موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٤ فبراير / شباط ٢٠٢٢

فيروس.. الحب الحقيقي!

رنا حداد

رنا حداد

رنا حداد :

 

حب «شباط» أو عيد الحب، «الفالانتاين»، هو تعزيز جماعي لنسخة هوليوود وبوليوود والأفلام والمسلسلات العربية والتركية «المدبلجة « وكأن الحب يدبلج !! بتعريف الحب.

 

هذه كلها قدمت للحب، والاحتفال به، ورسم صورة نمطية له، واصبح على الصورة التي نحتفل بها اليوم بالزهور والشوكولاتة وعشاء على ضوء الشموع - أو الأفضل من ذلك، الماس والذهب لمن استطاع اليهما سبيلا، ومن لم يستطع فـ «دبدوب» احمر.. «أضعف الحب».

 

هذا النوع «الضيق « من الحب والاحتفال به وبالحبيب، تمارسه الغالبية العظمى، في إحياء الذكرى والاحتفال بـ «العيد» !!

 

الأسوء من حب «هوليوود» والروايات من ابو «الشلن»، أن وسائل الإعلام وصناعة الأفلام والشركات الكبيرة الأخرى قد صاغت أفكارنا عن الحب بشكل كبير، بطرق مدفوعة في جوهرها بالربح والخسارة.

 

الأغاني هي أيضاً ساهمت في رسم تصور لنا عن الحب،، فكان مرات «بذل» على رأي كاظم الساهر، ومرات «بحبك على طول بحبك» مهما تغيب وتروح !

 

الحب، يختلف تماما عن «صناعة الرومانسية» وادواتها سابقة الذكر من مبادرات هوليوود وشركات انتاج وحناجر ممثلين ومطربين، والمفاجأة أيضاً، أن الرومانسية ليست شكلاً من أشكال الحب، ولا ما تتعمد بعض «الدراما» صناعته لتقنعنا نحن النساء مثلاً، بأننا نحب ما تُظهر هوليوود من العروض على «الشجاعة الذكورية» التي تضخ في عالم «التمثيل» حتى نحبهم، وأيضاً لسنا من جماعة «القلب يعشق كل جميل»، فالشكل آخر متطلبات الحب الحقيقي،

 

وأستطيع القول أيضاً أن الرجل لم تعد تبهره صورة الأنثى الغارقة في الجمال، بعد ثورات «الشد والنفخ والرفع وووو»..

 

ولا الأنثى المعجونة بدمها عذوبة و.. إخلاص!

 

صور نمطية.. ليست هي اسبابنا للوقوع في الحب.

 

هذا الحديث النظري عن الحب ليس هو واقع الحب، شكسبير، قال «لم يكن مسار الحب سلسًا أبدًا». واقول في هذا اليوم الأغر، لا توجد صورة أو تعريف مثالي حتى اللحظة للحب وعنه، ما أعرفه، هو أننا نحب لأننا نحب، وأعرف انه لا يوجد أشخاص ولا مشاعر تخضع للمواصفات والمقاييس، في الحب، وعلاقات البشر عموما، ستكون هناك دائمًا مشاكل وصراعات وسوء فهم وخيبات أمل، يمكن أن تؤدي إلى الضيق أو الحزن.

 

فبينما يرتبط احساس البشر بمجموعة من المشاعر الإيجابية، يمكن أيضًا أن يكون مصحوبًا بعدد من المشاعر السلبية أيضًا.

 

الحب، تجربة لا بد أن يمر الناس بها، في صدر العمر أو آخره، يبقى أن تعرف ان هذه القيمة الإنسانية هي سبيلك للمضي في حياة أقل ما يهددها اليوم، فيروس نتن صغير، جربوا الحب الآن، فقد عصف بنا الكثير، حتى أصبحت درجة حرارة قلوبنا تعرف فيروس الحب الحقيقي الذي يصيبها بالحرارة ويدفعها للتمسك بالحياة، من الفيروسات الخاطفة والعابرة.

 

كل منا يحتاج إلى شخص وشيء يحبه حتى تتوقف دقات القلب. وتذكروا أن الحب «يا عيني عليه»، وأن «مفيش ابدا ابدا احلى من الحب» وأننا « نشتكي منه.. نتعب..نغلب.. لكن.. بنحب».

 

(الدستور الأردنية)