موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٢

الحلقة المفقودة في نظامنا التعليمي

بقلم :
الأب عماد الطوال - الأردن
الحلقة المفقودة في نظامنا التعليمي

الحلقة المفقودة في نظامنا التعليمي

 

في ظل نظامنا التعليمي الحالي، هل نتوقع من الطالب أن يكون مبدعًا عندما يقتصر دورة على الحفظ والاختبار، للحصول على وظيفة؟ كيف سننمو ونحدث تأثيرًا في عالمنا إذا كان كل طفل يتعلم كيفية حل نفس المشكلات بنفس الطريقة التي يحلها أي شخص آخر؟ إذا تم إعطاءه إجابات نموذجية للحفظ وموضوعًا محددًا للكتابة عنه؟ نُعلم كل طفل نفس الشيء، وأن يفعل ذلك بنفس الطريقة، نُعلمه كل شيء ما عدا حرية التعبير عن أفكاره، خيال الطفل هو المسؤول عن بناء مستقبله، لكننا نقطع خيال هذا الجيل في السعي وراء العلامات والمعدل، وبدل أن نسعى نحو رعاية الإبداع في نظامنا التعليمي، ابتعدنا عنه، وفقدنا المعنى الحقيقي للتعلم.

 

هناك حاجة ملحة إلى التحّول من الشكل الحالي للتعليم حيث يكون الطلاب متلقين سلبيين إلى طرق أكثر تشاركيه تُمكنهم من التفكير بشكل خلاق ونقدي، وتمنحهم الفرصة للتكيف وفهم قيمة مكونات الحياة المختلفة من سن أصغر، إنه شكل من أشكال التفكير المتشعب الذي ينظر إلى حل المشكلات من خلال عدسة الحلول الممكنة المتعددة، ومهمتنا هي تطوير نظام تعليمي قادر على خلق جيل من القادة والعلماء والمبدعين الذين سينقلون الإنسانية إلى مستوى آخر.

 

نعم، يفتقر نظامنا التعليمي إلى الإبداع وإلى التفكير خارج الصندوق، لذلك عندما يُطلب من هؤلاء الأطفال العمل والاعتماد على التفكير الإبداعي، غالبًا لا يظهروا أي إمكانات، فكيف نتوقع أن يصبح هؤلاء الأطفال أعضاءً مساهمين في المجتمع؟ المحزن أنه ليس ذنبهم بل ذنب النظام التعليمي الحالي.

 

نحن في زمن الذكاء الاصطناعي، لذلك، نحتاج إلى رعاية الإبداع، إلى إصلاحات جذرية في نظامنا التعليمي خاصة في الطريقة التي يُعلم بها المعلمون ويتعلم بها الطلاب حاليًا:

 

التعلم التجريبي والاستكشاف: هناك حاجة إلى التعلم التجريبي، أي التعلم بالممارسة من خلال إشراك الطلاب في التجارب العملية، ليكونوا أكثر قدرة على ربط النظريات والمعرفة المكتسبة في الغرفة الصفية بمواقف العالم الحقيقي، هذا النهج فعال للغاية في مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم الصعبة.

 

التركيز على الملاحظة: علينا تعليم الطلاب وتشجيعهم على الملاحظة والنظر إلى ما وراء ما هو واضح والخروج بأفكار جديدة.

 

تجنب الاستخدام المفرط للإنترنت: أحد الأسباب الرئيسية لقلة الإبداع لدى طلابنا هو الاستخدام المفرط للإنترنت، لا يتكلف الطلاب عناء استخدام خيالهم أثناء إعداد مشروع أو تقرير والأسوأ من ذلك أن المؤسسات التربوية أيضًا لا تعترض.

 

التقييم يقود التعلم: يجب تقديم تدريب خاص للمعلمين من خلال ورش عمل في وضع أسئلة الاختبار التي تختبر التفكير خارج الصندوق، يجب أن تكون عملية التقييم أكثر علمية لتشجيع المهارات نحو الابتكار والإبداع بعيدًا عن التعلم عن ظهر قلب.

 

الإبداع ليس منحة يمكنك تقديمها لشخص ما، الإبداع يحتاج إلى بيئة تحفز الفضول وأساليب مُثيرة للتفكير خارج الصندوق، ونظرًا لأن المعلمين أنفسهم هم في الأساس نتاج النظام التعليمي القديم الذي ركز على التعلم التلقيني، فإنهم بحاجة إلى تدريب مكثف في طرق التعلم والتعليم الحديثة، وهذه الطرق تهدف إلى تنمية قدرة الطالب على الابتكار والتفكير الإبداعي.