موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢١ فبراير / شباط ٢٠٢٥

تاريخ القضاة

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
سفر القضاة

سفر القضاة

 

يتابع الأب منويل بدر سرد العهد القديم شعرًا، متناولاً الكتاب السابع، وهو سفر القضاة:

 

 

عُتنيئيل 3/1

 

وبما أنَّ إسرائيل الشرَّ صنعَ والبعلَ وعشتروتَ عَبَدَ باعَهُمُ الرّبُّ لِمَلِك أدوم قصاصا

فصرخوا إلى الرّبِّ حتّى أقام لهم مخلِّصا هو عُتنيئيل أخو كالِبَ الأصغرَ قلبُه نُحاسا

 

فتولّى القضاءَ لإسرائيل وخرج مَعْ جُنده للحروبِ فأسلمَ الرّبُّ له مَلِكَ أدومَ المتكبر

واشتدّتْ يدُه على ممالكِ ادومَ إلى أن مات فهدأت الأرض لأربعين سنة وقتٌ مُعبِّر

 

 

أهود 3/2

 

وعاد إسرائيل لعمل الشرّ فقوّى الرّبّ عجلون ملكَ موآبِ وانضمَّ إليه بنو عمّونَ

واستَعْبدوا إسرائيل ثماني عشرةَ سنةً فصرخوا إلى الرّبّ فأعطاهم أهودَ الحنون

 

أهودُ كان رجلا أيْسَر فأرسل بنو إسرائيل عن يده جزية إلى عجلون ملك موآب

فدخل إليه وكان رجلاً سميناً وقدّم الجزية غير أنه أيضا كان أخبأ سيفا بمحراب

 

فلمّا انتهى مِن تقديمِ الجزيةِ صرفَ أهودُ حامليها وقال للملك لي كلام من عند الله

فوقف الملك احتراما فتقدّم أهودُ ومدّ يده واستلّ السيفَ باليمنى وغرسه في أمعاه

 

ثمَّ خرج من النافذة سرّاً بعد أن أغلق أبوابَ الغرفة الّتي فيها التقيا وأقفلها بالمفاتيح

فلمّا دخل خدمُ الملكِ الغرفةَ وجدوا أبوابَها مُقفلةً فانتظروا وقالوا عساه الآن يستريح

 

وإذ لم يظهر ملكُهُمْ كعادتِه احتاروا مِنْ أمرِه ففتحوا الغرفةَ قِسْراً فوجدوه صريعا

وأمّا أهودُ فكان نجا وعند وُصولِه سعيرَةَ نفخ في البوقِ فنزلَ إسرائيل اليه سريعا

 

قال اتبعوني فالرّبّ أسلمَ إلى أيديكُمْ أعدائَكُمُ الموآبييّن فنزلوا واستولوا على مدنهم

مِنْ معابرِ الأردنِّ إلى موآبَ فهدأتِ الأرضُ ثمانين سنةً بَعْدَ قَتْلِ عشرةِ آلافٍ منهم

 

 

شمجَر 3/3

 

بَعْدَ أهودَ قام شَمْجَرُ فضربَ مِنْ فَلِسْطينَ ستَّ مِئةِ رجل وخلّصَ هو أيضا إسرائيل

أما إسرائيل فعاد يصنع الشرّ فباعه الرّبّ ليابين ملكِ كنعان وقائد جيشه سيسرا الجليل

 

فصرخوا إلى الرّبّ خوفا مِن ملك الكنعانيين إذ كانتْ له مئةُ مركبةِ حربٍ من حديد

ضيَّقَ بها على إسرائيل لمدّةِ عشرين سنة في عهد دبورة القاضية فكان ذا لهم جديد

 

كانتْ تجلسُ تحت نخلةِ دبورةَ بين الرامةِ وبيتَ إيلَ وكان بنو إسرائيل يصعدون إليها

فتقضي لهم فأرسلتْ ودعتْ باراق من قادِشَ نفتالي وقالت الرّبّ أمر فتعطيه أحكامها

 

أن امضِ وجنِّد في جبل تابور وخذ عشرةَ آلافِ رجلٍ من بني نفتالي وبني زبولون

أما أنا فأسْتَدْرجُ لك سِيْسرا قائدَ جيش يابين ومركباتِه وجُنْدِهِ الكُثَّر إلى نهر قيشون

 

وما أن تدور المعارك حتّى أُسْلِمَ سيسرا لكَ أمّا باراق فقال أذهبُ إنْ أنتِ ذهبتِ معي

وإلاّ فلا أنطلقُ فقالتْ إذنْ أنطَلِقُ مَعْكَ لكنِ اعلمْ الفخرُ للمرأةِ إذِ الرّبّ يُسْلِمُ سيسرا لي

 

فأُخْبِرَ سيسرا أنَّ باراق صاعدٌ إلى جبل تابور فاستدعى جميع مركباتِه ال 900 الحديدية

وجميعَ شعبِهِ وحلفائه فقالت دبورةُ لباراقَ قُمْ فالرّبُّ اليوم يُسلم سيسرا إلى يديك ذي هدية

 

فنزل باراق من جبلِ تابورَ مَعْ عشرةَ آلافِ رجلٍ وألقى الرّبُّ رُعباً على سيسرا وعرباته

فقتُلِ َجميعُ جيشِهَ بالسيفِ فترجَّلَ سيسرا عَنْ مركبتِه وهربَ راجِلاً لكنّه دفع الثمن بحياته

 

كان اختبأ في خيمة باعيلَ امرأةِ حابَرَ الفَيْنيَّ ويابين ملكِ حاصور القائمِ بينهما سلامٌ وهمي

فأسقته ماءً وأعطته مخبأً في خيمتها فلمّا غفى أخذتْ وتداً ومطرقةً غرستها بصُدْغِه اليمني

 

وإذا بباراقَ يطاردُ سيسرا فخرجتْ باعيلُ لاستقباله وقادَتْه إلى الخيمة الّتي كان مختبئاً فيها

وإذا به فاقدَ الوَعْيِ فَسُرَّ منها وقوّى الرّبّ إسرائيل على يابينَ فقضوا على مملكتِهِ وساكنيها

 

 

نشيد دبورة وباراق

 

فأطلقت دبورة ُوباراقُ حنجَرَتَهما بنشيدٍ نادرٍ للربِّ في التوراة هو تسبحة الإنسان المجاهد

كدبورة أو النحلة يترنم بها أثناء جهاده الروحي حيث يزعزع الرّبّ الجبال الوعرة ويساند