موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٠ مارس / آذار ٢٠٢٥

القضاة - جدعون وأبيملِك

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
سفر القضاة

سفر القضاة

 

يتابع الأب منويل بدر سرد العهد القديم شعرًا:

 

 

ومن جديد صنع إسرائيل الشرَّ في عينيِّ الرّبِّ فأسلمهُمْ للهَوانِ إلى أيديْ مِدينَ لسبع سنين

لذا اتّخذَ بنو إسرائيل لأنْفسِهِمِ الشُّقوقَ في الجبالِ والكهوفِ والملاجئ مخابئَ عَنِ المِدْيَنين

 

فكان وإنْ زرعَ إسرائيل زرعاً يَخرجُ عليهِمْ عمالقةُ مِدينَ وحلفاؤُهمْ ويُتلِفون لهم زرعهم

في كلِّ أراضيهم إلى مدخلِ غزّةِ كما وينهبون أغنامَهُمْ ومواشيهُمْ ويحرقونَ المراعي لهم

 

ولا يتركون لهم لا حميرا ولا جمالا ولا نوع طعام يسدّون به جوعهم وعطشهم الطويل

فافتقر إسرائيل بسبب ظُلم مِدين فصحوا على حالِهم وصرخوا بل واستنجدوا بالله الخليل

 

فأرسلَ إليهم رجلاً نبيّاً يقولُ لهم إني قد أصعَدْتُكم مِن مصر وأخرجتُكُمْ مِن دار العبودية

وأنقذتُكم مِن يد المِصريّين ومن يدِ جميعِ ظالِميكم وطرَدْتُهم مِن أمامِكم لغايتكم الخلاصية

 

هذا وحذّرْتُكم إنّي أنا الرّبّ إلهُكم فلا تخافوا آلهةَ الأمّوريّينَ الّذين أنتم مقيمون في أرضِهم

لكنّكم لم تسمعوا لصوتي فجاءَ ملاكُ الرّبّ وجلس تحت البُطمةِ في عُفْرَةَ لِيُوآشَ زعيمِهم

 

ابنُه جدعونُ كان يدوس الحنطةَ في المعصرةِ لتهريبها من أمام المِدينيّينَ فتراءى له ملاك

قالَ أيّها المُحاربُ الباسل فعرف فيه جدعونُ وجه الله فقال ناشدتك إن كان الله معنا فحِماك

 

لماذا أصابنا كلُّ هذا وأين جميعُ معجزاتِه الّتي حدّثنا بها آباؤُنا منها تحريرُنا مِن الفرعونية

لمَ تَرَكَنا ورمانا في قبضةِ مِدينَ فقالَ الملاكُ اذهبِ الآنَ بقوَّتِكَ وخلِّصِ الشّعب مِن العبودية

 

لكنَّ جدعونَ احتجَّ سيّدي بماذا أُخلِّصُ إسرائيل فها عشيرتي منسّى هي مِن أصغرِ العشائر

كما وإنيَّ الأصغرُ في بيتِ أبي فقال الملاكُ أنا أكون مَعْكَ قُمِ اضرِبْ مِدينَ فأنا قُدّامَكَ سائر

 

لكنَّ جدعونَ أصرَّ إنْ كنتُ نلتُ حُظوةً في عينِكَ فأَعْطِني علامةً على أنّكَ أنتَ الّذي كلّمني

ألا ابقَ هنا حتّى أُحْضِرَ تقدِمتي فأضَعُها أمامكَ فأجابَ الملاكُ إني باقٍ حتّى وإنْ غِبْتَ عني

 

فدخل جدعونُ وأعدَّ جدياً مِن الماعز وخبزا فطيرا وجعل الّلحمَ في سلّةٍ ومرقَ الّلحم في قِدر

وخرج بذلك على الملاكِ تحتَ البُطمةِ وقدّمه فقال الملاك خذِ الّلحمَ والفطير وضعهما في سِدر

 

ثمَّ صُبِّ المرقَ فصبّه فمدَّ الملاكُ طرفَ العصا الّتي بيدهِ ومسَّ اللحمَ والفطيرَ أمام عينيه

فصعِدتْ نارٌ من الصخرة وأكلتْ اللحمَ والفطيرَ فعرف جدعون أن الرّبّ كان أمام قدميه

 

فقال آهِ أيّها السيِّدُ الرّبّ إنّي رأيْتُ ملاكَ الرّبّ وجهاً لوجهٍ فقال له الرّبّ السلامُ عليك

لا تخفْ إِنَّكَ لا تموتُ فبنى جدعونُ مذبحاً للربِّ ودعاه الرّبّ سلامٌ وحيدٌ ما له شريك