موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٤ مارس / آذار ٢٠٢١

الحبر الأعظم يتفقّد بيث نهرين

د. ميشال أ. عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط

د. ميشال أ. عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط

د. ميشال أ. عبس :

 

بيث نهرين، أو بلاد ما بين النهرين، أو العراق، التسمية العربيّة لـ"أوروك"، حيث بدأ تاريخ البشريّة الجلّي، ما برحت تنزف، كما سائر المشرق، دمًا و بشرًا منذ عقدين ونيّف.

 

تنصّرت هذه البلاد على يدّ مار أدي، أحد الرسل الإثنين والسبعين، وتلميذه ماري، ونشأت فيها مسيحيّة إيمانيّة انتشرت في كلّ أصقاع المعمورة.

 

إلى هذه البلاد الجريحة، مهد المسيحيّة، تأتي زيارة البابا فرنسيس، حبر الأخوّة الانسانيّة، في أحرج أوقات تاريخها الحديث. هي تفقد، وعربون محبّة وتضميد للجراح. هي دعوة إلى الصمود في وجه الظلاميّة والعنف والفناء.

 

البابا فرنسيس، في سياق شعاره "كلّنا أخوة"، ومن خلال زيارات قام بها إلى مناطق أخرى، ومواقف أطلقها في أوضاع مختلفة، هو في تفقّد أبعد ما يكون عن الإنحياز الديني. قداسته يزور كلّ شعب وكل أهل "أور الكلدانييّن" كما عبّر عن ذلك نيافة الكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان ورئيس مجلس كنائس الشرق الاوسط عن العائلة الكاثوليكية.

 

زيارة الحبر الأعظم إلى العراق ستشكّل محطّة وطنيّة وإيمانيّة جامعة بعد طول انتظار، إذْ أنّ اللقاءات ستشمل جميع المجتمع العراقي. إنّها لحظة مصالحة بين أبناء مجتمع غنيّ بالإمكانات، غزير بالإنتاج ومبدع بالإبتكار، بعد أنّ غرّبتهم عن بعضهم الحروب والتحوّلات الكبرى. زيارة البابا فرنسيس ستشكّل، دون أدنى ريب، تحولًا في العلاقات بين مكوّنات المجتمع الواحد الغارق في رمال المصالح الدوليّة المتحرّكة.

 

يرى مجلس كنائس الشرق الاوسط أنّ هذه الزيارة المُباركة تصّب في أهدافه كمؤسسّة سَعَت، منذ إنشائها منذ نحو نصف قرن، إلى التقريب بين الناس كما بين الجماعات على مختلف إنتماءاتها.

 

بارك الرب هذه الزيارة وبارك من سعى بها ونظّمها وسيواكبها حتى تؤتي ثمارها، لأنّ الباري يبارك كلّ من يقرِّب بين القلوب ويسعى إلى نشر المحبّة وإرساء ثقافة السلام.