موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ فبراير / شباط ٢٠٢١

التكريم للإنجاز

أ. د. محمد طالب عبيدات

أ. د. محمد طالب عبيدات

أ. د. محمد طالب عبيدات :

 

تكريم اﻷشخاص أو المؤسسات على إنجاز يذكر شيء محمود وممدوح وحتى مطلوب، حيث يكون ذلك نموذجاً يحتذى لغايات تطوير بيئة العمل واﻹنتاجية؛ والنماذج الصالحة والنزيهة والتي تقدّم إنجازات للوطن وللمؤسسات يجب التطلّع لها بعين ثاقبة وداعمة لأنهم سيكونوا نماذج يحتذي بها كل من حولهم لتكون البيئة نموذجية ومنتجة وبيئة عمل وتميز وإبداع؛ فتكريم المبدعين ومحاسبة الفاسدين صنوان؛ والأولوية لتكريم المبدعين لتعزيز أمثالهم لوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب:

 

1. اﻹنسان بطبعه يحب التميز والحوافز على العطاء، والتكريم يشكل حافزاً له ولغيره؛ وهذا التكريم يعزز الشرفاء والنزيهين والمنتجين على سبيل بيئة صالحة نموذجية للجيل القادم وخصوصاً جيل الشباب.

 

2. كثيرون يستحقون التكريم ﻹنجازاتهم في كثير من المجالات ولا بد من إعلاء شأنهم؛ صحيح أن الأمانة تقتضي القيام بالواجب على أتم وجه؛ لكننا في هذا الزمان الذي اختلط به الحابل بالنابل نحتاج لثقافة تعزيز الإنجازات والنجاحات لإعطائهم حقوقهم على الأقل وجعلهم نماذج ناجحة وقصص نجاح لغيرهم.

 

3. التكريم ليس مادياً فحسب بل معنوياً ، بالرغم من أن الظروف اﻹقتصادية تجعل معظم الناس تفضل التكريم المادي؛ وهذا التكريم سيعطي الدافعية للأمام للشخوص وسيخلق منهم بؤر تميز وذروة في العطاء لتقدير غيرهم من المسؤولين عنهم وجعلهم محط أنظار غيرهم من العاملين أو المواطنين في المجتمع.

 

4. التكريم أحياناً يكون بإطلاق إسم الشخص المكرم على منشأة أو شارع أو غير ذلك؛ وهذا الإسم يحكي قصة ومسيرة عمل ستذكرها الأجيال القادمة لشخوص أفنوا شبابهم وعمرهم في سبيل رفعة الوطن ومؤسساته؛ فكان تكريمهم إستحقاق عن جدارة وكفاءة دونما توسّل أو توسط.

 

5. التكريم المعنوي غالباً يكون بعد إنتقال اﻷشخاص للرفيق اﻷعلى، والمطلوب تكريمهم وهم أحياء ليشعروا بقيمتهم ويكونوا نموذجاً لغيرهم؛ وتكريم الأحياء يجب أن تكون سُنّة حميدة لغايات أن يشهد المكرّمون نتيجة إنجازاتهم ويكونوا نماذج تحتذى للآخرين وخصوصاً في حال تخصيص إحتفالية خاصة بذلك أمام الناس ليشعر المكرمون بالفخر والإعتزاز؛ وليشعر ذويهم وعزوتهم بالفخار لخلق بيئة تسعى للتميز والإبداع وتعزز الشرفاء والمبدعين؛ وبذلك نقزّم الفاسدين وغير النزيهين ليشعروا بمحاربتهم وضرورة أن يثوبوا لرشدهم.

 

6. بالمقابل نحتاج لمعايير وأسس ومؤشرات أداء واقعية وحقيقية للتكريم دون شخصنه أو شللية او شوفيه أو فزعوية أو توسّط؛ ليكون التكريم إستحقاق عن جدارة وكفاءة وذو مصداقية وبشفافية؛ مما يعزز بيئة الإبداع وقصص النجاح والنزاهة لتكون المؤسسات والمجتمع والأفراد كلّها تسعى للصلاح في ظل منظومة إبداع وتميز متكاملة.

 

بصراحة: تكريم المبدعين وأصحاب الإنجازات ضرورة لكنه يحتاج لمعايير شفافة ليكونوا نماذج لغيرهم للعطاء واﻹنتاجية؛ وهنالك ضرورة لتكريم الأحياء على إنجازاتهم قبل إنتقالهم للرفيق الأعلى؛ لأن ذلك يخلق بيئة عمل ومواطنة صالحة صوب نماذج تحتذى للغير بروحية عطائها منقطع النظير.

 

صباح العطاء والنموذج

 

(عمون)