمة انثوية بل انسانية، وتدخله أمهات لم ينجبن، بل انتزعن لقب الامومة في اجمل صورها من خلال التبني والتوجيه والعطاء والتضحية.إنهن أمهات حقيقيات.

 

عن الفريق الأول اقول اننا جميعا لنا أمهات، ولكن لسنا جميعا أمهات، فليس الجميع قادر على الرعاية والتربية، وهي من اساسيات التنشئة، حتى ان التنشئة وحدها لا تجعلنا أمهات، ما يصنفنا كأمهات حقيقيات هو وجود مجتمع صحي وأسرة صحية وابناء أكثر صحة ووعيا وسعادة وإقبالا على الحياة.

 

مساحة هذا اليوم تحتمل ايضا الاحتفال بنساء اردن ان يصبحن أمهات ولم يستطعن، وهناك الكثير من الأمهات اللواتي يمكننا الاحتفال بهن في عيدالام لم يتزوجن حتى.

 

الامومة عمل عاطفي اكثر منه جسديا، مرهق بالقدر الذي نحب فيه الامومة وكوننا امهات، وهو ليس الدور الأسهل للقيام به في الحياة، هي امتياز يجب ان تنال عن جدارة.

 

كل عام وعيد الأم والأمهات الأمهات بحق بخير.

 

(الرأي الأردنية)