موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ مايو / أيار ٢٠٢٣

تاوضروس وفرنسيس قلبان بلا جدران!

القس رفعت فكري سعيد

القس رفعت فكري سعيد

القس رفعت فكري سعيد :

 

يحمل البابا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، قلبين متسعين متسامحين بلا جدران. كما أن لهما عقلين راجحين مستنيرين يقبلان التنوع ويؤمنان بالتعددية، لذا فهما شخصيتان متميزتان تحظيان باحترام العقلاء في الداخل والخارج.

 

وفي ١٠ مايو الجارى سيذهب البابا تاوضروس للفاتيكان لمقابلة البابا فرنسيس وإلقاء كلمة معه، خلال الاستقبال العام في ساحة القديس بطرس بروما.

 

وتأتي الزيارة في إطار احتفال الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ١٠ مايو المقبل، بيوم المحبة الأخوية، حيث مرت ١٠ سنوات على زيارة البابا تاوضروس للبابا فرنسيس في الفاتيكان، وأيضًا بمناسبة مرور ٥٠ عامًا على زيارة البابا شنودة الثالث للفاتيكان، حيث جرى الاجتماع الأول بين البابا بولس السادس بابا الفاتيكان والبابا شنودة الثالث البطريرك الـ١١٧، في ١٠ مايو عام ١٩٧٣.

 

وسيترأس البابا تاوضروس الثاني صباح الأحد ١٤ مايو، القداس الإلهي فى كنيسة القديس يوحنا في لاتران، ويشاركه في حضور القداس الإلهي الآلاف من المسيحيين المقيمين فى روما.

 

وفي حقيقة الأمر، إن الحوار الرسمي بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بدأ نتيجة أول زيارة قام بها بابا الإسكندرية لروما، منذ مجمع خلقدونية عام ٤٥١م.

 

فقد زار البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كرسي روما في الفترة من ٤ حتى ١٠ مايو ١٩٧٣، في ضيافة قداسة البابا بولس السادس. وكانت تلك الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية لأول مرة، وذلك منذ مجمع خلقدونية. واستمرت الزيارة لمدة ٦ أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك حول طبيعة السيد المسيح.

 

وكذلك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في «التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية»، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعي لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل. وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين في العام التالي، أخذت تتوالى الاجتماعات.

 

وتلقى زيارة البابا تاوضروس الثانى للفاتيكان ترحيبا كبيرا فى الداخل والخارج، إلا من قلة مأجورة تستغل الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لتروج لأفكارها المتعصبة، ولرفضها للآخر المغاير، وبكراهيتها لأي تواصل أو حوار أو وحدة بين الكنائس.

 

ولكن فى النهاية لن يصح إلا الصحيح وستنتصر المحبة التي دعا إليها السيد المسيح، وما لقاء البابا فرنسيس والبابا تاوضروس إلا تجسيد حقيقي وعملي للمحبة المسيحية العملية، بعيدا عن الشعارات الجوفاء والكلمات الرنانة والعبارات الطنانة!!.

 

(المصري اليوم)