موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ فبراير / شباط ٢٠٢٣

ثمار المحبة

بقلم :
الأب عماد الطوال - الأردن
الأب عماد الطوال- الفحيص

الأب عماد الطوال- الفحيص

 

في 14 شباط من كل عام يحتفل العالم بالفالنتين، حيث تم ربط عيد الحب والرومانسي تحديدًا باسم القديس فالنتين، وهو كاهن كاثوليكي عاش في روما في القرن الثالث، يتم في هذا اليوم تبادل بطاقات الحب والهدايا والورود الحمراء تعبيرًا عن المحبة، هذا ما أصبح الاحتفال به في مجتمعنا المعاصر، وهكذا يصور المجتمع التعبير المثالي عن المحبة، فقد سمحنا للتسويق بإملاء مدى الحب الذي نشعر به من خلال الهدايا، لكن السؤال هل تمثل الهدايا التي نقدمها من نحن حقًا أو نتمنى أن نكون؟ نعلم جميعًا أن إظهار حبنا للآخرين لا يمكن أن يحدث من خلال يوم واحد في السنة، ولا يمكن أن يتم تقييمه من خلال الأشياء المادية، في الواقع أن المحبة الحقيقية لا تظهر إلا من خلال أعمال المحبة اليومية والتسامح والامتنان.

 

دعونا ننظر إلى عيد الحب هذا العام على أنه فرصة للتفكير ليس فقط في حياتنا العاطفية، ولكن أيضًا في جميع علاقاتنا، واستكشاف كيف يمكننا الاستمرار في رعايتها، فعيد الحب له معنى أعمق بكثير، إنه يوم يمكنك فيه التعبير عن الحب بجميع أشكاله وليس الرومانسي فقط.

 

نحن بحاجة لنشر الحب بمعناه الحقيقي، هناك ما يكفي من الكراهية والغيرة من حولنا لدرجة أننا نشعر أن العالم في حاجة ماسة إلى الحب والتسامح، والطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها جعل هذا العالم مكانًا أفضل هي أن نكون لطفاء مع بعضنا البعض، كتب مارتن لوثر كينج "من لا يملك القدرة على المغفرة يخلو من قوة الحب"، فالتسامح هو المصالحة والالتقاء مرة أخرى، إنه عمل حب أكثر كرمًا من البطاقات أو الورود أو الهدايا التي نمنحها ونستقبلها عادةً، عندما تسامح، فهذا من أجلك، إنها ليست هدية تمنحها للشخص الذي ظلمك فحسب، بل إنها أيضًا هدية لنفسك.

 

الفالنتين، في رأيي هو فرصة لإظهار الحب والتسامح والتقدير لبعضنا البعض، وهذا الحب يبدأ من الزوج والزوجة وامتدادًا من الآباء إلى أطفالهم، هو فرصة عظيمة لغرس الحب للآخرين في أطفالنا كما في أنفسنا، فرصة لنا لنعبر عن الحب والامتنان للعائلة والأصدقاء وزملاء العمل والأطفال وأولئك الذين يعانون من الوحدة ويحتاجون إلى ابتسامة من القلب، ابتسم للغرباء الذين يبدون حزينين، مجرد الابتسام وحده يجعلنا نشعر بالسعادة، إنه يوم نُذكّر أنفسنا فيه بمدى اهتمامنا ببعضنا البعض وما نعنيه لبعضنا البعض، ثم لنذكّر أنفسنا أن مشاركة الفرح والحب والتفاهم يجب أن يكون شيئًا يوميًا وليس مجرد حب لمرة واحدة في السنة.

 

في نهاية المطاف، قد يبتعد عيد الحب عن جوهرة قليلاً بتركيزه على الحب خلال يوم محدد من العام عندما نحتاج جميعًا إلى الحب كل يوم، الجوهر الحقيقي لهذا اليوم هو تعزيزه للحب والتسامح والامتنان، يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من إضفاء الطابع التجاري على عيد الحب، أن نراه كفرصة لشكر الناس في حياتنا، أيًا كانوا، لوجودهم عندما نحتاج إليهم. أتمنى لكم جميعًا عيد حب سعيد مليء بالحب للعالم كله.