موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في سنة 1213 لجأ القديس عبد الأحد (دومينيك) إلى مغارة قرب مدينة "تولوز" في فرنسا، وهناك بدأ يصلي ويتضرّع إلى الله، وطلب منه بشفاعة العذراء مريم أن يساعده في إيجاد علاج ليحارب به البدع التي ظهرت في الكنيسة. وبعد ثلاثة أيام، من الصوم والصلاة والإبتهال إلى العذراء مريم تراءت له، وشجّعته ثم أشارت إليه أن يتّخذ صلاة الوردية دواءً وسلاحًا كافيًا لردّ كل أعداء الكنيسة
ظهرت مريم العذراء بهيئة سيدة جميلة جدًا، ومعها ثلاث سيدات وكل واحدة منهن معها خمسون فتاة وبثياب مختلفة. فسالها القديس عبد الأحد عن هذا الجمع فأشارت العذراء إلى:
السيّدة الأولى: ترتدي مع فتياتها ثيابًا بيضاء، ترمز إلى خمسة أسرار الفرح.
السيّدة الثانية: ترتدي مع فتياتها ثيابًا حمراء، ترمز إلى خمسة أسرار الحزن.
والسيّدة الثالثة: ترتدي مع فتياتها ثيابًا مذهّبة ترمز إلى خمسة أسرار المجد.
وكان بيد السيدة العذراء مريـم أيقونة مثلثة الشكل، وقالت له "خذ هذه المسبحة، فستكون لك سلاحًا ضد الأعداء المنظورين وغير المنظورين، وتكون عربون محبتي للمسيحيين، لأنها تتضمن أسراري وأسرار ابني الوحيد، فتنير العقول وترشد الضالين إلى طريق الملكوت". فأخذ القديس عبد الأحد المسبحة من يد السيدة. ثم عاد مسرعًا إلى مدينة تولوز وأخبر الجميع بما أوصته مريم العذراء.
في سنة 1216، أنشأ القديس عبد الأحد الرهبانية الرسوليّة التي دعاها باسم "الاخوة الوعّاظ" وهي التي يدعوها العامة بالرهبانية الدومينيكية وأول عمل قامت به هو محاربة الهرطقات من خلال شرح أسرار الوردية، ونشر العبادة لوالدة الإله القدّيسة مريم، فعمل هذا القديس بقلب طاهر وبروح حماسية لحث الناس على تلاوة الوردية المقدسة.
وكان من بين الأباء الدومينيكان أب اسمه آلان دي لاروش، عمل مع القديس دومينيك بحماس من أجل تنسيق الوردية وإدخال الأسرار إليها، قاصدين بهذا التنسيق التأمل بحياة ألام القديسة وإبنها على الأرض، ودورهم الفعال بعد صعودهم إلى أمجاد السماء.
في سنة 1217 أُطلق على هذه المسبحة اسم "مسبحة الوردية" وذلك لأنها تشبه باقة ورد نَضَعها أمام العذراء مريم. أسرار الوردية المقدّسة هي أسرار الفرح، أسرار الحزن، وأسرار المجد. وأضاف عليها البابا القديس يوحنا بولس الثاني خمسة اسرار أُخرى هي اسرار النور.
أنعم الله على القديس عبد الأحد قبل وفاته بأنه رأى رؤية عن رهبنيته كيف ستنتشر في كل أوروبا.
يا سُلطانة الورديّة رافقينا اثناء صلاتنا ورديتيكِ المقدّسة لنعيش تعاليم إبنكِ يسوع ونَعمَلُ بها، ونُعلّمها للآخرين، لنستحقّ الملكوت السماويّ.
يا سُلطانة الورديّة المقدسة صلّي لأجلِنا.